كتبت: سامية الفقى
نظم مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، المؤتمر الدولي السنوي الأول بعنوان “التحديات والمستجدات فى علاج سرطان الدم”، بحضور ومشاركة نخبة من الخبراء بمختلف المؤسسات العالمية الرائدة والمختصة بمجال السرطان، والمجالات المتعلقة به.
انعقد المؤتمر تحت رعاية د. عمرو عزت سلامة، رئيس مجلس أمناء مستشفى 57357، وزير التعليم العالي الأسبق، والرئيس الفخري للمؤتمر د. علاء الحداد، رئيس قسم أورام الأطفال بالمستشفى، والرؤساء المشاركين في المؤتمر د. عماد عبيد، ود. شادي فاضل، وسكرتير عام المؤتمر د. محمود حماد، استشاري أورام الدم وزرع النخاع بمستشفى 57357، وضمت اللجنة العلمية للمؤتمر د. لبنى شلبي، ود. إيمان سيدهم، ود. محمد فوزي، ود. حنفي حافظ، ود. معتصم العيادي، ود. ريهام عبدالعزيز، ود. هشام منيب، ود. أحمد عبيد.
أكد د. علاء الحداد، رئيس المؤتمر، رئيس قسم أورام الأطفال بمستشفى 57357، على أن المؤتمر عقد بالتعاون مع الجمعية المصرية لأمراض الدم وأورام الأطفال، لمدة 3 أيام، وضم عدد من الجلسات العلمية والتعليمية، حول الممارسات والتحديات في مجال أورام الأطفال، والأمراض المعدية، وزراعة الخلايا النخاعية، والجذعية المكونة للدم والعلاج الخلوي، وورشتي عمل حول التغذية العلاجية، والصيدلة الإكلينيكية، والممارسة العملية فى علاج الأطفال مرضى السرطان.
حيث يعد هذا الحدث، ملتقى علمي مميز، للتعرف على الجديد في مجال سرطان الدم، والتواصل مع الخبراء المحليين والدوليين فى هذا المجال، وقراءة تلك المعلومات بشكل واضح مع تبادل للخبرات في هذا الصدد.
اللوكيميا الليمفاوية.. وزراعة النخاع العظمي
وقال د. محمود حماد، سكرتير عام المؤتمر، استشاري أورام الأطفال زراعة النخاع بمستشفى 57357، أن سرطان الدم “اللوكيميا”، كان أحد أهم محاور جلسات مؤتمر 57357، حيث ناقش اللوكيميا الليمفاوية الحادة، وهي من أكثر الأورام شيوعا عند الأطفال، وعر طرق علاجها المختلفة، من الموجه، والمناعي، وعلاج الحالات عالية الخطورة، وكذلك المرتدة.
كما ناقش المؤتمر جلسة عن أورام الغدد الليمفاوية، وطرق علاج الأنواع النادرة منها، وقدم مقارنة بين أفضل البروتوكولات العلاجية العالمية.
وقال حماد أن المؤتمر عرض جلسة علمية خاصة عن زراعة النخاع العظمي، من متبرع نصف متوافق، وكيفية علاج الأعراض الناتجة عن زراعة النخاع العظمي، والتحاليل والاختبارات المطلوبة، لاختيار أفضل متبرع، لتقليل نسب فشل عملية زراعة النخاع.
وناقش المؤتمر برنامج البحث التحويلي في مستشفى 57357، ودور اقتصاديات الصحة ونتائج البحوث في الاستناد إلى الأدلة، وصناعة القرار، وكذلك مقارنة النتائج بين عدد من بروتوكولات العلاج العالمية في سرطان الغدد الليمفاوية لدى الأطفال، وإرشادات العلاج، والمخاطر، ومدى الاستجابة لدى الذين يعانون من الانتكاسة، وتشخيص وعلاج نقص المناعة لدى مرضى سرطان الغدد الليمفاوية.
التركيبات الدوائية ومتطلباتها
وفي مجال الصيدلة الإكلينيكية، عرض المؤتمر التركيبات الصيدلية وأهميتها في علاج مرضى السرطان، وكيفية الحصول على معلومات طبية موثوقة، والممارسة الصيدلة المتقدمة للأطفال، وخارطة الطريق لريادة الأعمال في الصيدلة.
أشار د. إبراهيم عبده، صيدلي عمليات، مساعد مدير مستشفى 57357، إلى تنظيم 7 محاضرات في مجالات الصيدلة المختلفة ومنها الصيدلة الإكلينيكية، لنقل خبرة مستشفى 57 بأقسامها المختلفة، وشرح مستجدات مهام صيدلي العمليات، وأهمية دوره داخل غرفة العمليات، وكيف تطور دوره كصيدلي إكلينيكي.
