إن المرأة واحة جميلة وينبغي لها أن تكون كذلك، فهي الأمل الذي تزدهر حوله أزاهير الحياة ليستمر الكون بقدرة خالقه من أجل عبادته وحده لا شريك له إن الرجال من صنع المرأة، فإذا أردتم رجالاً عظاماً أفاضل، فعلموا المرأة ما هي عظمة النفس وما هي الفضيلة، لا توجد جوهرة في العالم أكثر من امرأة تنزه نفسها عما يعاب وتصون عرضها من الدنس صيانة لا يقع للريبة عليها ظل.
المرأة هي عنصر فاعل في كافة المجتمعات فهي جزء لا يتجزأ من كيان المجتمع وبنيانه، بل تعدت ذلك لتكون هي الجزء الأهم والعنصر الأشد تأثيرًا في المجتمعات، فقد شغلت المرأة عبر العصور أدوارًا مهمة وحيوية في مجتمعاتها، لتظهر أنها تستحق بجدارتها الرفعة والمكانة التي طالما حظي بها الرجل، وفي العصر الحديث احتلت المرأة أهم المراكز الحيوية في الدول، وأظهرت الكفاءة وحسن العمل
للمرأة هذا المخلوق الضعيف بكل أحاسيسها ومشاعرها …حقوقها ومكانتها تحاول أن تثبت ذاتها …وأن تجتهد على نفسها ..وأن تسعي للانخراط بحياتنا ….تحت شعارات العمل… واثبات الذات…. والشراكة بالمسئولية ….اهمية كبيرة ….وغاية نبيلة …ودور مركزي وحيوي يقف أمامه البعض….. ممن لا زالوا على تخلفهم وظلامية دورهم …وانحراف فكرهم …وعدم فهمهم للمرأة التي عظمها ديننا الحنيف ….كما عظمتها كافة الاديان والمجتمعات والقوانين . المرأة في حياتنا هي النصف الآخر من الحياة نفسها، وهى الأم والزوجة والصديقة، وأحوالها هي عنوان لأى بلد، فإذا كنا نتحدث عن مساواة واقعية وإنسانية داخل المجتمع لا بالهتاف الإعلامي والشعارات الكذابة، فإن هذا يعنى أننا أمام مجتمع متقدم تحكمه قوانين وقيم إنسانية قائمة على العدل والمساواة بين القوى والضعيف، والرجل والمرأة، والكبير والصغير. عندما نقول أن المرأة حياتنا ….فإننا نحاول جاهدين أن نخفف من مساحة قسوتنا ….وأن نسقط الكثير من مغالطات حياتنا ….وظلمنا لأنفسنا ..كما ظلمنا لمن حولنا ….وما نجور به على حالنا في ممارسة عاداتنا وتقاليدنا ….وأساليب حياتنا ….وفهمنا الخاطئ للمرأة وطبيعتها …وما يميزها ويجعل منها جنة حياتنا …..ومفرجة لكربنا …وهمومنا …وبانية أساسية لمجتمعاتنا الانسانية . رغم أن في الدنيا الكثير مما يسعد البشرية …لكن المرأة لا زالت تتربع على عرش حياتنا وفي قلوبنا وأحاسيس كل منا ….فهي الام الحنون …والزوجة …والابنة ..هي الخالة والعمة والاخت التي نتشارك معها بمسئولية حياتنا …كما نتقاسم معها همومنا ومصاعب حياتنا …كما ونجعل من حياتنا المشتركة ….والشراكة فيها فعلا منظما ….وعملا مستمرا …وانجازا مباشرا لإسعاد من حولنا ….والمساهمة في بناء وتربية أبنائنا واجيالنا …والرقي بهم الي حيث نتمنى ونريد والي حيث يجب أن يكون عليه الابناء . لا يمكن للمجتمعات الانسانية والبشرية أن تبنى بعيدا عن نصفها الضعيف ….بل نصفها وسر قوتها بضعفها ….ليس من منطلق الضعف …. ولكن بمفهوم القوة والتأثير والمؤثر الفاعل…. الذي يتفاعل مع كل صغيرة وكبيرة بكافة جنبات حياتنا الضعف المستمد من رفاهية مشاعرها واحاسيسها ومحبتها الغامرة لمن حولها الضعف المستمد من بنيتها وطبيعتها وحرصها على من حولها …هذا الضعف القوي المتين …..وهذا التأثير والمؤثر …وهذا العطف والحنان…. القوة الناعمة …..بأحاسيسها المرهفة …وفعلها الملموس وشراكتها….. تشكل قوة حياة …وقوة وجود …..فعل وحنان ودفء يملئ قلوب من حولها ومن يعيشون بكنفها ….اذا ما أمعنا النظر والتفكير ….التحليل والمتابعة …وتسلسل مراحل التاريخ البشري ….وحياتنا العصرية….كما التقليدية….. منذ الاجداد والاباء وتطور موقف المرأة …وما أحدثته من فعل وتأثير …وبناء أسري ..
