قال..
ولم يكن الأمرُ غريباً..
أن تتركني وحدي بعد أن وصلنا إلى هنا..
حيثُ اللاشيء وحده هو ما يَملأُ فراغاتِ كل ما كان ينتظر أن يُملأَ..
لم يعد الأمر محمولا على العجب..
أن تفلت كلتا يديَّ..
في منتصفِ الدرب أو قبل نهايته..
وقد حذرني الجميع منك..
ولكنني يا سيدي-جهلا-مضيتُ أُتبعُ قلبي الأعمى..
وصممتُ بالسفاهة أذني..
فمن يشتري مني الآن وجعا تستغيث من شدته أوجاع العالمين؟!..
من يشتري ندمي؟!..
من يشتري أسفي؟!..
من يشتري حزني؟!..
وقد بلغ مداه ما بين الأرض والسماء..
من يشتري خساراتي تلك؟!..
ببقايا طهرٍ دسستُهُ في أثوابِ طفولتي..
خبيئةً للقاءٍ كان الحلمُ به خيالاً أحمقَ لا أكثر..
على قيد الأكاذيب التي تحكى لإضاعة العمر..
قبل أن يصيح ديك الفجر..
ويؤذن بانتهاء سويعات الخداع..
من فوق مآذن الرحيل..
أيها الغر..
ها هي جعاب الخرافة وقد نفدت..
آااان الآن أن تكبرَ..
كحكايات ألف ليلة وليلة..
تلك التي لم يكن حظ أيسري منها سوى ليلة قضيتها برفقة الذكريات أنعى فجيعتي..
وضياعَ أمنياتي..
وكم احتُسِبَ الطهرُ في عرفهم على سذاجةِ الطوية..
من يشتري قلبا جاحدا بكل نصيحةٍ؟!..
مجهولاً..
لا بطاقة تعريف له..
ولا هوية..
لكنه يا سيدي..
رغم كل الجراحات التي أحدثتها به..
لم يتوقف عن النبض..
على أمل أن يستحيل السواد بين ضلوعك فلقا..
يزاحم الشمس حينما تولد..
وبين نبضة حزنٍ تتألمُ منك..
ونبضةِ لهفةٍ تنتظركَ كفزاعة تركها أصحابها تذبُ عن غراسٍ لن تحصد يوما ثمره..
وقفتُ في فراغ الانتظار أُشهدُ الليلَ على فصولِ احتراقٍ..
أنت صاحبه..
أنت كاتبه..
وأنت من أشعله بدم بارد..
وكفين يدعيان الطهر..
رغم أنهما ما زالا يتوضآن بإثم الجذوة الأولى..
ويحملان جرما..
ما فتئتَ تجاهر به في كل مجلسٍ وكأنما قارفتَهُ قربى..
فكيف تدميه هكذا؟!..
وتستحل أن تقيم به..
لله در صنيعك..
كم رحييييم أنت..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..