فلتدعُ الجمهور الآن ليحتشد.. قف على خشبة مسرحك، وأعلن عن فتح الستارة ثانية..
سأفتح أزرار قميصي وأقف أمامك عارية، هيّا اغرس أظافرك في جلدي وانتقم، مزق أحشائي، ابحث في صدري عن كتلة لحم تحترق، أحكم عليها قبضتك، اعصرها، فتِّتها في يدك.. فتِّش في ذاكرة اللحم عن شيء آخر غيرك.. لن تجد!
آلمك صريخ الصمت في دمي..أوجعتك كرابيج هلاوسي
، لن أعتذر.
في ذاكرة الظل الحب كالكره مظلم، أمسك يدي، جرّني خلفك إلى حيث النور، وانظر جيدًا في زرقتي.. انظر كم مرة في غفوتك تكورت، أصلي في ملامحك.
أكرهك! نعم أكرهك، من لا يميز الكره من الحب عاجز، وأنت.. الإله … الإله لا يفقد بصيرته!
كيف لم تفهم صلاتي.. صُمّ قلبك، لم تسمع اسمك يتردد فوق أضحيتي، أنا العاجزة أصرخ حبًّا، لا أرتجيك شيئًا، من تلال رحمتك.. لا بأس، اتركني الآن أعانق صرختي، أموت في ظلام مسرحك.
هيّا.. امسك السكين بيد ثابتة، اجتث كل قطعة رواها يومًا فمك، سأنزفك كاملًا، سأنزفك على مهل حتى ترتوي..
ألا تسمع تصفيقهم، تصفيرهم، ألا تسمع أصوات المريدين هناك بآخر الصف يهتفون:
عاش الإله.. عاش الإله.. ععع ..ععع.. اش..
قبل القربان.. عليك الآن أن تنحني، ارفع يدك، حرِّك عصاك، لتعزف الأوركسترا أوبرا الموت مع ظل ينزوي في ركن المسرح هناك حيث لا ضوء.
وليسدل الستار، وصوت اللحم الذي تلوكه أفواههم يصرخ، ينظر في عتمة صدرك، يتساءل في استهجان: كيف لم تفهم طقوس عبادتي.. كيف أغلقت في وجهي معبدك؟!
ليالي الهدنة