كتب – عادل ابراهيم
قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية: إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة دول تجمع “فيشجراد” والذي يضم كلا من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا بالعاصمة المجرية بودابست للمشاركة، تأتي في وقت مهم وتحمل في طياتها تعاظم دور مصر الاقليمي والعالمي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها مصر في قمة مع تجمع فيشجراد الأولي عام ٢٠١٧، ومن المقرر أن تتناول القمة قضايا دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأمن الطاقة، وبحث فرص تطوير العلاقات التجارية والإستثمارية والسياحية بين الجانبين، فضلا عن سبل تطوير التعاون بين مصر والإتحاد الأوروبي، الذي تتمتع دول التجمع بعضويته فضلا عن عقد مباحثات ثنائية مكثفة مع كبار المسؤولين المجريين لبحث تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الصديقين، فضلاً عن التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولي والإقليمي ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق التسوية السلمية فى ليبيا.
وأضاف أن مصر تولي اهتماما بالغا بتطوير التعاون مع تجمع دول فيشجراد وتعزيز التعاون مع ذلك التجمع الإقليمي المهم، نظراً لأنه يتضمن دولا صديقة، ومتشابهة الفكر والأولويات مع مصر، لاسيما في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية وبناء القدرات، كما تحرص دول التجمع على تطوير علاقاتها مع مصر في ظل ما تمثله من ركيزة مهمة وأساسية للاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وتعظيم العلاقات الاستثمارية في ظل التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري وما توفره المشروعات القومية الكبرى في مصر من فرص استثمارية ضخمة، وخاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وقال إن مصر تسعي الي توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا والتعاون الأمني والعسكري والسياحي، ومكافحة كورونا.
وذكر أن العلاقات المصرية المجرية بشكل خاص متميزة ويتمتع البللدان بتعاون وثيق وشراكة إستراتيجية تلبية لطموح شعبيهما حيث يعود التعاون الوثيق إلى سنوات طويلة في إطار حرص مصر على تعميق وتوسيع نطاق التعاون سواء مع الدول التي ترتبط تقليديا بعلاقات جيدة مع مصر أو الدول التي تشغل مكانا متناميا على خريطة العالم سياسيا واقتصاديا بصفتها أو من خلال انضمامها لتجمعات ومنظمات دولية كما هو الحال بالنسبة للمجر التي انضمت خلال السنوات الأخيرة للاتحاد الأوروبي، الذي يعد الشريك التجاري الأكبر لمصر.
وقال إن مصر والمجر توصلتا إلى الاتفاق حول تأسيس العديد من آليات العمل المشترك سواء على صعيد المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية البلدين، أو التعاون التجارى الاقتصادى الذى يظل دون المستوى الرفيع الذى بلغته العلاقات السياسية بين مصر والمجر حيث يصل حجم التبادل التجارى بين البلدين 260 مليون دولار، من بينه 140 مليون دولار صادرات مصرية، و120 مليون دولار واردات من المجر ومن أبرز الصادرات المصرية للمجر السلع الهندسية والإلكترونية، والمنتجات الكيماوية والأسمدة، والحاصلات الزراعية فى حين تتمثل أبرز الصادرات المجرية لمصر فى مكونات عربات السكك الحديدية، الصناعات الطبية ومنها صناعة الدواء، ومواد البناء والصناعات الغذائية.
وقال إن حلف الـ”فيشجراد” أسس في 15 فبراير 1991كحلف عسكري وسياسي وثقافي ويضم المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا ويعرف أيضا بـ (Visegrád Group) (مجموعة فيشجراد) أو (Visegrad four) واختصارا تعرف بمجموعة (V4) وتتكون ويعد التكتل السياسى والعسكري والاجتماعى والثقافي لدول أوروبا الوسطى، خاصة أن تلك الدول تحظى بثقافات شبه متقاربة وأطلق اسم التجمع على اسم مدينة “فيشجراد” الواقعة في شمال العاصمة المجرية بوادبست، على الضفة اليمنى من نهر الدانوب، تلك التي اجتمع فيها زعماء التحالف للمرة الأولى في 15 فبراير 1991م وبعد أعوام من تأسيس الحلف انضم كل أعضائه إلى الاتحاد الأوروبى وتحديدا في يوم الأول من إبريل بالعام 2004م، ليصبح واحدا من أقوى التحالفات الثقافية والاقتصادية والعسكرية والسياسية في أوروبا.