كتب عادل احمد
يستضيف الإعلامي حسين الناظر من خلال برنامجه “سنوات التكوين”، الذي يذاع مساء اليوم الإثنين 10,15 مساء على موجات إذاعة القاهرة الكبرى الفنان القدير خالد الذهبي؛ مدير المسرح القومي الأسبق، في حديث عن سنوات التكوين الفكري والثقافي والفني في حياته.
ويتحدث “الذهبي” عن أهمية سنوات التكوين الأولى في تشكيل وبناء الشخصية وغرس القيم والمبادئ والأخلاقيات، إلى جانب الطموح في نفوس النشء.
ويروي “الذهبي” قصة مولده بقرية برما بمركز طنطا محافظة الغربية في ٩ يناير ١٩٥٥م ، وكانت القرية بسيطة بدون كهرباء وقتها، و نشأ في بيت كبير للأسرة حيث لا ينسى دور جده “سيدي عبدالرحمن” في تربيته وإخوته وأبناء أعمامه جميعا الذين كانوا يعيشون معا في بيت كبير، حيث كان جده حكاء كبيرا وكان يملك أسلوبا أخاذا وتعلم منه “الذهبي” الحكي والدراما، حيث كان الجد يجمع جميع أحفاده على اختلاف أعمارهم يوميا في ساحة المنزل الواسعة ويروي لهم الحكايات والقصص مثل أيام العرب وسير الصحابة والأبطال وتاريخ مصر، إلى جانب الأشعار والأزجال،
وكان الجد مثقفا وشاعرا ويملك مكتبة عربية بها عدد كبير من الكتب، ما أدى إلى تعلق حفيده “خالد الذهبي” بالقراءة ودفعه لحب الشعر والقصص.
ويشير إلى دور كتاب القرية حيث التحق بكتاب الشيخ علي أبو عفصة الذي كان مخلصا في تعليمه مبادئ القراءة والكتاب وحفظه للقرآن الكريم وأحكام التلاوة والقراءات، الذي كان له أبلغ الأثر في فصاحة اللسان وطلاقته وحبه للغة العربية، ويتذكر الذهبي باسما أنه لو لم يتجه للمسرح والفن لكان قد أصبح من كبار قراء القرآن الكريم ، حيث ذاع صيته كقارئ بين أقرانه في الكتاب والقرية والمدرسة.
ويروي الذهبي دور مدرسة برما الابتدائية المشتركة، حيث كانت المدرسة فيها كافة أنواع الأنشطة المدرسية، كان بها مدرسة للموسيقى وغرفة مخصصة للموسيقى بها جميع الآلات الموسيقية، وفريق تمثيل وفريق المسرح، وفرق رياضية لألعاب مختلفة، إضافة إلى المكتبة المليئة بالكتب المتنوعة.
ويتذكر دور المدرسين في المدرسة خاصة الأستاذ علي خالد معلم اللغة العربية، الذي كان نموذجا يحتذى في الإخلاص والتفاني ما دفع تلاميذه لحب اللغة العربية، حيث يرجع له الفضل في اكتشاف وتنمية موهبته الفنية في الإلقاء والأداء المسرحي، حيث كان هذا المعلم عاشقا لكل أنواع الفنون وكان مشرفا على جماعة الإذاعة وجماعة الخطابة وجماعة الشعر وجماعة المسرح المدرسي، وقد اكتشف موهبة التلميذ خالد الذهبي وكان يحرص على أن يشارك في الإذاعة المدرسية، وعلمه الجرأة ومواجهة الجمهور، وكان هذا المعلم يخرج مسرحية قصيرة من إخراجه مدتها خمس دقائق تقدم أسبوعيا في طابور الصباح، ويتذكر الذهبي أول مسرحية مدرسية شارك فيها، وتحكي عن قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قام بدور الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه.
ويتذكر “الذهبي” دور الأستاذ علي خالد في تنظيم رحلات لتلاميذه لمسرح الثقافة الجماهيرية بمسرح بلدية طنطا لمشاهدة العروض المسرحية التي تقدمها فرقة طنطا المسرحية أو الفرق التي تأتي من القاهرة، وكان أثناء عودتهم في الأتوبيس يناقشهم في المسرحية ورأيهم فيها وما تعلموه منها وهكذا، ويتذكر كذلك اصطحابهم للسينما ومشاهدة الأفلام المختارة التي تناسب أعمارهم.
ويحكي “الذهبي قصة التحاقه بمعهد الفنون المسرحية، وفشله في أول اختبار، ولكن لإصراره على الالتحاق بالمعهد كان يواظب على الحضور اليومي بالمعهد، ويحضر المحاضرات ويذاكر المنهج ويحفظ كل ما تقع عليه عيناه من كتب وقصاصات عن المسرح والفن، ما أهله للنجاح في اجتياز الاختبار في العام التالي، وما تعلمه من أساتذته د. رشاد رشدي ود. علي فهمي، ود. إبراهيم سكر، ود. عبدالقادر القط، ود.عبدالفتاح المنصوري، ود. رمزي مصطفى، ود. حسن خليل، والفنان جلال الشرقاوي، والفنان عبدالرحيم الزرقاني وغيرهم.
ويروي أثر المسرح القومي في نكوينه الفني وتأثره بجيل العمالقة مثل الفنانين سعد أردش، وحمدي غيث، وسميحة أيوب، وجلال الشرقاوي ومحمود المليجي، والمخرج د. شاكر عبداللطيف الذي عمل معه مسرحيتي “رابعة العدوية” و”ماكبث”، إلى جانب الفنانين رشوان توفيق ويوسف شعبان، وغيرهم.
ويروي “الذهبي” مشاركاته في مجال الدراما الإذاعية وتقديمه للكثير من الأعمال مع كبار الفنانين والمخرجين الإذاعيين مثل عبدالمجيد شكري المخرج بالبرنامج الثاني (الثقافي حاليا) وهو أول من قدمه للعمل في الإذاعة، إضافة لعمله مع المخرجين الكبار يوسف الحطاب ومحمود شركس وفتح الله الصفتي، ومصطفى أبو حطب،ومشاركته مع كبار الفنانين مثل عبدالرحيم الزرقاني، وعبدالوارث عسر، وحمدي غيث، ومحمود مرسي، ومحمد السبع، ومحمود المليجي، ومحمد الدفراوي، وأشرف عبدالغفور ومحمد إسماعيل، وغيرهم .