وتخريج للعظماء والعلماء ….والقادة والفقهاء ….تخريجا لمن يشكلون قوة العمل والعطاء والانتاج …ومن يسيرون ….ويسهرون على راحة أمن البلاد والعباد…. انها المرأة والام التي ستبقي متربعة على عرش كرامتها …ومحبتنا لها ….لأنها المحافظة على من حولها ….صاحبة مدرسة العطاء …دون انتظار مقابل لعطائها ….جهدها ….وحنانها وإن التماسك الأسري داخل الأسرة يرجع بنظري الى أهمية دور المرأة واستقرارها النفسي والاجتماعي وأثره على الأهل والأبناء، فالدفء الأسري رابط قوي ومهم في بناء المجتمع، فبدونه تنهار الأعمدة والأسقف، وهو السبيل الوحيد لبناء أسرة سعيدة، وله الدور الكبير في الاستقرار النفسي التي ينعكس على حياة كل فرد لديها، فيكون سعيداً وناجحاً
تعمل المرأة على تعزيز دور الزوج في الأسرة من خلال تقديم الاحترام والتقدير له، ومساعدته في أموره الحياتية المختلفة، كما تساهم في الوقوف إلى جانب الزوج في الأزمات من خلال تقديم المشورة والرأي النافع الذي قد يفيد الزوج في تدبير أموره وحل مشكلاته، وتقوم الزوجة بتقوية زوجها من خلال حفظ ماله وسرّه، وبالمعاملة الصادقة الطيبة والكلام الطيب يشعر الزوج بالارتياح والاطمئنان في بيته وبين أفراد أسرته.
تؤدّي المرأة دورَا هامَا لا يمكن الاستغناء عنه في الأسرة، وتعد الأسرة لبنة المجتمع الصغيرة والتي تسهم في بنائه، ومن أهم الأدوار التي تقوم بها المرأة هي رعاية الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة، وتقوم بالمحافظة على تماسك الأسرة واستقرارها من خلال إشباع الجو الأسري بالمحبة والود والعاطفة، كما أنها تقوم بتقديم الدعم العاطفي للأسرة بما تمتلكه من عاطفة وحب وحنان تجاه أطفالها وزوجها، وتعمل أيضَا على تعزيز دور زوجها من خلال تقدير دوره واحترام مكانته في الأسرة.
تعدّ المرأة عنصرَا فعالَا ومهمَا جدَا في بناء وتكوين المجتمع من جميع نواحيه، سواء أكانت اقتصادية أم تعليمية أم تنموية وإعلامية وتطوعية، وبدونها لن يكون المجتمع متّزنَا، وقد قامت العديد من النساء في تطوير المجتمع واكتشاف العلوم المختلفة، وحصلت العديد من النساء على جوائز عالمية وهامة. يتكون المجتمع من عدد من الأفراد، وهم الذين يكونون المجتمع، فلا يوجد مجتمع بدون أفراد وأسر، ولو نظرنا إلى الأسر لوجدناها هي أهم مكونات المجتمع.
