إن الصفة الوحيدة التي لا يمكن اكتسابها، وإنما لا بد من استحقاقها، إنها تمنح من جانب الزملاء والمرؤوسين، وبدونها لا يستطيع القائد العمل بكفاءة، فالثقة هي أساس كل علاقة، وهي إطار أي علاقة، وهي قمة أي علاقة. فبناء الثقة يتم عندما تكون الأقوال والأفعال متطابقة.
وتنشأ الثقة أيضاً عندما يشعر الناس بالأمن والأمان، ولكن عندما يتم ازدراء الآراء والأفكار والسخرية منها، لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتدرك أن المناخ ليس آمناً ولا مساعداً على تعريض نفسك للخطر، ويمكن إضعاف المناخ الدفاعي عن طريق تقديم تعليقات وصفية وليست تقييمية، والتعبير عن مشاعر الاهتمام والمشاركة، والاستعداد للبحث، والإنصات، وفهم والاستفادة من آراء الآخرين بفعالية.
وكما يقول تشارلز كينجزلي بأنها نعمة لأي رجل أو امرأة أن يكون لديه صديق، روح بشرية أخرى يمكننا الثقة بها بشكل مطلق، شخص يعرف أفضل وأسوأ ما فينا، ويحبنا برغم كل عيوبنا. فتعريف الصداقة وسمتها المميزة بأنه توجد تلك الثقة المتبادلة بين الأصدقاء.
ولتكسب ثقة الآخرين عليك أولاً بأن تعرف بأن الثقة تبدأ بك أنت، كما كتب شكسبير ذات مرّة بأنه قبل أي شيء آخر، كن صادقاً مع نفسك، وسيتبع ذلك، كما يتبع الليل النهار، أنك لن تستطيع أن تكذب على أي انسان آخر، وثانيها بأنّ الثقة لا يمكن تقسيمها لأجزاء.
كما تقول شيرشل بيهل بأن إحدى حقائق الحياة هي أنك إن لم تكن تستطع الثقة بشخص آخر في جميع المجالات، فإنك لا تستطيع الثقة به في أي مجال منفرد.
وثالثها بأن الثقة تشبه حساب البنك.
كما يقول مايك أبراشوف بأن الثقة تشبه حساباً بنكياً، عليك أن تستمر في وضع الإيداعات إذا كنت تريد لحسابك أن يكبر، وأحياناً، سوف تحدث أخطاء، وسيكون عليك أن تسحب من الحساب، ولكن في نفس الوقت الحساب في البنك يحقق أرباحاً، فإذا ما حدث وأن سحبت من رصيدك فصحح الأمر بسرعة بأن تعتذر، وتسأل نفسك لماذا خنت الثقة، وتصحح المشكلة في حياتك، وتعلم أن استعادة الثقة أمر يتطلب وقتاً أطول من الوقت الذي يتطلب فقدها، وتذكر أن الثقة تستعاد بالأفعال وليس بالأقوال فحسب.
فإذا كنت فعلاً شخص جدير بالثقة، فهل تثق بالآخرين أم لا؟ هي مشكلة تواجه الكثير من الناس عندما يكونون جديرين بالثقة أنهم يجدون صعوبة بالثقة بالآخرين، فاصفح عنهم وخاصة إذا كنت صاحب الحق، ووضح أن الانتهاك الذي حصل لا ينبغي أن يتكرر مرة أخرى، فالصفح عن الآخرين لا يعني السماح لهم بالاستمرار في جرحك وإيذاءك، وتذكر أفضل أوقاتهم، فنحن جميعاً لدينا لحظات ارتفاع وانخفاض، ونقاط ضعف وقوة، ومن النضج أن أن تعامل الناس وفقاً لأفضل صفاتهم.
إن الوصول إلى الاستنتاجات الخاطئة من إخفاقات الماضي قد يؤثر سلبًا على قرارات التداول الخاصة بالمستثمرين، أنه في بعض الأحيان لا يدرك المستثمرون الدرس الخطأ من عثراتهم وهذه مشكلة كبيرة.
فسوق العمل بحاجة ضرورية وماسة إلى تنظيم آلياته وضبطها وتقنينها وتكثيف الرقابة والمتابعة من جهات الاختصاص بوزارة العمل، وتعاون وتكاتف الجهات الأخرى والمواطن مع الاستراتيجيات والبرامج والخطط التي تهدف إلى نمو الاقتصاد وتمكين الباحثين عن العمل في الانخراط بمختلف المهن والأعمال دون وجود بما يسمى العزوف عن أي مهنة، وكما قيل من أمثلة:(امسك الهزيلة حتى تلحق السمينة)..
كل مستثمر يقترف الأخطاء، حتى المخضرم “وارن بافيت” الذي بنى ثروة هائلة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات تجعله ثالث أغنى شخص في العالم، والذي اشتهر برجاحة عقل وقراراته السديدة، لم يسلم من الإخفاقات، وفي ذلك حكمة استثمارية يجب أن يعيها المستثمرون، بمعنى عليك اغتنام الفرصة والصبر والكفاح والإجادة والمثابرة لتصل إلى مراتب أعلى من سُلّم الدرجات في العمل. وهناك أمثلة كثيرة من أبناء الوطن كافحوا وصبروا وحققوا أمنياتهم وتطلعاتهم.
