لاشك أن مصر تلعب دوراً كبيراً في دعم أسس استقرار المنطقة والعالم نظراً لسياستها الخارجية المتوازنة والثوابت التي ترتكز عليها في علاقاتها مع الدول الأخرى بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتنمية علاقات التعاون مع كافة دول العالم في إطار الاحترام المتبادل , وقد أخذت مصر على عاتقها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة , لذا فقد عبرت رسائل التضامن مع مصر من قبل الدول الكبرى وكافة الدول الأخرى في مواجهة الهجمات الإرهابية ضد القوات والمصالح المصرية عن أهمية الدور الذي تقوم به مصر في مواجهة الإرهاب العالمي ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا , وجاءت زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية مايكل كوريلا لمصر والمحادثات التي أجراها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والمسؤولين في مصر لتعبر عن عمق العلاقات المصرية الأمريكية وتعويل الدول الكبرى على الدور المصري في دعم الاستقرار الأمني في المنطقة وبخاصة في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى راسها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” , فهناك تعاون مصري أمريكي في المجال الأمني وتبادل المعلومات بشأن تحركات ونشاطات الجماعات الإرهابية في المنطقة ومكافحتها , كما أن هناك تنسيق على المستوي السياسي بما يعزز جهود تسوية المنازعات في المنطقة ولاسيما في الأزمات الساخنة في ليبيا وسوريا واليمن ولبنان والسودان وغيرها وهو ما يصب في الجهود الأممية في ترسيخ السلم والأمن الدوليين , وينطلق التعاون الاقتصادي المشترك من أهداف تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في مناطق كثيرة من العالم وبخاصة في الدول النامية , وربما قادت الجهود المشتركة بين الدولتين إلى تحقيق العديد من الإنجازات في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية والحد من عمليات الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة , وهذه الزيارة والمحادثات العسكرية المشتركة تنم عن وجود أرضية كبيرة من التعاون العسكري الاستراتيجي بين البلدين وبخاصة في مجال التدريب المشترك والتسلح ومكافحة الإرهاب وغيرها , وربما تشهد الإيام المقبلة تطورات كبيرة في تنمية العلاقة في هذا المجال في ظل التطورات التي تشهدها كثير من مناطق العالم .