الباب الخلفي للذكرى
للذكرى باب خلفي..
حين توهمك الأيام بالنسيان…
تتسلل أطياف إلى روحك
تنبش قلبك…تكركب مشاعرك
توقظ فيك كل مواقد التأوه
وتنساب بين مخرات الجزع
تحاول أن تهرب فإذ لا منفذ ولا مهرب
ولا ممر سري
لتنجو من ثعالب الألم_
_ال تتواثب نبضك
فلا صحو ولا نوم
والأرائك شوك…
ومقاعد الندم تتلقفك
إذا تراخيت تعبا
أهذا فِراش أم أنه النار تشتعل
وتلك الوسائد
كيف غدت مراجل لا تهدأ
ألقي بجسدي المنهك أرقا
فوق شرشف كالحسك
ولا أعي كيف أستخرج
كل الصبارات المحشورة في حلقي
تتنازعني ألف صرخة والصدى أخرس
تتأرجحني كل الأصفاد العالقة بروحي
أغدو السجن السجان
أغدو الموج والغرق
ولا طفو ولا موت
مذ استحال الليل لجلاد يطاردني
وأنا أحصي دروب لم تحمل خطانا
ودفء ليس يجمعنا
أُنقب في مناجمك عن كنز لا أجده
كل ما أذكره منك هشاشة الوقت المستقطع بين حزن وحزن
ومنسوب نهايات يعلو
يكشف عن أسنان صدئة تتعطش نزعي
مذ استحال صدرك شوكا
وأنا أخاف نزفي
وأبكي وحيدة
بين ضلوع ليل غريب
أبكي غربتي وصخور قلبك
صرت سجلا للأسى
وتاريخ يطوي نهايتك
كلما تسممت باسمك
غيبتني المتاهة ودندنة الجروح
صرت صفرا في عمق المنى يدمي
صرت موتا يتبع خطاي كلما حاولت الفرار
صرت وجعا ينام قربي
وفقدا تربي في قلبي
كل المعارك أدخلتني
وتركتني وحدي أحارب
ليس بجعبتي
سوى سيل الذكريات
ونصلك المغروز في عمق روحي
ثم أنت هزمتني !!