فاليوم ما نراه في سوق العمل بأن الوافد امتهن أكثر من مهنة هي ليست مصرحة له قانونًا من جهات الاختصاص وإنما امتهنها من واقع المجتمع الذي يعيش فيه والفرصة السانحة له بقوة وتشجيع المواطن والذي سمح للوافد أن يعمل في كل المهن بالتسريح، وهذه هي بؤرة المشكلة التي عصفت بظلالها في واقع سوق العمل في ولاياتنا وترك الحبل على غاربه بالثقة العمياء في بساط الوافد بأن يمتهن مختلف الأعمال.
ولنضرب مثالًا فيما نراه من وجود محلات ومراكز تسويقية متعددة السجلات أصبحت بين عشية وضحاها تحت إدارة وافد معين بموجب اتفاق بينه وبين صاحب السجل بمبلغ معين يودعه له على الحساب نهاية كل شهر مقابل تأجيره للنشاط وهذا هو ما يقلقنا ونحن نتابع سوق العمل، وأضرب مثالًا ولاية عبري والتي يوجد بها آلاف من الوافدين ربما أغلبهم لا يعملون في مهنهم بل في مهن متعددة،
فنجد العامل الزراعي سائقًا ومندوبًا وعامل بناء وسباكًا وكهربائيًا وعاملًا في محل تجاري بمبلغ مقطوع شهريًا بينه وصاحب المحل، وهناك الوافدون ممن يمتهنون التجارة بأكثر من سجل قاموا باستئجارها باتفاق فيما بينهم، والمواطن صاحب الأنشطة التجارية وأغلبها في بيع المواد الغذائية ومواد البناء والأدوات الكهربائية ومقاولات البناء وبيع وصياغة المجوهرات..
وغيرها تحت غطاء المواطن الذي أصبح همه الكم ضاربًا عرض الحائط بالأنظمة الإدارية والتبعات القانونية من هذا التصرف، وفي النهاية هو الخسران والمستفيد الوافد وربما نتيجة هذه المغامرة تؤدي به إلى أروقة المحاكم كمدعي عليه في مطالبات مالية، وهناك أمثلة كثيرة في أقسام تنفيذ الأحكام القضائية.
كل ما نتمناه من أصحاب السجلات والأنشطة التجارية الوعي والإدراك من المخاطرة في هذه الأعمال وعدم تحفيز الوافد ماديًا ومعنويًا بالثقة العمياء، ونتمنى من المواطن في مجتمعنا معرفة مهنة الوافد المرخصة له أن يمتهنها قبل أن يقدم على أبرام أي اتفاق معه في أي عمل ما حتى لا يخسر ماله وعمله
ويرتكب مخالفة إدارية وقانونية بتصرفه الذي أقدم عليه، وهناك أمثلة يتحدث عنها واقعنا اليومي، كما نأمل من الجهات المعنية بالسجل التجاري وسوق العمل بتحجيم الأعمال والمهن ومراقبة الأنشطة والسجلات التجارية التي يعمل بها الوافد وعدم إصدار موافقات لأي مواطن يقدم على تحفيز الوافد في أنشطة متعددة وأن يتم ربط العامل الوافد بمهنته وتحت مظلة الكفيل في العمل فقط وتدارك الأخطاء التي نراها في سوق العمل حاليًا تحقيقًا للمصلحة العامة.
أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا هو عدم إدراك المستثمر لحدوده، فيعتقد الجميع أنهم مستثمرون فوق المستوى المتوسط، وهو أمر لا يمكن أن يكون صحيحًا، لذلك يبالغ المستثمرون في تقييم قدراتهم في التفوق على الاتجاه العام للسوق، كما يبالغون أيضًا في تقييم قدراتهم على تحمل المخاطر.
– لكن عندما تسير الأمور على ما يرام مثلما هي الآن، فمن السهل أن تقع العثرات ويحدث هبوط في أي لحظة، ولتجنب اتخاذ قرارات نابعة من الشعور بالذعر أثناء الموجات البيعية، يقول “باتنيك” إنه يجب دائمًا وضع خطة للاحتماء. فسواءً عمل الإنسان بجدّ وكدّ لإظهار قدراته أم لا، فسيحتاج دائماً لأن يبدو بارعاً أمام الآخرين، ويمثل إبراز قدراتك 10% فقط من معادلة النجاح وتعتمد الـ 90% الباقية على الاستعداد والعمل الشاق الذي يقود إلى النجاح.
أنّ الكفاءة أو النجاعة الاجتماعية تساوي قراءة الآخرين، مجموع لها التقرّب الإيجابي منهم، ومضاف لها التأثير فيهم، وكثيراً ما نبالغ في دور الثقة بالنفس في تحقيق النجاح، فحين نعتقد أنّنا بحاجة للمزيد من الثقة، نكون بحاجة أكثر لسدّ الفجوة بين مستوى ثقتنا، وبين مستوى قدراتنا.
وكونك محلّ ثقة مجاملة أكبر من كونك محبوباً، فمن المستحيل أن يكون هناك مبالغة في تقدير أهمية الصدق عندما يتعلق الأمر بالثقة، فإذا قمت باختصار العلاقات في أكثر عناصرها أهمية، فدائماً ما سيكون ذلك العنصر هو الثقة، وليس القيادة، أو القيمة، أو المشاركة، أو أي شيء آخر، فإذا لم تكن هناك ثقة فإن العلاقة ستواجه مشكلة، والثقة هي أساس القيادة كما يقول جون مكسويل بوصفها بمبدأ الأرض الصلبة. بأن الاستقامة هي أساس الثقة، والثقة ليست أحد مقومات القيادة بقدر ما هي نتاج لها.
دكتور القانون العام
محكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان