كتب عادل ابراهيم
نظمت وزارة الشباب والرياضة، مساء اليوم السبت، جلسة حوارية تحت عنوان ” تأميم قناة السويس ملحمة شعبية ” بحضور اللواء طارق نصير وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، والدكتور علي الحفناوي المفكر والمؤرخ، والناقد الفني محمد الروبي أستاذ المسرح بالمعهد العالي للفنون الشعبية ورئيس تحرير جريدة مسرحنا، وأدارها أحمد الدريني الصحفي ومدير الوحدة الوثائقية بقناة DMC .
جاء ذلك في ختام فاعليات اليوم الرابع من منحة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للقيادة الدولية في نسختها الثالثة، التي تنظمها تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمشاركة ١٥٠ قيادة شابة من دول عدم الإنحياز والدول الصديقة، والتي تنعقد فاعليتها خلال الفترة من ٣١ مايو حتى ١٧ يونيه ٢٠٢٢ بدار الهيئة الهندسية بالقاهرة تحت شعار « شباب عدم الانحياز وتعاون الجنوب جنوب » .
ومن جانبه تناول الدكتور علي الحفناوي المفكر والمؤرخ، في كلمته خلال الجلسة الحوارية الختامية من فعاليات اليوم الرابع من منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الثالثة، نبذة تاريخية عن ماهية قناة السويس والموقع الجغرافي لها وأهميتها في التاريخ المصري، والضغوط الوطنية المصرية لإخراج الإنجليز من مصر ومن القناة، المراحل الأساسية في تاريخ قناة السويس، وكيف كانت مواقف إدارة شركة قناة السويس متطابقة مع مواقف الاستعمار البريطاني” في مصر مستعرضاً تاريخ نشأة قناة السويس من الحفر وحتي قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميمها وكواليس التأميم موضحاً أن قناة السويس هي محور هام وكانت سبب حروب عديدة، وأن فكرة حفر قناة السويس لم تكن فكرة جديدة بل كانت فكرة دائمة ومستمرة وعندما تم حفرها أصبحت مسار جدل بين القوي العظمى في ذلك الوقت، وأضاف ” الحفناوي ” أن المطالبة باستعادة مصر لقناة السويس كانت مطالبات موجودة من وقت الاحتلال الإنجليزي حيث طالبت جميع الحركات الوطنية المصرية بأستعادة قناة السويس وكان أول من أستخدم لفظ تأميم قناة السويس طلعت حرب في كتاب صدر له عام ١٩١٠ فكانت المطالبة باستعادة قناة السويس هي مطلب شعبي ووطني هام منذ القدم حتي تم القيام بأستعادتها بتأميمها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كتنفيذ للإرادة الوطنية المصرية في هذا الشأن ثم جاءت بعد ذلك ملحمة الحفاظ علي قناة السويس بعد تأميمها منذ وقتها وحتي الآن وصولاً إلي حفر قناة السويس الجديدة في عهد الرئيس السيسي رئيس الجمهورية .
وقدم الناقد الفني محمد الروبي أستاذ المسرح بالمعهد العالي للفنون الشعبية ورئيس تحرير جريدة مسرحنا، في بداية حديثه خلال الجلسة الحوارية الختامية من فعاليات اليوم الرابع من منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الثالثة، الشكر لوزارة الشباب والرياضة علي الدعوة للقاء القيادات الشبابية المشاركة في منحة ناصر للقيادة الدولية مؤكداً علي دور الفن في توثيق الملاحم الشعبية حيث هناك أهمية لأن يتعامل الفن بكافة أنواعه مع الأحداث الهامة في تاريخ الأمم وخاصة الأحداث المفصلية، وقناة السويس سواء بالحفر أو بالتأميم فيما بعد هما حدثان منفصلين في تاريخ مصر والمنطقة كلها بل والعالم أجمع، وأشار ” الروبي ” إلي فيلم ناصر ٥٦ التي تم إنتاجه عن رد فعل العالم الغربي عن قرار التأميم وحرب ٥٦ موضحاً أن الهزيمة أو النصر تقاس بمدي تحقيق أو الإخفاق في تحديد الهدف العكسري، والذي كان الهدف في حرب ٥٦ هو أن يتراجع الرئيس المصري عن التأميم فأن تنتهي هذه الحرب عند عدم التراجع فهو نصر عظيم لمصر رغم الخسائر التي حدثت في الجانب المصري، ودعا ” الروبي ” المشاركين في منحة ناصر للقيادة الدولية لمشاهدة فيلم ” بورسعيد ” الذي تم تصويره عن حرب ١٩٥٦ أثناء إندلاع الحرب وذكر قصة إنتاج وتصوير هذا الفيلم التي رواها الفنان فريد شوقى في مذاكراته حيث كان ذلك بناءً علي طلب ودعوة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتكليف رسمي الذي أنتبه وقت إندلاع الحرب إلي أهمية صنع فيلماً وقت الحرب عن الحرب والمقاومة في بورسعيد عن ما يعانيه الأهالي في بورسعيد أثناء الحرب وتجسيد ما يحدث من ممارسات العدو ضدهم في الحرب ومن أجل كسب الرأي العام العالمي .
ورحب اللواء طارق نصير وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، خلال حديثه في الجلسة الحوارية الختامية من فعاليات اليوم الرابع من منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الثالثة بالمشاركين في منحة ناصر للقيادة الدولية مقدماً الشكر للقيادة السياسية المصرية علي تنظيم هذه المنحة الهامة التي تحظى برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلي الدولة المصرية مستهدفة بشكل متكرر بسبب الخيرات الكثيرة الموجودة فيها وللموقع المتميز حيث أن مصر تتوسط دول العالم كما تستهدف قناة السويس منذ مئات السنين لما تمثله لمصر من أهمية كبيرة فهي رقم واحد في الأمن القومي المصري وباعتبارها مورد وشريان هام للدولة المصرية وأكبر دخل قومي لمصر وللمصريين مشيداً بالملحمة الشعبية العظيمة غير المسبوقة التي حدثت في حفر قناة السويس الجديدة التي تمت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ومشاركة المصريين فيها ووقوفهم مع دولتهم في وقت الأزمات .
ووجه المشاركون في النسخة الثالثة من منحة ” ناصر للقيادة الدولية ” عدداً من الأسئلة والاستفسارات والمداخلات خلال الجلسة الحوارية الختامية من فاعليات اليوم الرابع من المنحة التي جاءت حول تأميم قناة السويس ثم ألتقط المشاركون بمنحة ناصر للقيادة الدولية صورا تذكارية وسط تفاعل وحفاوة بالغة وسعادة من قبل الجميع بهذه الجلسة المتميزة والمعلومات القيمة التى حصلوا عليها من خلال تلك الجلسة الحوارية الهامة حول الملحمة الشعبية العظيمة بتأميم قناة السويس .
وأشار حسن غزالي منسق عام منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الثالثة، أن منحة ناصر للقيادة الدولية تستهدف نقل التجربة المصرية العريقة في رسوخ وبناء المؤسسات الوطنية فضلا عن خلق جيل من القيادات الشابة من دول عد الانحياز ذات الرؤية المتماشية مع الشراكة الجنوب جنوب، والتوعية بدور حركة عدم الانحياز تاريخياً ودورها مستقبلاً بالإضافة إلى تفعيل دور شبكة شباب الدول الأعضاء بحركة عدم الانحياز NYN، وتشبيك القيادات الشابة الأكثر تأثيرا على مستوي دول عدم الانحياز والدول الصديقة .
وأضاف ” غزالي ” أن منحة ناصر للقيادة الدولية تعطي فرصة متساوية لكلا الجنسيين كما يشير الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة 2030، كذلك تمكن الشباب وتعطى الفرصة للفاعلين من دول العالم المختلفة للاختلاط ببعضهم البعض وعقد الشراكات في مختلف المجالات وليس فقط على المستوى القاري بل العالمي كما يشير الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة .
وجدير بالذكر أنه قد نظمت اليوم ورشة عمل ضمن فعاليات اليوم الرابع من منحة ناصر للقيادة الدولية بنسختها الثالثة تحت عنوان « التعليم والحراك الاجتماعي » حيث تم فيها تبادل الخبرات في المجتمع المدني بين المشاركين من مختلف الدول في منحة ناصر للقيادة الدولية في نسختها الثالثة .