يتوارثها الجيلُ من بعد جيلْ
ودائرةٌ هي بالبناياتِ والكائناتِ،
وبالناس دائرةٌ،
تترصّد أبناءها الطالعينَ،
فتقهرهم بالمآسي،
وتخدعهم بالملاهي،
وتبلعهم آخر العمرِ مستسلمينَ،
لتستقبل الطالعينَ،
ودائرةٌ هيَ لا تتوقف جيلاً فجيلاً،
وأنتِ(*) تدقّينَ للوقتِ في ساحة الدرسِ،
فوق رءوس العذارى الجميلاتِ،
فوق المحبّين،
والنازحين من اليأسِ لليأسِ،
والعائدين إلى دُورهم بـ (المواثيقِ)،
وَهْمِ التواصل بالمستحيلِ،
تدقّينَ لا تتعبينَ،
وصوتُ المؤذنِ في آخر اليومِ،
يكنس ما قد تبقى من الوافدينَ،
مِن الخارجين على الوقتِ والأرضِ،
والأرضُ لا تتوقف، دائرةٌ بالجميعِ،
نحاولُ ننسى مواقيتها،
فنُقيم من الحب وهْماً،
ونغري العذارى،
ويُغريننا بالمسير على الدربِ،
آهٍ ، معي من بنات بلادي،
بلون الفراشاتِ واحدةٌ،
طفلةُ الوجهِ، عصفورةُ الرُّوحِ،
برعمةُ الصوتِ،
يُلغي تنفّسُها ـ حين نمشي ـ ضحيجَ الحياةِ،
وتُلغي ملامحُها أوجهَ الفاتناتِ،
وحين وقفنا على النهرِ،
والتصق الظلُّ بالظلِّ في الماءِ،
أوقفتِ الأرضُ دورتَها !،
واستحت ساعةُ الدرسِ أن تستمرّ عقاربُها،
في المسيرِ !،
وحين اختلفنا، ورافقتها غاضباً،
صامتاً،
ثم أودعتها جوفَ حافلةٍ،
واستدرتُ إلى قُبة الدرسِ،
رحتِ تدقّين للوقتِ فوقي وحولي،
تدقّين والأرضُ راحت تدورُ،
وراحت تدورُ،
تدورُ،
وتمتصني – مطلع العمرِ ـ تبلعني ذاهلاً،
وأنا أستعيد أماميَ ظلّينِ يتّحدانِ،
على صفحة الماء،
ينتصران على دورة الأرضِ،
والوقتِ،
والزمن المُتتابع جيلاً فجيلْ.