و..
ما زلت لم أفهم..
كيف لأولئك الذين ماتوا بقلوبنا..
أن يتركوا كل هذه الآلام غضة حتى اليوم؟!..
وقد يبس حولها كل شيء..
ملامحنا..
وتاريخنا..
حدائق أحلامنا..
وابتسامنا الباكي..
حتى سنون العمر..
ترى..
من أي معين كانت هذه تستقي؟!..
ونحن على الظمأ منذ أن ودعونا بوجوه باردة..
بقلوب من حجر..
وأيادٍ توزع السراب صدقات..
تزمُ أوعية الريح ليختنق ما بقي من الحياة فينا..
وتبعثر شياطين الخذلان في جنائن الوجد..
فنذهب طوعا إلى الموت..
نبحث عن شيء ما..
أشد وقعا من زئير الذكريات..
من جذوة حنين تشتعل بين الضلوع..
وكأنما أوصاها من أضرمها ألا ترحم..
من طعم الخسارة..
الملوث بتفاصيل حكايا..
أبطالها نحن،،،
وكل ضحاياها..
نعيش المأساة..
ونعاني صدمة النتائج..
ثم ماذا؟!..
لا شيء..
غير أنك مجبرٌ على أن تلملم بقاياك المهترئة وترحل..
كليثٍ جريحٍ..
عليه أن يغادر..
إلى غابة..
لا يستهوي ذئابها رائحة الدم..
ومتى كان الدم لا يروق الذئاب؟!..
سيعودون هم، كما في كل مرة..
تتغير الوجوه، ربما..
لكنَّ الطبع غلَّاب..
انتهى..
نص فاقد الهوية..
بقلمي العابث..