ثم أني تأملتك كثيرا……
حين خلت عيني من شغفها بك…..
حين هدأت روحي من لهفتها إليك…..
وحين خبا في قلبي بركان الشوق……
وفي تأملي غرقت…..
بحثت في عينيك……
عن ذاك الشىء ال كان يسلبني مني……
….. ويسلمني إليك
وفي همسك عن خدر كنت تحقنني به……
…..فأستسلم طواعية لك
كيمامة لا عش لها سوى عشب صدرك…..
كقصيدة عطش تشتهي أن تعانق نبضك……
كطفلة لا تدرك لها عنوانا…..
…..إلا فيك أنت
كرجفٍ لايسكن إلا بين يديك……
وعناق يدنو صوبك …..
….. وحدك أنت
كنتُ الفرار الذي أنهكته الدروب…..
….. وفي شهقة نداء آوى إليك
فكيف آويت فيك واستكنت….!؟؟
وكيف تغشّاني الجوى فتدفقت سيلاً …..
…..لا يحده حدّ !؟
أين ذاك الشغف مني وقد غدوت في قلبي صقيعا لا دفء ولا ود…..
يا أيها الذي…..
…..كم تماهيت في ليله
كأني السكر وأنت الذوب……
كيف ذاب الآن صرحك…..فتهاويت
وكيف حين أورق الحلم بغصني……
…..صرتَ الذبول والاصفرار
صرت الخريف والصفصاف وموت الثمار…….
من سواك قشّر الشغف عني……
…..ومزق عني عباءة التوق
كن حيث أنت في الغياب فإنني…..
اعتدت ليلي دون آتون اشتياقك…..
واعتدتني بلا أنفاسك ال ياكم كبلتني بك……
كن حيث أنت ولا تتبع الريح ال تحملك نحوي……
فأنت ….. ما عدت أنت
يارجل التيه الغارب بين الصمت وبين اللاحب……
ورجل الجُرح الغائر في عمري حدّ النزف……
يارجل النار ال كنت تصوبها تجاهي ……
…..فتشعلني بالشوق
وتلقي في ولهي نداء لا يهدأ إلا بك……
يارجل العشق ال كان وكان…..
قلبي مذ عهد الجمر يغادر نبضك…..
يلملم أطراف مساء تتوشحه الذكري ……
يلقي في جب الندم بقايا العطر …..
ويدندن للوتر بلحن لن تتقنه …..
كل قشورك فوق ثماري نزعتها الأيام المرة……
…..وظل لروضي الشهد
وغمامة قلبي مزقها سكين البُعد……
فرأيتك أطلال لصنمٍ……
ورأيتك تمثالا هشاً……
ورأيتك لغة من قش……
وبضغطة زر……
…..محوت قصائدك ال ماعادت تلمس نبضي
غيبتك فيّ كحرف محذوف من لغة تتبرأ منه……
غربتك عني……
نهري الممتد من مطلع ظمأي……
……وحتى طوفان الحلم
ينفيك كنورس مجهول…..
….. لا شاطىء له !!
والآن أراك بعين فارقها التوق……
وأتساءل كيف عشقتك……
بل أتساءل…..
…..من أنت !!؟!