وأشار إلى أهمية الدمج بين الجانبين النظري “العلمي” والعملي “التطبيقي”، خلال ورش العمل، حيث كان هناك مشاركة فاعلة من صيادلة عرب لتوضيح الجانب الأكاديمي الذي يدرسه الصيدلي الإكلينيكي، حيث حضر ورش العمل 3 محاضرين أكاديميين، و 4 تطبيقيين من مستشفى 57، مشيدا بأهمية المؤتمر والمحفل العلمي، وأشار إلى استعداد نقابتي صيادلة الدقهلية والغربية، لتطبيق نظام الصيدلية في مستشفى سرطان الأطفال57، وكذلك المستشفيات الجامعية، حيث حضر نقيبا الصيدلة بالمحافظتين، وأساتذة جامعات، وعمداء كليات صيدلة، وطلبة وخريجي صيدلة، ومديرين صيدليات مستشفيات.
د. بيجاد محمد، مشرف وحدة التركيبات الدوائية بمستشفى 57357، قال بأن التركيبات الصيدلية لها دور هام في أورام الأطفال، وكان لها محور هام في جلسات المؤتمر، نظرا لأهميتها في توفير الأدوية غير الموجودة في الأسواق أو الناقصة، وكذلك بعض الأشكال الدوائية المناسبة للأطفال، بينما يحتاج إليها الطفل مريض السرطان، وتتم التركيبات بالأشكال الدوائية المعروفة للأدوية، وتم عرض درجات صعوبة التركيبات الدوائية، بناء على درجات مختلفة تتضمن خطورة المواد الصيدلية، سواء على القائم بالتحضير أو المريض، وكذا تحضير الشكل الدوائي نفسه أو العمليات الحسابية الخاصة بها.
وتم مناقشة كيفية إنشاء وحدة للتركيبات الدوائية في أي منشأة صحية، عن طريق توفير 4 متطلبات هامة منها وجود المكان المناسب، والكيماويات السليمة، والمراجع الأساسية لعملية التحضير، ثم كفاءة القائم بالتحضير نفسه، والذي تقع عليه مسؤولية كافة الخطوات بدءا من استلام المادة الكيميائية، وانتهاء بتسليم العلاج للمريض، ومرورا بتطبيق الجودة في التحضير، والحسابات والصرف والتسليم الصحيح للدواء.
وتعتبر قلة توافر المراجع المتوافرة للتحضيرات الصيدلية، من أهم التحديات التي تواجه التركيبات الدوائية، وعرض المؤتمر ضرورة اختيار أبعد مكان في الصيدلية ليتم فيه التركيب الدوائي، نظرا لضرورة تجنب اختلاط المواد الكيميائية ببعضها البعض، وخاصة مع المرضى وباقي الصيادلة داخل الصيدلية.
وواصل بيجاد، أن كافة التركيبات الدوائية مسجلة على نظام الكتروني بالمستشفى، لتسهيل استرجاع الدواء في حالة وجود أي خطأ غير مقصود في التركيب، ويتم معرفة كل زجاجة دواء خرجت من الصيدلية، ومكوناتها، عبر أكواد مخصصة لذلك
ومن أهم التحديات التي تواجه هذا المجال في المنشآت الصيدلية بشكل عام، هو عدم توافر المعلومات الكافية حول المواد الصيدلية، وكذلك عدم توافر الأدوات المناسبة لقياس ثبات التركيبة التي تم تحضيرها من عدمه سواء فيزيائية أو كيميائية أو ميكروبيولوجية، وقياس فعالية الدواء بعد تحضيره.
العدوى الفطرية
كما عرض المؤتمر الجديد في علاج الهيموفيليا، وتشخيص وإدارة اللوكيميا النخاعية الحادة لدى مرضى متلازمة “داون”، ومفهوم وممارسة فقر الدم المرتبط بالأورام الخبيثة، ودور الجينات في إدارة سرطان الدم النخاعي الحاد، وناقش طرق التعامل مع انتشار عدوى فطرية بين مرضى سرطان الأطفال، والالتهابات الفطرية المصاحبة مع ضعف المناعة في حالات “كوفيد19″، وإرشادات وتوصيات لعلاج الالتهابات الفطرية في مرضى الأورام الخبيثة الدموية، وكذا ضرورة الإشراف على تناول المضادات الحيوية للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة.
