و..
تبقين وطنا..
حينما يصير الجميع منفى..
وتبقين أنت..
صراخي..
وصمتي..
حياتي وموتي..
بطاقة هوية وجواز سفر..
وتبقين الفصول..
وتبقين الهطول..
شتاءً وصيفا..
بردا وعصفا..
وتبقين الحضور..
رغم الغياب..
فأنت المقام وأنت الرحيل..
أنت المباح..
أنت المتاح..
وأنت البراح..
فيك المساء..
ومنك الصباح..
ورغم القرب الذي لا يقاس..
ورغم كونك بين الضلوع..
فأنت النجم الذي لا يطال..
وأنت التي..
مهما حلمتُ..
سخروا وقالوا..
حُلمٌ محالٌ..
فكوني بربك جُرحا يسيرا..
كوني وجعا إذا أردتِ..
كوني حزنا إذا قصدتِ..
لكن بربك..
دعيني أخالك ليومٍ سرورا..
دعيني أخالك..
مدي وجزري..
دعيني أقسم أنك أنت..
قضائي وقدري..
ومن ذا يفر من القدر؟!..
دعيني بربك..
أحيا بقربك..أحيا بقلبك..
وكوني لقلبي..
هذي الشواطيء..
هذي المرافيء..
أول درب للغرق..
وأقرب درب للوصول..
كوني الخطيئة..
كوني البريئة..
كوني الجناية..
وكوني الدليل..
فمهما كنتِ..
فأنت القاتل..
وقلبي القتيل..
هيا اقتليني..
أو مزقيني..
فمهما فعلتِ..
سأغفر وأنسى..
وأقسمُ أني..
ذات خيالٍ..
وطأتُ الثريا..
ملكتُ القمر..
ثم استفقتُ..
من حلمي أخيرا..
وقد احترقتُ..
حين اعتنقتُك..
إفكاً وزورا..
إني عشقتُك..
قولي بربك..
هل ارتكبت إثماً كبيرا؟!..
انتهى..
وكنت أهذي..
بقلمي العابث..