-ما هى النفس وماهو حديث النفس ؟!
سؤال يحتمل أكثر من إجابة ؛ فلا إجابة ثابتة وعليه يظل اختلاف علماء الفقه وعلم النفس عن ماهية تلك النفس ؛ هل هي الروح ؟ أم أن هناك فصلا بينها وبين النفس ! .
نستطيع أن نقول أن النفس هي جزء من الإنسان توجد فيها شهوة الإنسان ، فقد تجد شخص يريد أن يفعل أمراً معيناً ، والمعلوم أن النفس غالباً أمارة بالسوء ، فتجد الرغبة تخرج من النفس وتدخل إلى العقل الذي يحلل الأمور الجيدة والمفيدة بالاعتماد على الضمير الموجود في الإنسان .
فالضمير يأتي في المرتبة الأولى ، ومن ثم العقل وبعده القلب والنفس ، فمنبع التفكير لإيجاد السعادة هي النفس وحديثها ، فيجب أن يكون العقل هو القائد الوحيد عند التخاطب .
وعن حديث النفس يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) ، فحديث النفس هي مخاطبة الإنسان لنفسه عن طريق العقل الباطني ، فهي طريقة تخاطب بين الإنسان ونفسه ، والحكم على القرارات التي يتخذها بمشاورة عقله الباطن من خلال التجارب والمعلومات والمعرفة التي يحتويها .
ولا شك أن تلك المشاورة هي من أحد الأمور المهمة في حياة الإنسان والتي يتولد من خلالها عملية صنع القرارات ، فجميع القرارات وتحديد الأمور تمت من خلال مشاورة الشخص لعقله ، ليحلل الأمور ، للوصول إلى نتائج مرضية بالنسبة للشخص بالاعتماد على العقل .
ولحديث النفس أنواع منها : حديث القلب ، وحديث الضمير ، وحديث العقل الباطن ، وهناك نوع آخر من حديث النفس وهو لفعل أمر معين أو التفكير بالماضي ، فيكون هناك ثرثرة في العقل تعرف بأنها التفكير .
وبالنسبة لحديث النفس الخاص بالأحلام فهو حديث بين الخيال والحلم ، ويمكن التعريف به على أن الخيال هو أحلام اليقظة ؛ ففي الخيال يتخاطب النفس والعقل ، فالخيال مفتاح الحياة والإبداع وتصور الأمور التي ممكن أن يطبقها الشخص على أرض الواقع ، فالخيال مهم جداً للإنسان لكي يستطيع أن يحلم ويعرف الأمور وليفتح العالم على مصراعيه .
وأما الحلم فهو عبارة عن اتحاد النفس مع الخيال مع العقل والضمير والتفكير ليخرج ما مكث بداخل الإنسان إن كان من خوف أو تمني أو حب أو كراهية أو احتياجات سيكولوجية أو بيولوجية يخرجها بدون قصد منه ولا إدراك .
وعلى كل حال يبقى ” حديث النفس ” نعمة من الله – عز وجل – ، كما أنه من المعلوم أن هذا الحديث موجود عند كل شخص والجميل أن هذا الأمر لا يتحاسب عليه الإنسان أمام الله – عز وجل – ما دام أنه لم يفعل ما قاله سواء خيراً كان أو شراً .
كما أن حديث النفس عبارة عن نافذة وحيدة للشخص ليحقق أهدافه ورغباته المستحيلة في عالمه الخاص – أحلامه – ، علاوة على أنها تساعد كثيراً على التخلص من الشحنات السلبية ، وتمكن من إخراج كل الضغوط النفسية التي لا يستطيع الجهر بها من ظلم أو كراهية أو انتقام ، وعن طريقها يتم علاج بعض الحالات النفسية ويسيطر على الأفكار الجامحة .
والحقيقة الثابتة أن الله – جل وعلا – ما خلق شيء هباءً ، فالنفس إذا لم تجد مخرجاً لتفريغ ما بها من تخيلات وأمنيات وأهداف ستصبح شقية أيما شقاء .