وسلام على أوجاعنا الخفية..
التي تعانق برد الليل والوحدة..
سلام على كل دروب التي عبرناها دون جدوى..
فلم تثمر المعاني..
ولم تورق الكلمات..
سلام على تلك السطور الممتلئة عن أخرها..
حين يجف حبر الشكوى..
يكفي رحمها المثقل لألف زمن قادم..
سلام على الخوافض والروافع..
والجوازم والنواصب..
المصابة بالسقام والأوهام..
تلك التي بدلت لأجلهم أماكنها، علاماتها واللوازم..
ثم ضاعت هدرا كل تضحية قدمتها حينما استعيض بالفرع عن الأصل والأصل مرغم على أن يفسح المجال وهو في ريعان الشباب..
سلام على كل معتل لزم علته فآثر السكوت قهرا وهو المولود عند النحاة بها فكيف له -والعور ثوبه-أن يبتسم..
وكيف لمن ضرب الاعتلال خاصرته أن يستقيم والكبد نازف؟!..
كيف يعزف الناي والوتر ممزق؟!..
إلا أن يُنعت بالسفاهة..
والتفاهة..
وال…ق..
سلام على كل صحيح سيق ليفيد معنى فأوهنته ضربات الخذلان، فأتى باهتا بائسا يقول ويقول والوحدة مآله..
وكيف يصل به مراد وقد سقط في فخ النقصان..
سلام على ذلك النثر الكثير الذي يسكب من جرة الروح قبل أطراف اللسان..
سلام على بيوت القصيد وقد غدت أطلالا لا يستأنس بها للمتقولين أو منتسبي الديار دونما حق..
فما بالكم بساكنيها البائسين..
على بساتين القصائد التي أصابتها أعاصير الغضب قبل الخريف بألف موسم..
على ضفاف الجنان التي كتبونا ملاكا لها في دواوينهم الكثيرة وقد نصبت لطالبيها المشانق..
وكل الذنب هنا إخلاص لا يستساغ لدى من يؤجرون ساحاتهم لكل عابر..
على بحور الشعر وقد جفت على أعتاب هجرانهم وصارت يباسا يستغيث منه اليباس..
على صدر محطم..
وعجز له من اسمه الحظ الأوفر..
على حرف روي..
صار في نهاية القصيدة نشازا..
وهو المولود في أولها..
المسمى في أوسطها..
المصنف دونها يتيما..
واليتم أصل نشأته ولم يكن يدري..
وسلام على أرواحنا المنهكة وقد سافرت ألف وجع خلف وعودهم..
وما كان لها إلا ذلك الأفك مكافأة عند نهاية الدرب..
سلام على أنات فينا تنام بين الضلوع..
تشق إخدودا أينما عبرت..
على آهة مكتومة في أيسرنا لو خرجت لزلزلت ما طالته من المدى..
وقد غصت الحناجر..
، ضجت الدواخل..
والناظر أعمى لايرى..
وعيناه بحجم سماء..
أصم لا يسمع قصدا وقد أذاب في أذنيه وقر التجاهل..
فأي شكوى بعدها تنجع في مثل هؤلاء؟!..
يا سيدي قل على الدنيا ألف سلام..
وقد ملت الحروف..
وكفرت المحابر..
ماتت اللغة..
ورفعت الأقلام..
و..
ألف سلام..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..