محمود دياب يكتب.. ليست مقياسا
يبدأ اليوم ماراثون امتحانات الثانوية العامة بشقيها العلمى والأدبي وهى الامتحانات التى عامة وليست بالضرورة تحدد نتائجها الدرب الذى سوف يسير فيه الطالب والطالبة فى حياته القادمة فهى تعتبر بالنسبة للكثيرين بوابة العبور والانطلاق نحو المستقبل ويعيش الطلاب وأولياء أمورهم خلال هذه الأيام ظروفا صعبة ويسيطر عليهم الخوف والقلق من عدم تحقيق نتيجة إيجابية تلبى أحلامهم وطموحاتهم التى سكنت قلوبهم وعاشت فى أفكارهم على مدى سنوات وهى الالتحاق بكليات تسمى القمة.
ويجب على أولياء الأمور فى هذه الأيام بالذات بث شعور الاعتماد على الله والثقة بالنفس والاطمئنان فى نفوس أولادهم حتى يتجنبوا الإحساس بالخوف والقلق والتوتر ومنحهم ذهنا صافيا يكون قادرا على التفكير السليم لأنه بلا شك ان الأسرة هى الباعث الأول على الانفعالات فى تلك المرحلة، سواء بالإيجاب أو بالسلب فأي توتر أو قلق فى نفوس الأولاد ما هو إلا نتاج لتوتر الأسرة الذى بدوره يؤدى إلى بعث القلق والخوف من الفشل نتيجة تحذيرات الأهل من الفشل وتذكير الشباب طيلة الوقت بكم التعب والجهد والمصروفات والتكاليف التى تكبدها الأهل طوال العام مما يعرض الطالب لضغوط نفسية صعبة، وأنه ستقع عليه الاتهامات من الجميع فى حالة لا قدر الله جاءت النتيجة عكس التوقعات ويحدث مالا تحمد عقباه من انهيارات نفسية تؤدى إلى الكوارث التى نسمع عنها الآن، ولذا على كل أولياء الأمور ان يدعموا أولادهم بالحب ويزرعوا فيهم الرضا بالقدر والتوكل على الله دائما ويؤكدوا لهم ان الثانوية العامة ليست هى المقياس للنجاح فى الحياة، وان كل إنسان مقدر له حياته .. «رفعت الأقلام وجفت الصحف».