كنب – عادل احمد
في انعقاد الجلسة الثانية للدورة الثانية عن بعد أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل يطرحون آرائهم في موضوع ( دور الطفل في السلام المجتمعي)
أكدوا على إيجابية الطفل العربي في خدمة مجتمعه وضرورة حمايته وتأهيليه
الشارقة الامارات العربية المتحدة في 4 أغسطس 2021/
تناول أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل مع انعقاد جلستهم الثانية ضمن أعمال الدور الثانية للبرلمان دور الطفل في السلام المجتمعي والتي ترأستها رئيسة البرلمان المنتخبة رتاج العباسي وهي من مملكة البحرين بعد أن حصدت أصوات الأطفال خلال بداية أعمال الجلسة الثانية .
وأكدوا على ثقة الطفل العربي بنفسه من خلال إشعاره بقيمته الذاتية ودوره الإيجابي في خدمة مجتمعه وما يتحلى به في إطار قيم الأسر من أعمال ترتكز على مبادئ عليا بعد تأهيليه وحمايته بالوسائل المتاحة .
شهدت الجلسة مشاركة 62 طفل وطفلة من أعضاء البرلمان مثلوا سبعة عشرة دولة عربية هي المملكة الاردنية الهاشمية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والجمهورية التونسية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية جيبوتي والمملكة العربية السعودية وجمهورية السودان وجمهورية العراق ودولة فلسطين ودولة الكويت والجمهورية اللبنانية ودولة ليبيا وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية والجمهورية الاسلامية الموريتانية
وأشاروا في مداخلاتهم التي أثرت محاور الجلسة التي أقيمت من خلال التواصل المرئي عبر منصة زووم بسبب ظروف جائحة كورونا على أهمية مناقشة موضوع السلام المجتمعي للأطفال وبيان دورهم الذي يتصاعد يوما بعد يوما من خلال التنشئة وطرح البرامج وكذلك الاهتمام بالحوار والحوار الحضاري وبالتالي المساهمة في السلام المجتمعي وتحقيق أهدافه وغاياته المنشودة .
أعمال الدورة الثانية للجلسة الأولى للبرلمان العربي للطفل التي انعقدت مساء يوم السبت بدأت بكلمة لسعادة أيمن عثمان الباروت الأمين العام للبرلمان العربي للطفل مرحبا بأعضاء البرلمان في الدورة الثانية مهنئا ترأس البحرينية رتاج العباسي للبرلمان ودعا الأعضاء لمناقشة موضوع دور الطفل في السلام المجتمعي قائلا : ننتقل الآن لمناقشة موضوع الجلسة وهو دور الطفل في السلام المجتمعي، وهي صراحة فرصة لنا كأطفال عرب وكأعضاء في هذا البرلمان، لكي نتعرف على دورنا كأطفال، في المحافظة على السلام المجتمعي كجزء أصيل من تكوين المجتمع ،
وفي مداخلاتهم التي بلغت ثمانية وخمسين مداخلة من قبل أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل أكدوا خلال الجلسة أهمية تطويع المناهج التعليمية والابتكارات التقنية في ترسيخ معاني السلام وإنشاء المؤسسات المعنية وفي إطار تحديد أوليات المرحلة لبناء قيم الطفولة العربية على التعايش والسلام والنجاح الإنساني .
وشكلت المداخلات التي قدمها الأعضاء من الذكور والاناث خلاصة رأيهم وإيمانيهم بأهمية شعور الطفولة الأمن والأمان والطمأنينة انطلاقا من السلام الاجتماعي السائد بين أبناء المجتمع فلا صراح وولا ازدراء للآخرين ولا خلافات وإن كانت مختلفة ومتعددة فالكل يعيش في مجتمع عمل وبناء ونهضة
وعبر الأطفال الأعضاء عن رأيهم واستمعوا إلى بعضهم البعض مؤكدين في مداخلاتهم إلى أهمية شعور الأطفال كجزء من أفراد المجتمع بمزيد من الأمان وذلك عندما يعرف كل إنسان حدوده وما له وما عليه والالتزام والامتثال بكل القوانين التي تنظم حياة الأفراد ولا تسمح بالعدوان والتجاوز وحينها ستكون نسمات السلم المجتمعي حاضرة .
وأشاروا مؤكدين إلى إيجابية الطفل العربي في خدمة مجتمعه وضرورة حمايته وتأهيليه من خلال المؤسسات وصولا إلى التركيز على دور الوالدين والاسرة في ترسيخ السلام المجتمعي .
