بقلم / انطوان حرب
يصاحب التحول الرقمي تطورًا يطال جميع المجالات والصناعات، ويكون هذا التطور مدفوعًا بزيادة هائلة في حجم المحتوى المتاح، مما يؤدي إلى ظهور الحاجة لإنشاء البيانات وتحديد استخداماتها.
لقد زادت القيمة التي تمثلها البيانات في مختلف مجالات الحياة خلال العقد الماضي، إذ تضم هذه البيانات معلومات مهمة قد تبدو في الوهلة الأولى هائلة العدد ومتناثرة في كل مكان. ولكن عندما يتم تنظيمها وهيكلتها ووضعها في مساراتها ذات الصلة، تزداد قيمة البيانات وتصبح منبعًا للمعرفة ومصدرًا للمزايا والفوائد.
إن الشرق الأوسط شأنه شأنه معظم المناطق الأخرى، حيث لا زال أمامه الكثير ليكتسبه من فوائد التحول الرقمي ومزاياه؛ وهو الأمر الذي توصلت إليه حكومات المنطقة مؤخرًا. وحسب التقرير الذي نشرته شركة “ديلويت” حول مبادرات التحول الرقمي في منطقة دول الخليج، فالتقديرات تشير إلى أن كل زيادة بنسبة 20% في حجم الاستثمار في مجال تقنية المعلومات والاتصالات تؤدي إلى نمو يزيد عن 1% في إجمالي الناتج المحلي للدولة. ولتحقيق هذه النتيجة، يجب البدء بتأسيس نظام قابل للترقية والتطوير قادر على الاستفادة من أنشطة استخدام البيانات ومعالجتها والتوسع السريع لمجال الرقمنة.
وبالطبع أسهمت أزمة كوفيد-19 في الدفع بجهود التحول الرقمي على المستوى الدولي، وعلى المستوى المحلي في دول الشرق الأوسط، حيث ازدهرت أنشطة العديد من القطاعات التي تتطلب مراكز بيانات رقمية، مثل: التعليم الإلكتروني، والرعاية الصحية الإلكترونية، والتسوق الإلكتروني.
أطلقت الحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط مبادرات تحفز نشر التحول الرقمي وتوسيع نطاقه، وذلك بهدف تسريع عميلة تنويع المصادر الاقتصادية وتشجيع الاستدامة وزيادة معدل رضا المواطنين على خدمات الدولة. ومثالًا على ذلك، قد عملت العديد من الحكومات على إنشاء المنصات والتطبيقات الحكومية وطرق الدفع الميسرة التي تسهل مشاركة المعلومات وتعزز إمكانية وصول السكان إلى الموارد.
بشكل عام، تعتمد البرامج الرقمية الحالية لدول الشرق الأوسط على تقنيات، مثل: الروبوتات وإنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) والتخزين السحابي، والتي تعتمد جميعها على مراكز البيانات الموثوقة لدعم الأعباء الناتجة عن كثرة الاستخدام.
مراكز البيانات والتحول الرقمي
بالنظر إلى الأهمية التي تمثلها مراكز البيانات في تنظيم البيانات التي تم إنشاؤها حديثًا، فمن المنطقي أن يتم اعتبارها نقطة انطلاق داعمة لجهود التحول الرقمي. وأصبح مشهد سوق مراكز البيانات مبشرًا بالنمو والتطور تبعًا للارتفاع الهائل في معدل استخدام البيانات. وقد سجّل ازدياد نسبة الطلب في العامين الماضيين على مراكز البيانات بسبب انتشار خدمات البث وأدوات التعاون الافتراضي وآليات العمل عن بعد.
وشهدت مراكز البيانات الكبرى-أي المشغلون والمزودون الرئيسيون لمراكز البيانات على مستوى العالم- انتعاشًا قويًا في حجم الطلب القادم من المؤسسات، ولا سيما شركات المال والتقنية والرعاية الصحية. وتعكس هذه الزيادة التغير الهائل الذي أحدثته الجائحة في ساحة البيانات والتحول الرقمي.
ومع استمرار تطور ونمو مراكز البيانات وتزايد الحاجة لأجهزة مركز البيانات، من الضروري فهم احتياجات السوق الحالية والمستقبلية، لأن اختيار الشريك التقني الأفضل من شأنه أن يضمن السير في الطريق الصحيح نحو التقدم.
التعاون مع الخبراء
إن التحول الرقمي يدفعه الابتكار، والقيمة، والكفاءة. ويمكن لمس فوائد هذا التحول في جوانب متعددة داخل المؤسسات، مثل: تجربة العملاء، وتجربة الموظفين، وتحسين العمليات/الإنتاج، حيث يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي (ML) في إنجاز المهام الرتيبة المعتمدة على البيانات وفي زيادة إنتاجية الموظفين وتحسين تجربة العملاء ككل.
إن مراكز البيانات من العوامل الأساسية التي تدفع بجهود الرقمنة نحو الأمام، لذا يجب أن تكون الاستعانة بمراكز البيانات مكونًا أساسيًا في إستراتيجية الشركات التي ترغب في تطوير نظامها الرقمي. وتظهر هنا أهمية اختيار الشريك المناسب الذي يوفر حلولًا مصممة خصيصًا لتناسب احتياجات الشركة. وتساعد الخدمة الاستشارية التي تقدمها شركة “كينغستون” تحت عنوان “اسأل خبير (Kingston’s Ask an Expert )” الشركات على إيجاد الحل المناسب من خلال فهم أهداف مشروعاتهم ومستهدفاتهم في تطبيق أمن المعلومات.