لا يمكن بأى حال من الأحوال تجاهل الحدث الأبرز محلياً واقليمياً والذى يتمثل فى وصول المعدات الهندسية التابعة للقوات المسلحة المصرية إلى قطاع غزة من أجل عملية الإعمار ،فما أن وصلت تلك المعدات حتى استقبلها الشعب الفلسطينى من مواطنى قطاع غزة بترحاب شديد وسط فرحة عارمة وهتافات وزغاريد تعكس شعور اهالينا فى غزة بالامتنان للشقيقة الكبرى مصر التى كانت وماتزال بل وستظل تمثل صمام أمان للمنطقة بالكامل وحائط الصد المنيع للأمن القومى العربى وسط عالم يموج بالإضطرابات الإقليمية فى كافة الإتجاهات.. ولأن مصر صاحبة أفعال لا أقوال فقد بدأت تلك المعدات الهندسية فى ممارسة مهامها فور وصولها مباشرة وكأنها فى سباق مع الوقت من أجل انجاز المهمة التنموية فى أسرع وقت ممكن .
والحق يقال فإن ما قامت به مصر تجاه الاشقاء من الشعب الفلسطينى ما هو إلا جزء بسيط من تلك المنظومة المتكاملة التى ترتكز عليها سياسة الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية منذ بدء العدوان الإسرائيلى لذا فقد حظيت المبادرة الإنسانية التى اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة المصرية بدعم مختلف المنظمات الدولية والدول الكبرى، خاصة بعد نجاح مصر فى وقف إطلاق النار ووضع حد للعنف الذى يتعرض له أهالى غزة ، ليس هذا وحسب بل أننا تابعنا بالفعل البدء فى المفاوضات من أجل إحلال السلام باعتباره الهدف الأسمى للجهود العربية بصفة عامة وجهود مصر على وجه الخصوص .
والحق يقال فإن المساعدات المصرية لم تتوقف منذ اللحظة الأولى للعدوان حيث تم فتح معبر رفح واستقبال الجرحى وتخصيص طائرات مجهرة لنقل الحالات الخطرة، ولأن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينبة من الثوابت التى ترتكز عليها سياسة مصرالخارجية فإن كل تلك الخطوات التى اتخذتها مصر كانت تعمل بشكل متوازٍ، خاصة الاعلان عن تقديم مساعدات بـ500 مليون دولار لإعادة الإعمار من خلال الشركات المصرية، وأيضاً التوجيه بدخول الشركات المصرية وهو فى تقديرى يمثل خطوة مهمة ودليل قوى على أن عملية إعادة الإعمار سوف تتم بشكل أسرع مما نتخيل.
ومن يتابع التحركات المصرية التى تمت بشكل سريع ومتلاحق يتأكد وبما لايدع مجالاً للشك أن مصر حريصة على عدم تجدد مثل هذه الأحداث فيما بعد والمضى قدماً من أجل تحقيق السلام وإنهاء هذا التوتر والصراع بشكل تام .
ولن أكون مبالغاً حينما أقول أن الدولة المصرية أصبحت الآن نموذجا للدولة القوية التي تسعى إلى تقليل التوترات والتدخلات فى المنطقة الى جانب الحرص على تقديم الحلول السياسية، خاصة أنها نجحت بالفعل فى عدة ملفات مثل ليبيا والقضية الفلسطينية .. وأنا على يقين تام من أنها وبكل تأكيد سوف تنجح فى تحقيق المصالحة الفلسطينية ومفاوضات السلام ، فمصر دولة قوية فى المنطقة ولديها إمكانيات وقدرة عسكرية لا يمكن تجاهلها بأى حال من الأحوال والحق يقال فإن هذه القدرة لا تستخدمها مصر علىالإطلاق للتهديد أو للتدخل فى شئون الدول المجاورة وإنما يتم استخدامها لحماية أمنها الإقليمى في الداخل والخارج .
الأمر الذى يدفعنى للقول وبكل يقين بأن القادم سوف يكون أفضل بإذن الله.