الاخبارية – وكالات
تسارعت الجهود الدبلوماسية الخميس، الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، لتجنب شن هجوم على أديس أبابا، بعد أن تقدمت قوات تيغراي من شمال البلاد صوب العاصمة الإثيوبية هذا الأسبوع، لكن الحكومة الإثيوبية أعلنت الخميس أنها أوشكت على الانتصار في حربها وتعهدت مواصلة القتال.
وقال مكتب اتصالات الحكومة الإثيوبية على “فيسبوك” بعد تقدم المتمردين نحو العاصمة، “هذه ليست دولة تنهار تحت الدعاية الأجنبية! نحن نخوض حرباً وجودية!”.
والأربعاء، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أنها وصلت إلى مدينة كيميسي في منطقة أمهرة، على مسافة 325 كيلومتراً شمال شرقي أديس أبابا. وقال الناطق باسم الجبهة غيتاشيو رضا، إن الجبهة تعمل في المنطقة إلى جانب جماعة جيش تحرير أورومو المتمردة التي توقعت الأربعاء سقوط أديس أبابا في غضون أسابيع.
لكن بيان الحكومة الذي صدر الخميس رسم صورة مختلفة تماماً عن ديناميكية ساحة المعركة الراهنة، إذ أفاد بأن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي “محاصرة” وأوشكت على الهزيمة. وجاء في البيان، “جرذ يبتعد عن جحره أصبح أقرب إلى الموت”، في إشارة على ما يبدو إلى هجمات الجبهة التي تقدمت بشكل كبير إلى ما وراء منطقة تيغراي الواقعة في أقصى الشمال في الأشهر الأخيرة. وأضاف، “شعبنا الذي يدرك أننا في الفصل الأخير من إنقاذ إثيوبيا، يجب ان يواصل نضاله البطولي”.
ووافق النواب في وقت سابق الخميس على حال طوارئ مدتها ستة أشهر قد تمكّن المسؤولين من تجنيد “أي مواطن في سن التجنيد لديه أسلحة”.
الجهود الدبلوماسية
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، إلى أديس أبابا الخميس، للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية في الشمال والسعي لبدء محادثات وقف إطلاق النار.
ودعا الاتحاد الأوروبي، الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، وحث الأطراف المتحاربة على بدء مفاوضات سياسية من دون شروط مسبقة. وجدد الاتحاد في بيان “دعوته القوات الإريترية إلى الانسحاب الكامل والفوري من أراضي إثيوبيا”.
الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، دعا بدوره إلى عقد اجتماع لزعماء دول تكتل شرق أفريقيا في 16 نوفمبر، لبحث الصراع في إثيوبيا بين الحكومة المركزية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
من ناحية أخرى، دعت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى وقف الأعمال القتالية على الفور، وحثت الأطراف على ضبط النفس والعمل على خفض التصعيد والتوتر وحل الخلافات عبر حوار.
وأصدر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بياناً، الأربعاء، جاء فيه أن “القتال يجب أن يتوقف”. ودعا الأطراف المتحاربة إلى “وضع السلاح ووقف القتال وإجراء محادثات وإيجاد سبيل لسلام دائم”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد، الأربعاء، لتقديم مساعيه الحميدة لتهيئة الظروف للحوار حتى يتوقف القتال.
وفي إشارة أخرى إلى القلق، سمحت السفارة الأميركية في أديس أبابا بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين وأفراد أسرهم بسبب تصاعد الأعمال القتالية في إثيوبيا.
وجاء ذلك بعدما قالت الولايات المتحدة، الأربعاء، إنها تشعر بقلق بالغ لتصاعد العنف واتساع نطاق الأعمال القتالية في إثيوبيا، وكررت الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات لوقف إطلاق النار.
وقالت السفارة، “سمحت وزارة (الخارجية) في الثالث من نوفمبر بالرحيل الطوعي لموظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين وأفراد الأسر… من إثيوبيا بسبب الصراع المسلح والاضطرابات الأهلية والنقص المحتمل في الإمدادات”.
