مرت علينا ذكرى العاشر من رمضان وهي تعيد إلى أذهاننا ملحمة نصر أكتوبر المجيدة , حيث عبر جنود مصر البواسل من قواتها المسلحة وهم صائمين ليصنعوا المستحيل ويحطموا أسطورة خط بارليف المنيع وأسطورة الجيش الذي لا يقهر , وزلزلت صيحاتهم “الله أكبر” الأرض من تحت أقدام أعدائهم , فلم ترضى قواتنا المسلحة أن تدنس كرامة الوطن وتحتل أرضه وعملت بكل جهد على دعم قدراتها وإعداد العدة من أجل ملحمة رد الكرامة , فكانت التدريبات على أشدها واستحداث منظومة التسلح , وتنفيذ خطة الخداع الاستراتيجي من أجل تحقيق عنصر المفاجأة للعدو , فسطرت تلك الأستراتيجية العسكرية إرشاداتها ليهتدي بها جنود العالم وتدرس ضمن مقررات كليات الحرب في دول العالم , فدافع هؤلاء الجنود البواسل الإيمان بنصر الله فلم يكونوا بغاة أو معتدين بل مدافعين عن كرامه الوطن متحفزين لاستعادة أرضهم من بين براثن الاحتلال , لذا كانت معركة عادلة وشريفة بذلوا خلالها الغالي والنفيس من أجل رفعة راية وطنهم خفاقة فوق سماء الحرية والكرامة , مستعيدين مجد وطنهم ملقنين للعدو درساً لن ينساه مدى تاريخه , حيث كانت حنكة القائد والزعيم محمد أنور السادات الذي لم يدخر وسعاً في سبيل الإعداد لمعركة الكرامة فكان خير ما طبق مقولة لا يضيع حق وراءه مطالب, لقد كانت انتصارات العاشر من رمضان بشرى من الله لإنفاذ إرادته بقوله تعالى ” أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين ” , وقول رسوله الكريم عن جنود مصر هم خير أجناد الأرض , ولا زالت العسكرية المصرية تصنع المعجزات وتعبر بالدولة إلى مصاف الدولة المتقدمة , وتزيد من قدراتها العسكرية لتحقيق الردع لكل من تسول له نفسه تهديد أمن مصر أو الأشقاء, وهذه القدرات التي تعلوا يوم بعد يوم هي صمام أمان لحماية موارد الدولة ومقدراتها وصيانة مصالحها على المستوى الإقليمي والدولي ,حمى الله مصر وجيشها العظيم.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس