مازالت صفحات التاريخ مليئة بالأحداث والوقائع التي غفل عنها البعض أو تغافل متعمداً، لغاية شخصية ، وإذا كان مسلسل (ممالك النار) الذي عرض مؤخراً في 14 حلقة فقط، قد كشف يقيناً دموية الأتراك العثمانين ضد المماليك إلا أنه أغفل هدر الدم العربي والإسلامي من قبل هؤلاء الغزاه ، فلا فرق أبدًا بينهم وبين الصلبيين الذين غزوا البلاد أبان فترة التفكك الإسلامي. الصليبيون ارتكبوا أبشع المذابح ضد المسلمين وغير المسلمين المخالفين لهم في المذهب، ولم يراعوا حرمة الأماكن الدينية في بيت المقدس حيث كانوا يدخلون إلى باحات المساجد ليقتلوا كل من احتمي بها من المسلمين عامة، والعرب خاصة، وكان التمثيل بجثث القتلى هو عنوان للجرائم لبث الخوف والرعب في قلوب من تمتلكه الشجاعة، محاولة التصدي لهم ، أما العثمانيون؛ خاصة السلاطين كانوا أكثر دموية من اتباعهم فلايخفى على أحد قيام (سليم الأول بالتخلص من أخواته ليعتلي سلم العرش، وكذلك فعل كافة السلاطين، منهم من تخلص من الأبناء والأعمام والأشقاء حتى ينعم بالسلطنة أطول فترة من الزمن ، ربما هذا لايعنينا بقدر الألم الذي أحدثه هؤلاء عند غزوهم للبلاد العربية كالشام و مصر .
كان العام 1516 عام إهدار الدم العربي في أروقة وشوارع الشام، خاصة سوريا على يد هذا السلطان المجنون الذي كان يحتفل باغتصاب النساء علانية في الشوارع والأزقة والتمثيل بجثث الرجال أمام الأبناء والأطفال، فتنكسر عزيمتهم.
عندما حضر إلى مصر كانت المواجهه مختلفه فاشتد غيظه وفار دمه صارخا في أتباعه بحرق الأخضر واليابس و إقامة المذابح والمشانق في كل باب وعلى مدخل الحارات خاصة الأزهر الشريف الذي كان شاهدا كما ذكر المؤرخون بأن سليم الأول وجنودة كانوا يتتبعون رجال المقاومة في المساجد فيأمر بقتلهم ووضع جثثهم على المنابر، ومن يعتقل يشنق على الأبواب حتي تتعفن الجثث فتحمل وتلقى بالصحراء دون أدنى مراعاة أدبية أو أخلاقية أو دينية.
ويذكر المؤرخون أن الكثير من الناس هجروا المساجد، و فروا إلى الصحارى مثلما فعل الأقباط هربا من الرومان، ولأن الأتراك يروا في أنفسهم الجنس السامي الذي يجب ألا يختلط بأجناس أدنى منه، عملوا على محو كل ماهو عربي و مصري ليبنوا عهدهم على هدم حضارة الآخرين، ومن هنا علينا تسجيل هذا التاريخ الأسود للأتراك في شوارع مصر المحروسة لترى الأجيال الحاليه ماذا فعل هؤلاء في الدم العربي. وماذا يريد (أردوغان) نيله من بلادهم في الوقت الحاضر.
كاتب مصري