عن نخلة عزرا اتحدث شاهيناز الفقي يقول الروائي العظيم ميلان كونديرا، اذا اردت ان ترى بوضوح أقفل عينيك. تختلف شاهيناز عن زكريا تامر احد رواد القصة القصيرة العرب، حيث توجه للقص الساخر ، وتختلف عن تيمور في استخدامه للهجة العامية، ولذا فهي في هذا النص بالذات ثلاثة سطور اختتمت بها قصتها القصيرة، نخلة عزرا. غير أن ثلاثة أسطر لوحدها قصة قصيرة جدا، لم يكتب مثلها الا الكبار العالميين، إدغار الن بو/ انطوان تشيخوف/ ديستويفسكي هات الجملة الأولى سطر تقريبا، تناثرت الشائعات أن طيفين عاشقين يلتقيان كل ليلة عند النبع الجاف. هات هنا تعريفا للمكان وصفته، وملحمة مساء القرى، وروحانيات التجلي والخفاء للتحليق حول الحقيقة كشفا أو الاسطورة خفاءا. وكأنك قرأت كتابا وأكثر في سطر واحد، وعلينا الانتباه الى ان هنا لم تكن تكثيفا للدلالة، ولا إيجازا للمعنى، بل نشرا طويلا للوصف، تعتقده صفحات، وهنا تجلت القدرة البديهية للقاصة. تقول شاهيناز رحل الجميع ما عدا ابنة العرافة، التي شهدت تحقق النبوءات، وظلت تذكرها لكل عابر. كم إحالة هنا لفكرة كونديرا، فهو لم يطلق عبارته تلك فيزيائية بل اطلقها ادبية سردية انسانية للشعور والخيال…