والأربعاء، حثت بريطانيا مواطنيها على التفكير في مغادرة إثيوبيا في وقت ما زالت توجد فيه بدائل تجارية متاحة.
الوضع في أديس أبابا
وقال فاسيكا فانتا، المتحدث باسم الشرطة الإثيوبية، الخميس، إن هذه الأخيرة اعتقلت كثيرين في أديس أبابا منذ أن أعلنت الحكومة حالة الطوارئ الثلاثاء.
وقال سكان لوكالة “رويترز” الأربعاء، إن أفراداً ينتمون إلى عرق التيغراي اعتقلوا، لكن فانتا قال إن الاعتقالات لم تكن على أساس عرقي. وأضاف، “نعتقل فقط من يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر الجماعة الإرهابية… ويشمل ذلك الدعم المعنوي والمادي والدعائي”.
وقال كذلك إن كثيرين يسجلون سلاحهم لدى مراكز الشرطة في المدينة، تنفيذاً لتوجيهات الحكومة الصادرة الثلاثاء للسكان بالاستعداد للدفاع عن مناطقهم. وتابع، “بعضهم يأتي بقنابل وأسلحة ثقيلة، ونسجلها كذلك”.
وبدت الشوارع والمتاجر في أديس أبابا، المدينة التي يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة، مزدحمة كالمعتاد صباح الخميس، لكن بعض السكان قالوا إن هناك شعوراً بعدم الارتياح.
وقال رجل طلب عدم نشر اسمه، “هناك شائعات عن تقدم المتمردين. الناس يتناقشون بشأن الصراع، أغلب الناس يحملون الحكومة مسؤولية ما حدث”.
وكانت إثيوبيا أعلنت الثلاثاء حالة الطوارئ، بعدما هددت قوات من إقليم تيغراي الشمالي بالتقدم صوب العاصمة أديس أبابا.
وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، لـ”رويترز” الأربعاء، إن قوات تيغراي موجودة في بلدة كيميسي بولاية أمهرة على بعد 325 كيلومتراً من العاصمة.
ولم يرد المتحدث باسم الحكومة، ليجيسي تولو، على اتصال هاتفي للحصول على تعليق.
واتهمت بيليني سيوم، المتحدثة باسم رئيس الوزراء، وسائل الإعلام الدولية بالمبالغة في إثارة القلق في تغطيتها إثيوبيا. وقالت على “تويتر”، “ترديد دعاية الإرهابيين باعتبارها الحقيقة من مكاتب في أماكن بعيدة منفصلة عن الواقع على الأرض عمل غير أخلاقي بالمرة”.
صراع مستمر منذ عام
وبدأ الصراع قبل عام عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الواقع بشمال البلاد. ورداً على ذلك أرسل رئيس الوزراء، آبيي أحمد، مزيداً من القوات للمنطقة وأطلق هجوماً ضد الجبهة.
وهيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا نحو 30 عاماً، لكنها فقدت نفوذها عندما تولى أحمد السلطة في عام 2018، بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت سنوات.
واتهمت الجبهة أحمد بعد ذلك بأنه يحكم البلاد مركزياً على حساب الأقاليم الإثيوبية، الأمر الذي ينفيه رئيس الوزراء.
وقال المتحدث باسم الجبهة، الأربعاء، إن قوات تيغراي وحلفاءها من أورومو تقدموا كثيراً في الأسبوع الماضي، وتعهد بتقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا. وتابع، “لن نتعمد إطلاق النار على المدنيين ولا نريد إراقة الدماء. نأمل في أن تكون العملية سلمية إذا أمكن”.
وقال محلل إقليمي على تواصل مع أطراف الحرب وتحدث، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الجبهة ستوقف على الأرجح أي تقدم صوب أديس أبابا حتى تؤمن الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة.
ويتطلب هذا الاستيلاء على مدينة ميله. وقال رضا الثلاثاء إن قوات تيغراي تقترب من ميله.