وللأسرة دور كبير في بناء المجتمع، وعندما تبني الأسرة المجتمع فإنما تقدم لنفسها خدمة ولباقي الأسر. فللأسرة أهمية بالغة وقصوى وذلك لأنها، أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه التي تؤثر في المجتمع ويؤثر هو بدوره فيها وفي نظمها، وهي في تفاعل مستمر مع النظم الاجتماعية المختلفة. وتقوم الأسرة بتطبيع الفرد في اتجاهاته وميوله، وتميز شخصيته، وتحدد تصرفاته العامة، وهي أول من يعرفه بدينه وعادات مجتمعه ولغة وطنه ومكتسباته وثقافته وخيراته وحضارته، وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها.. كما تكون أفكاره الأولى وتعلمه كيفية التفاعل الاجتماعي وتدربهم على الحياة الاجتماعية، يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا.. على ما كان عوده أبوه
كما أن للأب وللأم دور مهم في غرس الفضائل والشمائل والصفات الحسنة عند الأبناء حتى ينشأ هؤلاء الأبناء وهم في صحة نفسية وجسدية واجتماعية وأخلاقية.. وعندما تقدم الأسرة أبناء بهذه المواصفات فإنما هي تقدم وتسدي للمجتمع أهم خدمة وأهم شيء، فلولا الأفراد الأصحاء بدنيا وعقليا واجتماعيا ودينيا وأخلاقيا لما نهض المجتمع ولما أصبح مجتمعا قويا منتجا معتمدا على سواعد أبنائه وقدراتهم.
إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة، فالأسرة التي تربي أبناءها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الإسلامية، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين، إنما هي تقوم ببناء المجتمع.. أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة، إنما هي تهدم المجتمع. إن الاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة، الذكور والإناث. فمهام ووظائف وأدوار الأسر تبدأ مبكرا منذ نشأتها الأولى ومنذ إنجابها لأول طفل. ويقاس مدى رقي المجتمع بما لديه من ثقافة متنوعة ومتقدمة وبالتربية الصالحة. والإسلام يهتم بتربية الفرد، والمجتمع يرعى أفراده ويعمل على رفع شأنهم.. والمجتمع ما هو إلا عبارة عن عدد من الأفراد والأسر، والطفل يحتاج إلى رعاية والديه والأسرة وهو يكتسب منهم وممن يحيطون به الخبرات والمهارات والعادات وقواعد السلوك، التي تجعله يتلاءم مع مجتمعه، والأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع إلا الشر والضرر، فمعظم المخربين والجانحين والمجرمين هم من الذين لم تهتم بهم أسرهم وأنشأتهم تنشئة غير سليمة وربتهم تربية طالحة سيئة، وهي تلك الأسر التي جرت خلف المادة وخلف المشاكل والخلافات، فلم تهتم بأبنائها، وبالتالي أفرزت وأخرجت إلى المجتمع رجالا مخربين وجانحين وشواذ ومنحرفين.
المرأة هي الأم هي المعلمة هي المدرسة فهل يكفي يوما واحدا للاحتفال بعيد المرأة, هذه المرأة التي جعلت من عالمنا البائس و بيتنا الحزين نور على نور, ألا تستحق هذه المرأة أكثر من يوم واحد للاحتفال بعيدها, و المساواة بينها و بين الرجل فالمرأة هي كل شيء في هذه الحياة, المرأة أحق بالحرية من الرجل, لان حرية المرأة رغم وجود من يستغلوا عاطفتها, إلا أنها أكثر مرجعية على المجتمع من حرية الرجل فما نشهد نحن اليوم من تمزيق للمصاحف و الإساءة لخير البرية سببه إعطاء الحرية الزائدة للرجل و عدم محاسبته لو أننا أعطينا هذه الحرية للمرأة لما حدث ما حدث, على الدولة و المجتمع المدني أن يكرم كل امرأة استطاعت أن تبعد أبناءها عن الانحراف و الرذيلة و ليس كل امرأة ساقت قطارا أو ركبت الفضاء. المرأة لحن الحياة و نصف المجتمع وهي نفسها من أنجبت النصف الأخر، ربته ورعته إلى أن صار رجلا وبالتالي فهي سر الوجود الأول. هي الأم، الزوجة، الأخت، الابنة، الطبيبة، المهندسة، المعلمة
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان