إحياءً لذكراهم في (ندوة العروبة) بـ (جمعية الشبان المسيحية)، رفيقةُ درب الشاعر الرائد عبدالمنعم عواد يوسف، الدكتورة ثريا العسيلي وجمهرة من الأدباء، يحتفلون بإبداع الراحلين الكبار: عبدالمنعم عواد يوسف، ويسري العزب، وإبراهيم عيسى، وجلال عابدين، ومحمد على عبدالعال، ومحمود قتّاية، وأحمد نفادي.
سلطَت كلماتُ المشاركين الضوءَ على أعمال الراحلين الكبار محلَّ الاحتفال، فيما أبرزت الدكتورة ثريا العسيلي الجوانبَ الإنسانية التي ربطت زوجها الراحل الكبير بأصدقائه الذي اجتمعوا في الملتقى إحياءً لذكراه، وإجلالاً لإبداعه الرائد منذ أواخر أربعينيات القرن العشرين.
وفي كلمته أفاض الإعلاميّ الشاعر الكبير السيد حسن في استدعاء ذكرياته الإعلامية والإبداعية الخاصة مع كلٍ من الراحل الكبير عبدالمنعم عواد يوسف والأستاذة ميرفت رجب رئيس التليفزيون السابق، والأثر الفني والإنساني الذي تركته هذه الذكريات على الأجيال اللاحقة بهما من المبدعين والإعلاميين في حقلي الثقافة والإعلام.
وكانت مفاجأة الملتقى، ديوان شعريّ، لم يكن في الحسبان، عنوانه (حمائم الأيك غنت) قام بإهداء نُسخِهِ إلينا الشاعر الكبير الدكتور صلاح العزب لنكتشف أن صاحب هذا الديوان شاعر عالم كبير هو عبدالعزيز العزب وأنه هو والد الشعراء والأدباء المشهورين: يسري، وصلاح، ومحمد، ومحسن العزب، وأنه لولا البِرّ الذي دفع ابنه إلى نشر إبداع أبيه بعد موته، لما وضعنا أيدينا على عوامل البيئة والنشأة وتأثيرها على تفوق الأبناء الأربعة في الحياة الإبداعية والاجتماعية، هذا الديوان المفاجأة الذي تجشّم مشقّة جمعِهِ وطبعِهِ وإصدارهِ الشاعر الكبير الدكتور صلاح العزب، استنهض همة الصديق الشاعر الكبير فريد ابراهيم نائب رئيس تحرير الجمهورية إلى إجراء تحقيق صحفيّ مع الابن الناشر، لا شك أنه سيكون مثيرا.
على أن المفاجأة التي تخصني أنا، لولا أنها تنطلق من الخاص إلى العام، ما كنت ذكرتها في كلمتي التي ألقيتها أمس في الملتقى، ذلك أن الشاعر الرائد عبدالمنعم عواد يوسف، كان قد كتب قبيل وفاته قصيدة عنوانها (ترنيمة حب إلى الشاعر الكبير فولاذ عبدالله الأنور)، ولعلها آخر ما كتب رحمه اللـه، وكان أن نشر هذه القصيدة في أكثر من موقع، ثم عاد ونشرها ضمن قصائد آخر ديوان صدر له عام ٢٠٠٨م عن دائرة الثقافة والإعلام بدولة الإمارات عنوانه (الحب والسلام)
وعندما أبديت له شكري وامتناني له بهذه القصيدة، قال لي رحمه اللــه: قصيدتي عنك تترجم فرحتنا بعودتك للشعر بقوة، بعد ازدحام الساحة بالرطانات والغوغاء والمتشاعرين.
وهذه هي قصيدة الشاعر الكبير عبدالمنعم عواد يوسف:
(ما كان أحوجنا إليك لكي تعودَ
تعود تصدح من جديد
بروائع الشعر الذي نصبو إليهِ
ونستزيد
يا أيها النغم الفريد
. . . .
حلّق أيا فولاذ في الآفاقِ
رفرف صادحاً
انشد روائعك التي تُقنا إلى ترديدها
عُد عازفاً لبديع فنك والنشيد
أرجع لنا فولاذ نبضَ الشعرِ
يا من غبت عنا بعض حين
. . . .
برهن لهم فولاذ أن الشعرَ
نبضٌ في العروق فلا يموتْ
أنّ الأصالة لا تموتُ،
وليس يطمسها المحاقْ
أن القريض الحق باق
سحر البيان مع ائتلاف الروحِ
ذابا في العناق
. . . .
غرّد أيا فولاذ واصدح بالنشيد
غرد بصوت الصدق في الزمن الكذوب
زمن به ارتفع المدلّس واللعوب
. . . .
حلق فلن يتتبع الغاوون خطوكَ،
إن بوناً شاسعاً ما بين ما ترمي إليهِ،
وبين ما يستهدفون من المراد
. . . .
ما أروع العَودَ الحميد
يا صاحب النغم الفريد
يا فرع تلك الدولة الشّماءِ
شبّت في حمى عبق الصعيد
تومي إلى الأصل التليد
(أوفى) و( مشهورٌ)، وأوسطها ( السماح)
من أم دوحتها استراح
وسما به عذب النشيد)
تلك هي القصيدة التي أدين بها لشاعرنا الراحل الكبير عبدالمنعم عواد يوسف
وقد شارك في الملتقى من شعرائنا وأدبائنا الكبار:
(الأسماء هنا بالترتيب الهجائي)
د. أحمد الجعفري و.د. أحمد شكري و.أ. السيد حسن و. د. ثناء عبدالمنعم عواد يوسف و.د. صلاح العزب و.أ. ضياء عبدالمنعم عواد يوسف و.أ. علي يحيى ومرفت رجب. ضيف شرف الملتقى و.د. محمود الجيلاني و.أ. نجلاء محرم. دمياط و.د. نصر عبدالقادر. دمنهور و.أ. هدى يونس