إن شحنات القمح من دول أميركا الجنوبية بما في ذلك البرازيل والأرجنتين زادت بأكثر من الضعف، وارتفعت الشحنات من أستراليا بنحو 75٪. حجز مستورد مصري لم يتعامل مع شركة الحبوب المتحدة منذ عقدين من الزمن 60 ألف طن من القمح لشحنها من ميناء فانكوفر في واشنطن عبر قناة بنما وعبر المحيط الأطلسي، أي على بعد آلاف الأميال من موردي الحبوب الرئيسيين في مصر، أوكرانيا وروسيا، وبتكلفة أعلى بكثير. إن روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، تشحن أربعة أضعاف الحبوب المزروعة في كانساس، التي عادة ما تكون أكبر ولاية منتجة للقمح في الولايات المتحدة.
وقد أثر الجفاف سلبا على محصول القمح الشتوي في الولايات المتحدة، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية. ومن المتوقع أن يخفض المزارعون الأميركيون هذا العام زراعة القمح الربيعي بنسبة 2 بالمئة مقارنة بعام 2021 لزرع مساحة قياسية من فول الصويا بدلا من ذلك، وفقا لتوقعات وزارة الزراعة الأميركية الصادرة الشهر الماضي.
على الاضطرابات في أسواق الحبوب العالمية التي أثارها غزو روسيا لأوكرانيا، مما يهدد الإمدادات الغذائية من واحدة من أكثر المناطق الزراعية إنتاجية في العالم إلى بعض أفقر بلدانها. ومن الهند إلى إيرلندا، تتحرك الحكومات لملء فراغ من منطقة البحر الأسود يمكن أن يصل إلى عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب. وعلى المدى القريب، سيكون من الصعب على بقية مزارعي العالم تحمل الركود، نظرا لأن روسيا وأوكرانيا مجتمعتين تمثلان عادة أكثر من ربع صادرات القمح العالمية.
ومنذ بدء الحرب، خفضت وزارة الزراعة الأميركية توقعاتها لتجارة القمح العالمية في الموسم الحالي بأكثر من 6 ملايين طن، أو 3 بالمئة، حيث تجاوزت التوقعات بانخفاض الصادرات الروسية والأوكرانية الزيادات المتوقعة في أماكن أخرى. ووصلت أسعار الغذاء العالمية بالفعل إلى مستويات قياسية، ويمكن أن تقفز الأسعار بنسبة 22 بالمئة أكثر حيث تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى نقص في العرض، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية.
وأدى تزايد عدد سكان العالم وتنامي الدخل إلى تحفيز المزيد من الاستهلاك، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. في الوقت نفسه، استثمرت أكبر الشركات التجارية الزراعية في العالم بكثافة في الموانئ ومصاعد الحبوب ومصانع المعالجة في أوكرانيا التي تعد أكبر شاحن في العالم لزيت عباد الشمس، ومصدر رئيسي للذرة والقمح والشعير.
وفي السنوات الأخيرة، غطى زرع أوكرانيا لأكبر ستة محاصيلها 59 مليون فدان، أي ما يقرب من حجم المساحات المزروعة في إلينوي وإنديانا وأيوا، وهي ثلاث من أكبر ولايات المزارع في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يزداد إجمالي مساحة القمح لعام 2022 بنسبة 1 بالمئة فقط، حسبما ذكرت وزارة الزراعة الأميركية. “من المستحيل تعويض النقص هذا العام”، مضيفا أن القيود المفروضة على المساحات وارتفاع أسعار المحاصيل الأخرى والجفاف من المرجح أن تقيد الزيادات في إنتاج القمح الأميركي على المدى الطويل. وتزداد زراعة القمح في جميع أنحاء العالم، ففي عام 2020 وصلت كمية القمح التي تمت زراعتها إلى 760 مليون طن، وهذا ما يجعل القمح ثاني أكثر الحبوب زراعة بعد الذرة. وتعد كل من روسيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وأوكرانيا أكبر مصدري القمح عالمياً. وإلى جانب استخدام القمح كغذاء أساسي للبشر، يتم استخدامه في بعض المناطق كعلف للحيوانات أيضاً.
وهناك العديد من الأنواع المختلفة للقمح في جميع أنحاء العالم، بحسب المناخ والتربة. ويزرع القمح بشكل أساسي في الصيف أو الشتاء، لكن القمح الشتوي يحظى بنصيب الأسد من المحاصيل العالمية. أما في المناطق البادرة فيتم زراعة القمح الصيفي بشكل أساسي.
يحتاج القمح القاسي (أو الصلب) إلى درجات حرارة عالية ويزرع بشكل رئيسي في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى. وتُصنع منه المعكرونة والسميد والبرغل والكسكس. ويعرف القمح القاسي بلونه المصفر.
أما القمح الطري (أو الليّن)، والذي يعرف أيضاً بقمح الخبز، فيزرع في المناطق المعتدلة، ويستخدم بشكل أساسي في الخبز والعديد من المخبوزات والمعجنات الأخرى، مثل الباغيت الفرنسي والتوست الإنجليزي والخبز التركي أو المصري أو الخبز الهندي “نان”.
ويحتاج القمح إلى العديد من العناصر الغذائية ولذلك تعتبر التربة الطينية الثقيلة والغنية بالمغذيات ذات السعة المائية العالمية مثالية لزراعة القمح. ولهذا تعتبر التربة السوداء الخصبة في أوكرانيا وروسيا مناسبة تماماً لزراعته.
عبر حزام المَزارع في أوكرانيا، تمتلئ الصوامع بـ15 مليون طن من الذرة من حصاد الخريف، والتي كان من المفترض أن يصل معظمها إلى الأسواق العالمية، لكن مع الاجتياح الروسي للبلاد أصبح من الصعب على المشترين الحصول على المخزونات، بخاصة وأن أوكرانيا كانت تستعد لتصدير نحو نصف إجمالي صادرات الذرة في العالم لهذا الموسم- مما يوفر لمحة عن الأضرار التي أحدثتها الحرب الروسية، على إجمالي تجارة الحبوب عالمياً التي تبلغ قيمتها حوالى 120 مليار دولار، بحسب “بلومبيرغ”.
الأزمة الغذائية التي خلفتها الحرب الروسية على أوكرانيا، دفعت الأسواق إلى التأهب لمزيد من الاضطرابات في سلسلة التوريد وأسعار الشحن، ناهيك عن الظواهر الجوية الخارجة عن إرادة المزارعين، وعلى الرغم من الاستعداد لتنفيذ عمليات التسليم من أوكرانيا وروسيا- اللتان تشكلان معاً نحو ربع تجارة الحبوب في العالم، فإن الأمور تتحول إلى مزيد من التعقيد في وقت يلوح فيه شبح نقص الغذاء في بلدان عدة.
فقبل هجوم روسيا، كانت الذُرة الأوكرانية تشق طريقها إلى موانئ البحر الأسود مثل أوديسا وميكولايف بواسطة سكك الحديد، ويتم تحميلها على متن سفن متجهة إلى آسيا وأوروبا. ولكن مع إغلاق الموانئ، فإن كميات صغيرة من الذُرة تتجه اليوم نحو الغرب بالسكك الحديد عبر رومانيا وبولندا قبل شحنها. وعلى عكس سكك الحديد الأوروبية، تسير عربات القطارات الأوكرانية على مسارات أوسع تعود إلى الحقبة السوفياتية. وتقوم بعض الحكومات بتقييد التجارة لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث منعت صربيا، الصادرات مؤقتاً. وزادت الأرجنتين وإندونيسيا الضرائب على صادرات الزيوت النباتية، وستحد كازاخستان من شحنات القمح. ويمكن أن تتقلص تجارة الحبوب عالمياً، باستثناء الأرز، بمقدار 12 مليون طن هذا الموسم، وهو الأكبر خلال عقد على الأقل، وفق مجلس الحبوب الدولي. إن “الأسعار المرتفعة في كثير من الأحيان، بدلاً من مجرد وجود المزيد من المُصدرين، ستؤدي إلى الحمائية”.
