الاخبارية – رويترز
قالت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية إن شحنة مازوت ستبحر يوم الخميس من إيران إلى لبنان، محذرة الولايات المتحدة وإسرائيل من أي خطوات لوقف الشحنة في الوقت الذي يعاني في لبنان من أزمة وقود حادة.
وحذر معارضو حزب الله من عواقب هذه الخطوة إذ قال السياسي السني سعد الحريري إن هذه الخطوة تشكل مخاطرة بفرض عقوبات على بلد يعاني اقتصاده من الانهيار منذ ما يقرب من عامين.
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة.
وقال أمين عام حزب الله حسن نصر الله في كلمة نقلها التلفزيون لمناسبة إحياء يوم عاشوراء “نحن نعرف أن ما يجري في بلدنا وعلى بلدنا هي حرب اقتصادية لإخضاع اللبنانيين ولفرض خيارات عليهم تخدم مصالح إسرائيل، فيما يعني ترسيم الحدود البحرية، فيما يعني اقتسام الثروة النفطية في البحر… نعرف أن الإدارة الأمريكية هي التي تدير هذه الحرب”.
وقال “لا نريد الدخول في تحد مع أي شخص، ولا نريد الدخول في مشكلة مع أي شخص. نريد مساعدة شعبنا”.
وقال نصر الله “سفينتنا الأولى قد أنجزت كل الترتيبات، وستُبحر خلال ساعات من إيران يوم الخميس إلى لبنان ببركة الحسين “، مضيفا أن “هذه السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”.
وأردف قائلا “أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت لأنها أولوية قصوى وترتبط بحياة الناس”.
وتوجه نصر الله للأمريكيين والإسرائيليين، معلنا أنه “منذ اللحظة الأولى التي ستبحر فيها السفينة الإيرانية سنعتبرها أرضا لبنانية”.
وقال نصر الله “إن شاء الله ستصل هذه السفينة والسفن الأخرى بخير وسلام”.
وقال سمير جعجع هو سياسي لبناني مسيحي وأحد أشد معارضي حزب الله، إن حزب الله الذي انتزع سلطات الحكومة في شؤون الأمن والجيش، يحاول الآن السيطرة على عملية صناعة القرار الاقتصادي ضد رغبة الشعب اللبناني.
وسيمثل وصول الوقود الإيراني مرحلة جديدة في الأزمة المالية التي فشلت الدولة اللبنانية والفصائل الحاكمة فيها في معالجتها مما أدى إلى تفاقم الفقر والعوز في ظل اندلاع أعمال عنف مميتة.
وتعد هذه الأزمة أسوأ انهيار منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 ووصل الانهيار إلى نقطة حرجة حيث أجبرت المستشفيات والمخابز والخدمات الأساسية الأخرى على تقليص أو إغلاق أبوابها بسبب انقطاع التيار الكهربائي وفقدان مادة البنزين التي يكاد العثور عليها أن يكون أمرا مستحيلا.
ولم يذكر الأمين العام لجماعة حزب الله الذي تضعه الولايات المتحدة على لائحة العقوبات أين ومتى ستصل السفينة قائلا إن ذلك سيناقش عند وصولها إلى البحر المتوسط. ومن أحد الاحتمالات أن تصل الشحنة إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان حيث نقلت رويترز عن مسؤولين كبار مطلعين على خطة حزب الله في أبريل نيسان الماضي قولهم إنه كان يجهز مساحة لتخزين الوقود في سوريا في إطار جهوده للتعامل مع الأزمة المالية في لبنان.
ولحزب الله نفوذ في سوريا كما خاض مقاتلوه المعارك لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية.
وقال حزب الله الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982 في مناسبات عديدة إنه كان يعمل على جلب الوقود من إيران لمساعدة لبنان حيث فقدت العملة المحلية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها في أقل من عامين.
ولطالما طالب المانحون الغربيون لبنان بإجراء إصلاحات اقتصادية طال انتظارها لاستئصال أسباب الانهيار، وعلى رأسها فساد الدولة وهدرها، من أجل الحصول على المساعدة المالية.
وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن أي إجراء لوقف الشحنة سيعزز رواية حزب الله بأن لبنان يتعرض لحصار أمريكي بينما تمد إيران يد المساعدة.
وقال “الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة”.