أنشأ الإنسانُ منذُ القدم المبادئَ والقوانين الداخلية؛ للمحافظةِ علي الاستقرار الداخليّ في المجتمع الواحد وصونِ الحقوقِ وحلّ المنازعات التي قد تحدث بين أفراده، والتصدي لمن يحاولون السيطرة على جميع الأمور والاستيلاء على مقتنياتِ الآخرين، وترتبطُ القوانينُ بتطبيق العقوبةِ في حالِ مخالفتِها أو عصيانِها.
لهذا الغرض ولحاجة الإنسان لمن يطبق القانون –حتى لا ينتشر قانون الغابة- أُنشئت هيئة الشرطة، لتكون هي المختصة بالمحافظة على النظام والأمن العام والآداب، وحماية الأرواح والأعراض والأموال، وعلى الأخصّ منع الجرائم وضبطها، كما تختص بكفالة الطمأنينة والأمن للمواطنين في كافّة المجالات، وبتنفيذ ما تفرضه عليها القوانين واللوائح من واجبات.
وضابط الشرطة المصريّ يعلم هذه المهام تمام العلم، فهو الشخص الذي يقع على عاتقه تأدية هذه المهام، ورغم أنّها ليست بالمهمة السهلة إلّا إنّه يؤديها كما تجب أن تكون.
لقد حرصت الدولة المصرية منذ القدم على إرساء الفكر المؤسسيّ، مما جعل الحاجة لجهاز شرطة قويّ يحمي هذا الفكر مُلحة وضرورية، لذا سعت كلية الشرطة إلى التطوير من نفسها -خاصّة بعد توجيهات السيد الرئيس “عبد الفتاح السيسي”- فأنشأت الأكاديميات ومراكز التدريب والتأهيل.
وبالحديث عن “أكاديمية الشرطة” فهي تختص بتأهيل الطلبة من حملة شهادة الثانوية العامة والأزهرية والشهادات المعادلة ليصبحوا ضباطًا عاملين لدى الشرطة المصرية بمختلف قطاعاتها، وتتولى أيضًا إعداد ضباط الشرطة والقيام بالدراسات التخصصية العليا وإعداد الأبحاث العلمية والتطبيقية في علوم الشرطة ومجالات عملها، وكذلك تدريب ضباط الشرطة، وفي كل عام يتم قبول دفعة جديدة من المتقدمين لكلية الشرطة وفقًا لمعايير محددة؛ بهدف انتقاء أفضل العناصر القادرة على الوفاء بتلك المهام.
وسيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” -الذي يستحق لقب القائد بجدارة- يدرك تمامًا أهمية ضابط الشرطة في حفظ الأمن العام واستقرار البلاد، فلا يتوانى عن دعم جهاز الشرطة، ولا يتوقف عن ذكر أهميته، ودائمًا ما يكرر زياراته لهذا الجهاز المهم، حتى يُشعرهم بقيمة الواجب الذي يؤدونه، كان آخر تلك الزيارات يوم 22/1/2020م، حيث قام بزيارة تفقدية لـ “أكاديمية الشرطة” لتهنئة الطلاب الجدد واطلع على منظومة تدريب الطلبة، والتي تعمل وفق أحدث برامج وأساليب التدريب الأمنيّ على مستوى العالم، وعلى ميادين التدريب المتنوعة بالأكاديمية أثناء أداء الطلبة للطابور الصباحيّ، والقرية التكتيكية لتدريب الطلبة على اقتحام أوكار الإرهابيين والخارجين عن القانون والتي تُعدُّ الأحدث بين أقرانها في أكاديميات الشرطة على المستوى الإقليميّ والدوليّ، كما شارك سيادة الرئيس أبناءه من طلبة الأكاديمية وجبة الإفطار، واستمع إلى تساؤلاتهم وتبادل معهم الحديث، واطمأن على أحوالهم متمنيًا لهم التوفيق في حياتهم الجديدة.
إنّ هذه السياسة التي يتبعها الرئيس من تفقد أحوال شعبه لا شكّ أنّها السياسة الحقيقة للقائد الحقّ، والّتي تهدف إلى تعزيز المواطن، وتصحيح مساره في كلّ وقت، وهذه الزيارة لأكاديمية الشرطة ليس فقط لتفقد أحوال الأكاديمية ولكن لبث روح الفداء والثقة بالنفس لدى الطلاب أيضًا.
عميد كلية الآداب جامعة قناه السويس