في مداخلة عضو البرلمان العربي للطفل دانيال قندح من المملكة الأردنية الهاشمية عن دور الاطفال في السلام المجتمعي أشارت إلى حقهم وحمايتهم ليسود السلام الذي نتحدث عنه لافتة إلى تؤثر الأطفال بالصراعات بطرق مختلفة فالعديد منهم يتعرضون للعنف بأشكاله وغيره مما اثر على تفكير الطفل العربي وأشارت إلى أن مؤسسات السلام وتمثيله هي الفاعل والحل الاكبر حيث يكون دورها بزياده وعي الطفل في مجتمعه وتماشيهم للسلام ومبادئه مع دور اسره الطفل لتوعيته وتعريفه على المجتمع وكيفيه التعامل معه فيما أشار عضو البرلمان عبد الإله علي ابراهيم من دولة ليبيا إلى أهمية تعليم الأطفال للسلام في العالم وأوضح أن السلام والفرص المتكافئة والقضاء على الجوع والفقر هو غاية السلام وقال:نحن الاطفال جيل المستقبل نحقق الاحلام الصعبة فمن غياب السلام عندما ينمو الطفل على الشعور بالخوف وارتفاع الصوت والشجار بين الإخوة وعندما نفكر بسلام نعبر من خلال الرسم أو الكتابه أو الفن فما نعلمه في عمر صغير عن السلام سيوثر في المستقبل والتغير الذي نصنعه ودعا إلى زرع الحب والايجابية في الطفل باعتباره من اهم وظائف السلام المجتمعي والذي يبدأ من داخل البيت عن طريق الولدين.
أما عضو البرلمان احمد فال من موريتانيا فأكد أن لكل طفل حقوق يجب أن يتمتع بها متأسفا في مداخلته إلى أن بعض الأطفال تواجههم مشاكل وتسبب لهم في الأغلب أمراض نفسية ومن هذه المشاكل مشكلة العنف قائلا : العنف ينقسم إلى ثلاثة أنواع؛ العنف الجسدي وهو الضرب و العنف النفسي هو السب والكلام الذي يضر الطفل ويوصله إلى حالات خطيرة وكذلك العنف المادي ،مثلا عندما يطلب الطفل من أهله المال لشراء شيء يحتاجه ولا يعطونه له رغم أنهم يتوفرون عليه مشيرا إلى أنه يأتي دور السلام المجتمعي فالسلام المجتمعي هو مصطلح كبير ولكن يجب تبسيطه لأن الأطفال والذي يبتدئ من المدرسة، الحي، الأسرة، إلى المجتمع.
اقترحت عضو البرلمان امال النامز من المغرب أن يكون داخل المدرسة آليات لحماية الأطفال ضمن منهج دراسي مع قيام الأسرة بدورها في تهيئة وتأهيل الطفل وتنشئته على حب وطنه ومجتمعه والتفاعل معه .
ورأت عضوة البرلمان مريم انقيري من المغرب أهمية دور الطفل قائلة : لا يخفى على أحد منا الدور الذي أصبح يشكله الطفل في المجتمع، حيث أصبح بإمكان الطفل الإصلاح والتأثير في المجتمع وكذا تحقيق السلام المجتمعي الذي هو موضوع جلستنا اليوم.. إن كل مجتمع يستطيع أن ينعم بالسلام الحقيقيّ والعدل عن طريق تظافر جهود فئاته، ومن بين هذه الفئات: الأطفال، غير أن معيقاتٍ كثيرةً تعرقل هذا السلام؛ أذكر من أهمها: ظاهرة اختطاف الأطفال التي تعرف انتشارا واسعا في بلدان عربية كثيره، ظاهرة الاتجار بالبشر، وكذا الحروب والنزاعات التي تخلِّف أطفالا لاجئين يعيشون عيش البؤساء دون أن يحفل بأمرهم حافل ولا أن يأبه لبؤسهم آبه
وتابعت من هذا المنطلق أوصي جامعة الدول العربية باعتماد على برامج ذكية واختراعات محلية مثل مشروع حماية الأطفال، الذي اشتغل عليه المخترع المغربي أنيس كرامة.. وهو عبارة عن قميص داخليّ ذكي يرتديه الطفل فيرصد إحساسه بالخوف أو الخطر.. وهو قميص متصل بحاسوب صغير يقوم بالاتصال بالآباء فور تعرض الطفل لأي خطر ومعرفة موقعه.. وهناك اختراعات مماثلة كثيرة في الوطن العربي نرجو أن تستثمر فيها جامعة الدول العربية أو حكومات الدول العربية من أجل حماية الأطفال وتحقيق السلام في المجتمع، وإننا متفائلون بالجيل الصاعد الراغب في صنع مستقبله والتقدم الملاحَظ في تحليل مشاكلنا، فقد ننزل أسفل سافلين.. لكن لن نُقبَر وسنصعد تدريجيا من جديد!