أن مشروع توشكى يعد الأكبر من نوعه في قطاع الاستصلاح الزراعي في الشرق الأوسط، وأحد المشروعات القومية العملاقة التي نجحت مصر بتوجيهات الرئيس في إعادة الحياة لها بحل كل المشاكل التي كانت تعوق المشروع عن تحقيق مستهدفاته، وكذلك توفير جميع المقومات اللازمة لنجاحه، وهو الأمر الذي تطلب القيام بحجم أعمال هائل في كل جوانب ومكونات المشروع للنهوض به، سواء على الجانب الإنشائي والبنية الأساسية، أو الفني، أو ما يتعلق بتوفير مياه الري ومصادر الطاقة، وكذلك إنشاء المحاور لربط المشروع بشبكة الطرق القومية، وتوفير الموارد المالية لكل تلك العناصر.
أن “ملف الأمن الغذائي مرتبط بالأمن القومي والإقليمي”، “أنه أصبح سلاحا في يد الدول المنتجة”، أن “قطاع الزراعة يساهم بنسبة 15% في الناتج المحلي أن هناك عددا من السلع والمنتجات التي استطاعت مصر أن تصل للاكتفاء الذاتي منها: “حققنا الاكتفاء الذاتي في عدد من المحاصيل الزراعية”. انه تم استصلاح وزراعة 220 ألف فدان من محصول القمح في كل من توشكى والعوينات والفرافرة وعين دالة بإجمالي إنتاجية مستهدفة تصل إلى 550 ألف طن، تخزن بصوامع وزارة التموين والتجارة الداخلية وشركة سايو فودز،
ونتطلع خلال العام الجاري والعام المقبل إلى استصلاح وزراعة 530 ألف فدان إضافية ضمن المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع توشكى بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والجهات المعنية بالدولة، ليصبح الإجمالي 750 ألف فدان بمتوسط إنتاجية 2 مليون طن، وذلك طبقا لأقصى مقنن مائي بالمنطقة، وفي المستقبل القريب يتم إضافة 400 ألف فدان بمنطقة الضبعة ضمن مشروع الدلتا الجديدة، ليصبح الإجمالي العام 1.2 مليون فدان بإجمالي إنتاجية مستهدفة 3 ملايين طن قمح.
إن زراعات القمح في مزارع توشكى تقام على مساحة 90 ألف فدان، من بينها 64 ألف فدان قمح، فضلًا عن إضافة 270 ألف فدان في أكتوبر/ المقبل بمشروع الريف المصري. أن إجمالي المساحة التي سيتم زراعتها في توشكى ستبلغ 300 ألف فدان في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرًا إلى أن المساحة الإجمالية في شرق العوينات ستبلغ 180 ألف فدان، تم زراعة 45 ألف فدان منها هذا العام، ومن المقرر إقامة محطة غربلة وتقاوي تحت إشراف وزارة الزراعة بهدف توفير 70 مليون جنيه.
يعد مشروع توشكي الخير مستقبلا للشباب للجيل الحالي والأجيال القادمة. يستهدف استصلاح واستزراع الأراضي بمساحة تبلغ 540 ألف فدان قابلة للزيادة في المستقبل. يشمل مشروع توشكى الخير زراعات تجميلية حول شجر النخيل، والتي من أبرزها: الكركدية، الشعير، العصفور، الفلفل الأخضر، وغيرها من المحاصيل. تساهم هذه الإنشاءات والمشروعات في توفير عدد كبير من فرص العمل للشباب في صعيد مصر. بالنسبة للأراضي المستصلحة حيث إنها ستكون مخصصة لزراعة محاصيل استراتيجية أبرزها القمح، ما يستهدف سد الفجوة الغذائية والوصول الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول بالغ الأهمية.