**ستظل مباراة الأهلي وإنبي في ذاكرة الجمهور والمحللين حيث حفلت بالألغاز الممتزجة بإثارة الأعصاب وبالتالي تكاثرت علامات الاستفهام كيف يفشل في الفوز فريق بحجم الأهلي -وبعد استحواذ بلغ متوسطه ٧٥% – وشوط رائع صال وجال فيه ،، بل ويقترب من الهزيمة من هدف ولا أروع جاء من فريق انبي في وقت حاسم مع اقتراب المباراة من نهايتها ليقلب كل الحسابات وينشر سحابة اليأس بين مشاهدي ومتابعي المباراة الذين عجزوا ببساطة عن فهم اللغز :كيف تسيطر ولا تحقق الأهداف ؟؟مهما كان موقف الحكم منك مترصدا أو متجنيا على حقوقك فهناك من الألعاب المباشرة التي تنتهي داخل الشباك وتجبر الجميع على الصمت والعجز عن التلاعب حتى لو أرادوه.
**رغم أن تشكيلة الأهلي كانت تميل إلى الانكشارية- في تقديري- إلا أن اللاعبين كانوا أفضل من المباراتين السابقتين وعلى سبيل المثال نجح الناشىء كوكا في اختبار الوسط -نقطة الضعف الأساسية في الأهلي – في غياب السولية وفتحي وإجهاد الأخرين وجاءت الحسنة في المشاركة الإيجابية من حسام حسن والذي أنصفه الفار من شبهة التسلل في الهدف الثاني ليتأكد الفوز الذي تأخر كثيرا رغم انه كان مستحقا من إجمالي سير المباراة ..
ووجدنا على معلول من دكة المباراة الماضية يكتشف نفسه ويحرز هدفي التعادل ثم الفوز في رسالة تناغم واضحة لمن يعنيه الأمر سواء من مشجعي الأهلي أو المنافسين
**ولابد أن نوفي فريق إنبي بقيادة المدرب الكبير حلمي طولان حقهم : فهم كتيبة من اللاعبين الذين يدافعون بجودة عالية ويجيدون الهجمات المرتدة بصورة ممتازة وقد نجح مدربهم حلمي طولان في صقل مهاراتهم إلى الدرجة التي أستطيع أن أؤكد منها جدارتهم بمركز أفضل في الدوري عما هم فيه الآن .
**هناك نقطة أخرى مهمة هي أن مباراة اللغز قد عاد إليها طابع افتقدته مباريات الأهلي بصفة خاصة و مباريات الفرق الكبيرة مع الصاعدة بصفة عامة حيث اجتمع الفريقان على لعب كرة القدم والسعي للأداء الجيد -وربما الممتع للجماهير- ليعيدوا للمستديرة سحرها من أن المسألة لا تنحصر أبدا ان الكرة أجوان فقط.
**لقد سقطت أو أوشكت على السقوط -في تقديري- شماعة الإجهاد وتوالي المباريات خلال ساعات ليحل محلها أن اللاعب المصري قادر على أن يلعب بحرفية وجودة وينتزع الأهات لو أراد وهي ظاهرة تتأكد لو سمحنا للجماهير بالعودة لمشاهدة المباريات حيث ذلك الرابط السحري بين الجمهور واللاعبين وأطراف اللعبة بل ويمتد في تقديري إلى تشجيع التحكيم على الأداء السليم وسواءا تأجلت مباراة الأربعاء أو لم تؤجل ورغم صعوبة ألغاز مباراة اليوم فقد اجتمع قلبي وعقلي على نتيجة تحمل البشرى أن الأهلي البطل سيعود-بإذن الله- بالكأس الافريقية من الدار البيضاء ويؤدي مباراة جميلة تكون ذكرى طيبة للجماهير العربية والافريقية على السواء.