من الكتب التي صدرت مؤخرا كتاب” أم الفواحش.. رسالة في المثلية وموقف العقل والشرع منها” لمؤلفه كاظم الظواهري الأستاذ بجامعة الأزهر .
والكتاب من عنوانه يتناول مالا يحتاج إلى تناول أو توضيح إلا أن الأمر تجاوز كل الحدود حتى أصبحت تقدم به هذه الفاحشة أو أم الفواحش للمجتمعات على أنها أمر طبيعي لاحرج فيه بل يتم إقرارها لونا طبيعا للأسرة بشكل رسمى في مواثيق لجنة المرأة بالامم المتحدة الأمر الذي يدفع العقلاء إلى الخوف الشديد على مستقبل البشرية بما تتجه إليه من جريمة عندما انتشرت في الماضي بهذا الشكل في قوم سيدنا لوط انتهت بهم بالخسف والاختفاء تمام في باطن الأرض جزاء لهم على ما أقدموا عليه من جرأة على الله .
فالكتاب يتناول حرمة المثلية في العلاقات الجنسية وخطرها على فطرة الإنسان وعلى البشرية ومستقبلها بعد أن أصبحت الدعوة إليها من القوة بحيث تفرض على الأفراد الأسوياء احترامها وإعلان ذلك بل يصبح من يستهجنها أو يرفض الاعتراف بها تحت طائلة القانون في بعض المجتمعات.
يتحدث المؤلف عما دعاه لكتابة الكتاب فيذكر أن مادفعه للكتابة ما يراه من محاولة الغربيين تسريب بعض القيم التي لا تتفق مع الاسلام إلى المسلمين الذين يعيشون هناك خاصة إلى الجيل الثاني والثالث وذلك في المدارس وفي البرامج الإعلامية المؤثرة حيث يسعون إلى إقناع المسلمين بأن الإسلام لم يحرم المثلية ولم يشرع لها عقوبة كالزنا بأسلوب سلس كأنهم يتحدثون عن مسلمات وكذلك برامج الفضائيات ومنها ما كان من استضافت أعرق فضائية غربية موجة إلى العرب” شخصًا ” قالوا إنه إمام مسجد في دولة أوروبية – وهو ليس كذلك- أدعى أن الإسلام لم يحرم العلاقات المثلية بل زاد بأن ادعى أنه يقوم بإبرام عقود زواج المثليين المسلمين بالمسجد المزعوم ؛ بل أتوا برجل ادعوا أنه عالم أزهري ليرد على هذا المدعي فلم يستطع. أي أن المحطة أقامت تمثيلية لتخدع متابعيها بما تريد أن تنشره وعليها نقلت كثير من المواقع الإخبارية والقنوات حتى في بلاد المسلمين ما قاله المدعي بأنه إمام مسجد ومادار من حوار بينه وبين المدعي بأنه عالم أزهري في صورة بدت وكأن المثلية ليست محرمة وليس هناك من النصوص المقدسة ما يراها عيبا.
والكتاب يتناول١٣ موضوعا بعد المقدمة : فضل الحيوان على الإنسان ؛ أفحش الفواحش ؛مسئولية الإنسان تجاه هذه القبائح؛ موقع الإسلام من قضية الشذوذ؛ والفصل والوصل بين النصوص ؛ وبين نص النساء والحديث؛ وبين الحديث ونص النور؛ وفاحشة غير مسبوقة ؛ والذنوب والعقوبة والغفران؛ وسبل الوقاية والعلاج؛ ودعوة عالمية؛ وترجمات معاني القرآن؛ وفصل الخطاب ..قدر الانسان.
وفي حديثه حول موقف الاسلام من قضية الشذوذ يقول المؤلف إن النص الذي يحمل تحريما صريحا للشذوذ وعقاب فاعليه قوله تعالى :” وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ” ففي الآية الثانية كلمة “اللذان” أي اثنين رجال ويتيانها منكم حديث عن مثني مذكر إذن فالحديث عن المثلية والآية تامر بإيذايهما أي عقابهما إلا إذا تابا..
فإذا عدنا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نجده يأمر بقتل الفاعل والمقتول به..حماية للمجتمع :” من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به”