“عقيل”: نطالب الجهات المانحة الدولية المعنية بدعم برامج التعليم بتكثيف برامجها في الدول الهشة
“مريم صلاح”: نوصي المنظمات الدولية بالضغط على “طالبان” للتراجع عن قرارها بمنع الفتيات من التعليم
كتب عادل احمد
حذرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان من استمرار تأثير أوضاع الدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات وما بها من عدم استقرار على قطاع التعليم بشكل سلبي وتراجع مؤشرات تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة. جاء ذلك في دراسة أطلقتها ماعت على هامش مشاركتها في منتدى السياسات رفيع المستوي لعام 2022، تحت عنوان ” ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع.. ماذا عن تداعيات كوفيد 19 في دول الهشة”.
تناولت الدراسة تأثير كوفيد-19 على مدى تحقيق الهدف الرابع المتعلق بالتعليم الجيد في الدول الهشة، حيث يتأثر قطاع التعليم بشكل كبير من الأوضاع المتوترة في الدول الهشة سلبيًا، وما يزيد الوضع سوءً هو انتشار فيروس كورونا، بالتركيز على أربع دول كدراسات حالة ممن يعانون الأزمات السياسية والأمنية وهم الكونغو الديمقراطية وأفغانستان ولبنان وأوكرانيا، حيث تم التركيز على أكثر الدول اشتعالًا في الوقت الحالي في كل إقليم من الأقاليم الآتية؛ أفريقيا وأسيا وأوروبا والمنطقة العربية، حيث أن لكل دولة منهم أسباب مختلقة لنشوب الحروب بها، وتشترك فيما بينها في تراجع مؤشرات تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة.
ومن خلال الرصد والمتابعة، أكدت الدراسة أنه نتيجة غلق حكومة الكونغو الديمقراطية للمدارس في 2020 بسبب جائحة كوفيد 19، عطلت تعليم 27 مليون طفل بينهم 12.9 مليون فتاة، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 6 ملايين طفل ومراهق كانوا خارج المدرسة قبل انتشار الوباء. وقدرت الدراسة أن 3.7 مليون طفل في أفغانستان خارج المدرسة، 60٪ منهم من الفتيات مؤكدة أن أفغانستان دائمًا بؤرة لعدم المساواة بين الجنسين خاصة التعليم.
وخلال الأزمة الأوكرانية الأخيرة تضرر قطاع التعليم بشكل وخيم، حيث هددت الهجمات على المدارس في أوكرانيا حياة ومستقبل 7.5 مليون طفل، وقتل ما يصل إلى 10 أطفال في القتال، وقصف المنشآت التعليمية في أنحاء البلاد. كما أدى الصراع في شرق أوكرانيا إلى تدمير أكثر من 750 مدرسة. وفي لبنان أكدت الدراسة أن 74% من السكان يعانون الفقر، وبلا شكّ أوّل حلّ يطرح هو التوجه الى التعليم الرسمي، ولكن سياسات إهمال قطاع التربية على مدى سنوات وغياب الرقابة على المدارس الرسمية خاصة في البلدات النائية، وضعت التعليم الرسميّ في مراتب متأخرّة، بل خارج المنافسة .
وفي هذا السياق أشار الخبير الحقوقي أيمن عقيل، أن الأطفال في مناطق النزاع والدول الهشة يعيشون في غمرة المعركة التي يخوضها العالم، وهم الفئات الأكثر عرضة للخطر جرّاء الآثار الوخيمة المترتبة علي جائحة كوفيد-19، مؤكدا على ضرورة دعم تعليم الأطفال في تلك المناطق، وهو الأمر الذي يجب أن تعمل عليه المؤسسات المعنية بتحسين وضع التعليم في مناطق النزاع والدول الهشة.
وقد طالب عقيل الجهات المانحة الدولية المعنية بدعم برامج واستراتيجيات التعليم، بتكثيف برامجها الخاصة بالتعليم في مناطق النزاع والدول الهشة، وتشجيع تلك الحكومات على إصدار برامج وطنية لإصلاح قطاع التعليم بما يتماشى مع تحقيق الهدف 4. وتأكيد حرص كافة الحكومات على الالتزام بالاتفاقيات الدولية لحماية الأطفال بجانب البروتوكولات المُكملة له.
ومن جانبها، أوصت مريم صلاح؛ الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، المنظمات الدولية المعنية بحقوق المرأة في التعليم بالضغط على حركة طالبان للتراجع عن القرار الصادر بشأن منع الفتيات من تلقي التعليم العالي حيث أن النساء يواجهون صعوبة شديدة في تلقى تعلمهم، كما أوصت المجتمع المدني وأصحاب المصلحة العاملين في مجال التنمية المستدامة بتوحيد جهودهم من أجل إيجاد اقتراحات وحلول لتحسين وضع تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة في الدول الهشة، وإيلاء مزيد من الاهتمام لفئات المهمشة.
الجدير بالذكر أن ماعت تشارك في فاعليات المنتدى السياسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة المنعقد في شهر يوليو الجاري بمدينة نيويورك بالأمم المتحدة، تحت شعار “إعادة البناء بشكل أفضل من فيروس كوفيد 19 مع تعزيز التنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030”. وذلك باعتبارها منسق شمال أفريقيا في مجموعة المنظمات غير الحكومية الكبرى في أفريقيا.