وأشارت سما الحسن بن سعود من ليبيا إلى أن السلام من الناحية الايجابية فهو الاتفاق والانسجام والهدوء والنماء بين افراد المجتمع الواحد وأوضحت بأن فالمجتمع بطبيعته يتكون من عدة شرائح تختلف عن بعضها دينيا وعرقيا ومذهبيا وحتي طبقيا وبالتالي يتطلب الامر ان تكون هذه الفئات في وفاق تام لتعيش مع بعضها بوفاق دون الإخلال بشروط هذا السلام المجتمعي وأوصت بقيام جامعة الدول العربية بالاهتمام بالأطفال وتقديم الحماية والدعم النفسي والتعليم والصحة والتنمية
وأوصت عضو البرلمان هندو محمد حامد من موريتانيا بالمبادرة بحملات توعية بأهمية المحافظة على المرافق العامة سواء كانت تعليمية او مراكز صحيه وذألك لتجنب التخريب الاقتصادي وإنشاء منظمة سلم مجتمعي تعنى بالسلام المجتمعي وذلك لان دعوة لسلم هي دعوة جميلة ومحببة لنفس .
وقال عضو البرلمان احمد هارون من المملكة الأردنية الهاشمية بأن مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان ومن أهمّ ما يحتاجه الطفل في الحياة، حقُّه في المشاركة في مظاهر الحياة العامّة، وتتمثل هذه المشاركة في جملة الإسهامات ذات الطابع التعاوني والخيري، والربحي والتي قد تكون مادية، ومعنوية، فهناك أهميَّةٌ قصوى لهذه المشاركة والتي تتعدد مجالاتها، وأهميّتها في بناء شخصية الطفل. وتابع هنا اعتقد أن ثمت سؤل مطروح للجميع وهو هل من الممكن أن يتم الاستغناء عن الطفل بوصفه عاملاً مهماً من عوامل النهضة، مع بروز كل هذه التحديات الكبيرة والثقافات والأفكار والمعتقدات التي فرضتها طبيعة التنمية الشاملة،
أما عضو البرلمان تركي الذوادي من مملكة البحرين فأكد أن السلام هو الخيار الانساني الضروري لكافة البشر من كافة الاعمار، وهو العيشُ بعافيةٍ وسلامةٍ بين الجميعِ مما يعزز فرصِ الاستقرارِ والازدهارِ في العالمِ، فالسلمُ والسلامُ دائمًا ما يرتبطُ بالتسامح والتضامن والتعاون في ظل العدلِ والوئامِ، و الاستدامة و البعد عن العنف و التخريب والتعدي على القانون.
وتطرق إلى ما بذلته البحرين من جهود كبيرة وملومة في الحفاظ على قيم السلام المجتمعي والعيش المشترك.
وأكدت عضو البرلمان ليلاس كعبي من دولة فلسطين إلى الدور الكبير للأطفال في السلام المجتمعي فتحليهم بالصفات الحسنة يؤثر على سلام المجتمع وامنه فكونه صادق لا يكذب متعاون متطوع متعلم مسؤول متسامح واعي يعرف حقوقه و واجباته يحافظ على النظافة العامة وغيرها الكثير يسهم بشكل كبير في رقي المجتمع و سلامته وطبعا كل هذه الصفات تنبت من حسن تربية الاهل لأطفالهم لذا يجب على الاهالي تربية الأبناء تربية صالحة لانها ستخدمهم قبل خدمة المجتمع ودعت إلى السماح بالأطفال في المشاركة في الأعمال التطوعية لتحقيق السلام المجتمعي.
كما قدم الأعضاء والعضوات محاور عديدة في موضوع دور الطفل في السلام المجتمعي واقترحوا التوصيات العديدة وتطرقوا إلى محاور عديدة وهامة في ترسيخ السلام في نفوس الطفولة العربية.