وقالت د. جلسن صالح، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى 57357، أن المؤتمر ناقش ورشة عمل حول دور التغذية العلاجية في علاج أورام الأطفال، تضمنت محاضرات عن الدليل الإرشادي لتغذية مرضى الأورام، والتغذية الوريدية، والأنبوبية، ودورها في جراحات الجهاز الهضمي، والنظام الغذائي لمرضى زرع النخاع، وتداخل البروتوكولات العلاجية لمرض سرطان الأطفال مع المكملات الغذائية، ثم تم دراسة حالات استرشادية وعرضها خلال المؤتمر.
فيروس سي ومرضى السرطان
تحدثت د. منال حمدي السيد، أستاذ ورئيس قسم الأطفال، ومركز الأبحاث الإكلينيكية بكلية طب جامعة عين شمس، عن النشاط الزائد لفيروس “سي” عند الأطفال مرضى السرطان، بسبب نقص المناعة، نتيجة العلاج الكيماوي، وأشارت إلى أن مركز الأبحاث الإكلينيكية، هو أول من شخص النشاط الزائد لفيروس سي على الأطفال مرضى السرطان، وأوضحت الأثار السلبية على مرضى فيروس سي خلال فترة علاجهم بالكيماوي، وارتداد المرض لهم بسبب التوقف عن العلاج لفترات طويلة، وارتفاع انزيمات الكبد، بالإضافة إلى آثاره على الكبد نفسه وما يحدث له من تليف، وعدم تكافؤ في وظائفه، بعد فترات من الانتهاء من العلاج الكيماوي، وقالت أن هناك تأثيرات آخرى من العلاجات الكيماوية على الكبد، تضاف إلى الآثار السلبية لوجود فيروس “سي”.
وقالت قبل عام 2014، كانت العلاجات المتوافرة عبارة عن عقاقير بالحقن، مرة أسبوعيا لمدة 52 أسبوع، ولم يكن مسموح بها خلال فترة العلاج الكيماوي حتى لا تتعارض معه، ولا يتم علاج الأطفال من هذا الفيروس إلا بعد انتهاء العلاج الكيماوي بعام، مما كان يؤثر سلبا على الكبد بشكل كبير.
ونتيجة لاستحداث بروتوكولات العلاج الدولية، ذات الأمان والجودة العالمية، حيث تصل فترة العلاج لمدة 12 أسبوعا فقط، وأشارت إلى أن الوقت الحالي، يشهد العمل على وجود عقاقير بجرعات تتناسب مع الأطفال في سن صغير لعلاجهم، وقالت تم نشر أول بحث دولي لعلاج الأطفال خلال فترة العلاج الكيماوي، ويتم علاج هؤلاء الأطفال من فيروس سي، وهم يتلقون جرعات الكيماوي في نفس الوقت، دون أي تعرض ولمدة 12 أسبوع، ونسبة شفاء تصل إلى 100% من فيروس سي.
مؤكدة أن هذا له أثره الإيجابي على علاج مرض السرطان دون الحاجة إلى إيقافه، وأيضا التخلص من فيروس سي، وحماية الكبد من الأثار الجانبية سالفة الذكر، والتي تؤدي إلى الفشل الكبدي، مؤكدة على توفير أحدث الأدوية للأطفال، بالإضافة إلى توفر الكواشف التي يتم استخدامها خلال فترة العلاج الكيماوي لاكتشاف الحالات وعلاجها مبكرا.
استعرض د. عماد موسى، استشاري طب أورام الأطفال، علاج مرضى سرطان الغدد الليمفاوية، وما تم إجراؤه الفترة الماضية، وتطبيق بروتوكولي علاج، الأول كان مطبقا في أمريكا، وظهرت له آثار جانبية للعلاجات المستخدمة فيه، ثم غير مستشفى 57357 ذلك إلى بروتوكول علاج أوروبي منذ مارس 2019، له نتائج مبهرة، وتم عرض تفاصيل البروتوكول ومقارنة نتائج العلاج بين مصر وألمانيا خلال المؤتمر، بإجراء مداخلة عبر الانترنت مع طبيبة ألمانية، ومناقشة تفاصيل تم نشرها في ألمانيا مطلع 2022، وأثبتت أن نتائجها قريبة من نتائج علاج 57357، وتم تجنيب 74% من أطفال المستشفى من التعرض للإشعاع، وذلك بناء على الاستجابة الأولية للعلاج لدى الأطفال، حيث تم رصد ذلك من خلال فحوصات الأشعة المقطعية بالطب النووي.