أما بعد..
وأنا أحدق في صورتي المطبوعة على الجدار المواجه لخيبتي تماما..
أراني..
نعم، أراني الآن بوضوح..
بعد أن زالت غشاوة الوهم عن أعيني..
وأينعت الأوجاع أحزانا غضة لا تعرف مواسم اليباس..
ولا تعترف بمرحلة يأس تتوقف فيها عن التكاثر بداخلنا بين النفس وشطره..
فصارت تموت فينا تلك الأشياء التي ظنناها يوما لا تموت..
كجذوة المشاعر..
طفولة الأحلام..
وبراءة الإحساس..
أرى تلك الطعنات الكثيرة..
في أم قلبي..
أتَرى؟!..
وهذه الأخاديد الممتدة بلا نهايات هناك..
نعم، تلك التي تشبه جحيما صغيرة..
كانت نهر دم نازف من كبدي ليسقي أرض خذلاني..
وتلك التصدعات في جدران روحي الموغلة في العمق..
أترى؟!..
كانت بقايا زلزال قديم اسمه (رحل)..
وهذه الندوب التي تشبه الحفر في ضلوعي..
كانت بقايا مواعيد مؤجلة باءت بالكذب دينا ولكنها جازتني أنا عليه..
عجبا..
ألا يجازى على الإحسان بالإحسان؟!..
فلماذا إذن يكذب أحدهم لدرجة الإفك؟!..
ثم يُعاقبُ بالكذب غيره..
وفي أي شرعة كلما تألمت أكثر بترت بعضك الذي مات ليحيا باقيك الذي عن قرب يموت..
فهل يهرب الميت من أخذةٍ الموتِ وسطوة التابوت؟!..
آكد لا..
لكنها كانت ضراوة الوهم وسوء الظنون..
فعذرا إلى نفسٍ، كم أمارة بالسوء..
ولكنني الآن يا سيدي بت أدرك جيدا..
ومجددا..
فداحة الوجع وقساوة الجروح..
وأدرك أكثر..
أنني-ذات صحوة-عنونت أوراق فواجعي..
، تواريخ خيباتي..
فصولها..
نوباتها..
نواتها..
مواسم نضوجها..
وثمارها ب(أنتَ)..
وكفى..
ألا يكفيك علقم اليأس وحماقة النسيان؟!..
تبا..
يااااا خليفة ال….. طان..
وحضرة الطاغوت..
سأموت سأموت..
لا تبتئس..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..