كتب عادل احمد
انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، أعدّ الأرشيف والمكتبة الوطنية برنامجاً يتضمن أكثر من 100 فعالية يجري تنفيذها في أيام شهر القراءة، وذلك انطلاقاً من أهمية القراءة في رفع الرصيد الثقافي للفرد وتسليحه بالمعرفة، وأثرها في التأهيل المهني وتعزيز الوعي الإيجابي لديه، واستدامة تعزيز المعرفة التي تؤدي إلى استدامة التنمية بشكل عام.
وتعددت الفعاليات لتشمل باقات البرامج التعليمية الموجهة لجمهور الطلبة، والمحاضرات الموجهة للجمهور الداخلي والجمهور الخارجي والتي تتناول أنواع القراءة، وتشجع عليها، وتعرّف بمكتبة الإمارات ومقتنياتها ودورها في تزويد روادها بالمصادر والمراجع التي يحتاجها القراء والباحثون في تاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج، والتي تعرّف بأهمية الكتب الإلكترونية وبتجارب كبار الكتاب في ميادين القراءة، واختصت بعض هذه الفعاليات بشؤون الأرشفة والتوثيق وإصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية.
ونظم الأرشيف والمكتبة الوطنية معرضاً داخلياً بمقره للكتاب أُقيم بمقره وشاركت فيه عدة مكتبات ودور نشر أهمها مكتبة الجامعة، ودار السعادة، ودار الصفا- ومكتبة كنكونيا بالكتب والإصدارات الوطنية والثقافية التي لاقت إقبالاً من الموظفين والزوار، وبموازاة هذا المعرض نظم الأرشيف الوطني معرضاً للكتب التي تتناول القراءة وأهميتها ودورها في بناء الفرد والمجتمع، ودور دولة الإمارات العربية المتحدة في التشجيع على القراءة، والكتب المعروضة هي من مقتنيات مكتبة الإمارات، وهي متاحة للعرض والاستعارة من أجل الاطلاع على مضامينها.
وعن أهمية هذه الفعاليات قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة: لقد كانت الاستعدادات في وقت مبكر من أجل إثراء هذا الشهر ببرنامج كثيف من الفعاليات التي تنسجم مع شعار “الإمارات تقرأ”؛ وقد أعددنا لهذه الفعاليات جميع المتطلبات، وعرف كل فرد من أفراد الأرشيف والمكتبة الوطنية دوره فيها، وتم وضع برنامج الفعاليات لهذا الشهر بشكل منظم ومتناسق وبدقة شديدة، وغدا مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية ساحة للفعاليات التي تواكب المحاضرات التي تمّ تقديمها افتراضياً إلى مختلف فئات المجتمع، بما فيها الأطفال والطلبة من أبناء الموظفين.
وأضاف: انطلاقاً من دورنا الذي يحتّم علينا تقديم المعلومات الأمينة والموثقة لعامة الناس، فقد صار الأرشيف والمكتبة الوطنية كخلية نحل يسعى جميع الخبراء والمختصين والموظفين فيه خلال شهر القراءة لتنفيذ الفعاليات وتنظيم النشاطات التي من شأنها إثراء المعرفة لدى الجمهور داخل الأرشيف والمكتبة الوطنية وخارجه، وقد وجهنا فعالياتنا إلى المجتمع بمختلف شرائحه، فقد تم تخصيص عشرات الفعاليات من المحاضرات الوطنية والثقافية والورش القرائية في إصدارات الأرشيف الوطني إلى جمهور الطلبة بهدف غرس بذور المواطنة الصالحة في نفوسهم، وتعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة لديهم.
وقال سعادته: لقد توجه الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى جمهوره العريض بمحاضرات ثقافية ووطنية؛ فكانت هذه المحاضرات زاداً معرفياً، وتشجيعاً على القراءة المفيدة، وهذه الفعاليات فتحت الأبواب أمام الجمهور على أهمية مكتبة الإمارات في الأرشيف والمكتبة الوطنية بما فيها من مصادر ومراجع متخصصة في تاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج، وأهمية الكتب الورقية والإلكترونية، ووجهت إلى أهمية الإصدارات التي يثري بها الأرشيف والمكتبة الوطنية الأوساط الثقافية.
وأكد سعادته أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قدم لجميع الموظفين بالتزامن مع شهر القراءة كتاب (زايد ومعجزة السعديات) بهدف إثراء معارفهم بمضمونه الوطني المميز بتجربة زراعية رائدة تنمّ عن عبقرية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- وثقها الأرشيف والمكتبة الوطنية، كما زودهم بمجموعة من الكتيبات الوطنية، التي توثق جوانب من تاريخ دولة الإمارات وسير قادتها العظام، مشيراً إلى أن أهمية المعلومات التي حفلت بها فعاليات الأرشيف والمكتبة الوطنية في شهر القراءة هي دقيقة وموثقة قدمها عدد من الخبراء والمختصين والكتاب والمثقفين من داخل الأرشيف والمكتبة الوطنية ومن خارجه.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قدم محاضرات افتراضية عن القراءة كمسؤولية مجتمعية ومبادرة وطنية، وتناولت المحاضرات أيضاً أنواع القراءة، والكتاب الإلكتروني، وعرفت بمشروع الكتب العربية النادرة وإتاحتها للباحثين.. وغيرها.
ويخصص الأرشيف والمكتبة الوطنية أياماً مفتوحة للتعريف بمكتبة الإمارات، وساعات للقراءة فيها، إلى جانب فعاليات خاصة بأبناء الموظفين تعميماً للفائدة.
كما اشتملت الفعاليات محاضرات وورشاً قرائية تم تقديمها بالتعاون مع مراكز ومؤسسات وطنية ومجتمعية وتعليمية، ومن أبرز المحاضرات: التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، القيم الإماراتية، والفرائد من أقوال زايد… وغيرها.
وتأتي فعاليات الأرشيف والمكتبة الوطنية تعزيزاً للمسؤولية المجتمعية، واستدامة التنمية الثقافية، وتتواصل هذه الفعاليات حتى آخر يوم من شهر مارس الجاري.