باحث يكشف: ملامح الجغرافيا الطبيعية ومنتدى غاز حوض البحر المتوسط برسالة ماجستير
كتب – عادل ابراهيم
نوقشت بكلية الآداب جامعة المنوفية رسالة ماجستير بعنوان “منتدى غاز شرق البحر المتوسط بين الواقع والمأمول” مقدمة من الباحث تامر محمد سالم شقير، وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور فتحي محمد مصيلحي مشرفا رئيسًا ودكتور ماهر حمدي عيش مشرفًا مشاركًا ودكتور أحمد عبد القوي مناقشًا ودكتور عادل محمد شاويش مناقشًا.
أكد الباحث تامر شقير أن الرسالة حاولت التعرف على ملامح الجغرافيا الطبيعية لحوض البحر المتوسط ، وإلقاء الضوء على خصائصه البيئية حتى يتسنى تقييم تأثيره على بيئة أعمال التنقيب على الغاز الطبيعي والبترول ونقله وتسويقه. وأيضا تقييم الأبعاد المكانية لبيئة إنتاج الغاز، وتقييم مقومات أعمال الغاز وآفاقه بدول تلك المنظمة الوليدة من خلال فحص البنيات الأساسية للتكامل الإنتاجي والتسويقي والوقوف على الصراع والتنازع على غاز شرق البحر المتوسط.
وأشار الباحث أن الصراع والتنازع على غاز شرق البحر المتوسط. انعكس على بنية البحث ليتألف من خمسة فصول؛ فيعرض الفصل الأول الجغرافية الطبيعية والبيئية للبحر المتوسط، واختص الفصل الثاني بالاستكشاف والترسيم والإنتاج والاحتياطي وتوزيع الحقول، ويرصد الفصل الثالث تحولات شرق البحر المتوسط من مركز إقليمي لمنتدى غاز ثم منظمة دولية معنية بأعمال الغاز في التنقيب والنقل وصناعة الإسالة والتجارة البينية والتصدير للسوق الأوروبي، أما الفصل الأخير فقد استعرض الملامح الجيوسياسية لدول الحوض الشرقي والشركات النفطیةّ والمصالح الدولية والاتفاقات المعقودة والمنازعات حول التنقيب وترسيم الحدود وتقييم السلوك التركي تجاه أعمال الغاز الطبيعي والمخاطر الجیوسیاسیة والتھّدیدات الأمنیةّ للمنشآت البحرية.
وأوضح الباحث أن الدراسة توصلت لمجموعة من الخلاصات والنتائج لعل أهمها أن طول البحر المتوسط يتجاوز أربعة أمثال عرضه، وﻳﻌﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﺤﺮ ﺷﺒﻪ ﻣﻐﻠﻖ في العالم، وتتعدد المخاطر الزلزالية وﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ وﺍلإنهيارات ﺍﻟﻜﺘﻠﻴﺔ على جوانبه يابس القارات والمحيطات، ويظهر عمقه الأقصى بالحوض الغربي، وتنحصر التيارات السطحية بين تيار داخل من المحيط الأطلنطي يسير شرقا بموازاة الساحل الجنوبي ويعود إليه بموازاة الساحل الشمالي، ويعد التنوع الحيوي الكبير نسبياً صفة مميزة، وتشكل الأﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟمسجلة 8 ﺇﻟﻰ 9% ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻞ ﻋﺪﺩها ﻓﻲ ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، كما تضم أيضًا منطقة شرق المتوسط حوضي “ليفانت” و”دلتا النيل” الرسوبيين، وتقدر متوسط حجم مصادر الغاز غير المكتشفة و القابلة للاستخراج فنياً في الحوضين بحوالي 346 تريليون قدم مكعب. في 2001 تم الاتفاق على نقل وتصدير الغاز المصري إلى (الأردن، سوريا، لبنان) عبر خط الغاز العربى، إلا أن خط الغاز تعرض لعمليات تخريبية عقب أحداث 25 يناير 2011، وتوقف نهائياً عام 2012. وقعت اتفاقية إنشاء خط أنابيب لربط حقل غاز افروديت بمحطات تسييل الغاز في مصر عام 2018، وإعادة تصديره إلى الأسواق المختلفةـ ويسمح حجم الإنتاج المتوقع والاحتياطيات بشرق البحر المتوسط بأن يكون هناك مسارين جديدين لتدفق الغاز للسوق الأوروبية. الأول هو خط “إيست ميد” الذي يمتد لمسافة 1900 كم ، والثاني يصل حقل “أفروديت” القبرصي لمصر، ومن ثم تسييله وبيعه بسعر أعلى للسوق الأوروبية.
وجاءت من ضمن النتائج أيضًا أن بمنطقة شرق البحر المتوسط توجد أربع محطات لإسالة الغاز الطبيعي، تبلغ جملة طاقتها 12.7 مليون طن في السنة، تحتاج حركة تداول الغاز المسال تواجد محطات إستقبال، وتبلغ جملة القدرة الاستيعابية لهذه المحطات التسع حوالي 50.5 مليون طن في السنة في 2019، وتم التوافق بين مصر وقبرص واليونان فى أكتوبر 2018 على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط ويكون مقره القاهرة، من أجل تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعى ويسرّع من عمليات الاستفادة من الاحتياطيات الحالية والمستقبلية ،وتم التوقيع على ميثاق تحويل منتدى غاز شرق المتوسّط إلى منظّمة إقليمية تضمّ إلى جانب مصر، كلًا من قبرص، واليونان، وإيطاليا، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل.
وأكدت الدراسة أن شركات التنقيب تعلب دورا هاما لا يقل عن الدور التي تلعبه الدول التي تملك الحقول والاحتياطيات، وهذا يفسر الأدوار التي تلعبها دول إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والتي تنتمي إليها تلك الشركات، كما تتمثل المنازعات حول التنقيب وترسيم الحدود في عدة أشكال مثل التنقيب في غياب ترسيم للحدود البحرية والنزاع بين لبنان وإسرائیل حول الحدود البحرية، والقفز للضفة الجنوبية للبحر المتوسط (ليبيا).
وختم الباحث دراسته مؤكدا أنه یمكن أن تؤدي التحدیات الجیوسیاسیة وصراع المصالح بین دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط المشار إليها سابقا إلى أعمال عدائیة، تھدد صناعة الغاز في كافة مراحلھا، وتتخذ أشكالا ذات طابع عسكري مختلفة كالقرصنة والعملیات إرھابیة وعملیات عدائیة بین الدول، أو تخریب.