* الجزء الثانــــــــــــى*٠
كما أنهم الأساتذة المتربعون على قمة النظام الرأسمالى الربوى الذى يسحق الإنسان ويستغل حاجة المحتاج ، وينظر للإنسان على أنه وسيلة انتاج ومن أخلاقهم دائماً الرهان على حصانى السابق ، ليكون لهم النصيب الأوفى من ظهر الحصان الفائز . يتقاسمون الأدوار ويظهرون بالمظاهر المتناقضة لتحقيق أهدافهم ، فهم أصحاب مقولة : ( الغاية تبرر الوسيلة ) . لذلك نقول هنا بأن معركتهم مع الإسلام والمسلمين دائمة وسبيلهم إلى النصر إنما يكون فى إبعاد الأمة عن عقيدتها ، وإيجاد البدائل الثقافية فى عالم المسلمين ، وكلما سقط بديل أو اكتشف استبدل بآخر وهكذا دواليك . وما استطاع اليهود المرور إلى المجتمعات الإسلامية ، إلا فى حالات غياب العقيدة أو تغييبها . ولا نرى أنفسنا بحاجة إلى تكرار القول : بأن مرورهم إلى فلسطين كان بعد إسقاط دولة الخلافة آخر حصون المسلمين ، وبعد إغراق المنطقة ( الإسلامية ) بالثقافات الغربية التى لا تمت إلى الإسلام بصلة . ولقد بات معروفاً أن الرؤية الدينية التوراتية التى تعيش إسرائيل من ورائها فى فلسطين ( أرض الميعاد – إعادة بناء هيكل سليمان – تحرير أرض الرب – تحقيق إرادة الرب ) هى الدافع الذى حمل اليهود من جميع أنحاء العالم بمختلف عقائده وثقافاته ، أن يعلنوا انتماءهم لها ويهاجروا إليها وكانت خطوات قادة إسرائيل وزعمائها منذ قيامها إلى اليوم منسجمة ومتناسقة ومنبثقة عن هذه الرؤية . وعلى الرغم من تلك الثقافات الوافدة ، التى أغرقت فيها المنطقة والتى أصبح لها كتابها ومروجوها ، فقد كانت الحواس الإسلامية ، هى الحواس التى شعرت بالخطر اليهودى أولاً ، وقدرت مدى خطورته ، وتحركت لمواجهته .
Fawzyfahmymohamed@yahoo.com