كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
قال الدكتور ايمن الدهشان استشاري التطوير والتميز المؤسسي والجودة ونظم الادارة الدولية ، تعد القيادة الاستراتيجية Strategy Leadership من أحد أهم السمات العصرية لمواجهة التحديات والتغيرات والمستجدات البيئية المحيطة بمنظمات الأعمال, حيث أن التفكير بإدارة العمل وتحقيق أهداف المؤسسة بالأساليب التقليدية ما عاد مجديا أنيا ومستقبليا, لذا فإن التوجه نحو القيادة الاستراتيجية بات الآن خيارا استراتيجيا للإدارة في المؤسسات نظرا لما تواجهه من تحديات غير عادية عديدة محلية، وإقليمية وعالمية. وعليه, فإن إيمان إدارة المؤسسات بالقيادة الاستراتيجية واعتمادها في إطار العمل الآتي والمستقبلي من شأنه تحقيق فوائد عديدة لهذه المؤسسات.
فالقيادة الاستراتيجية هي القدرة على التأثير في الاَخرين بصورة طوعية من خلالها يمكن للمرؤوسين أن يتصرفوا حسب درجة تأثرهم بالنمط القيادي الذي يمارسه الرئيس لتنفيذ القرارات التي تعزز استمرارية المؤسسات على المدى الطويل, وفي الوقت نفسه الحفاظ على استقرار المؤسسات على المدى القصير
وهنا يجدر الاشارة إلى جهود القيادة السياسية لإنشاء مركز متخصص للقيادة الاستراتيجية لما يمر العالم به من تغيرات وتحديات قد تكون الأصعب ، فإن القيادة الاستراتيجية تعني تحديد الاتجاه والرؤية والاستراتيجيات من خلال إحداث تغيرات جوهرية في المؤسسات ومساعدتها على التلاؤم مع متطلبات البيئة, وتحفيز وتشجيع الأفراد من أجل تحقيق الرؤية, وتوجيه كافة أصحاب المصالح المختلفة نحو هذه الرؤية. وهناك أبعاد لمتغير القيادة الاستراتيجية :-
1 . الرؤية الاستراتيجية : هي الصورة التي ينبغي أن تكون عليها المنظمة في الأجل الطويل. كما تعكس الرؤية طموحات المنظمة ومصلحتها ومعرفة إلى أين تذهب المنظمة حول مستقبل خططها، كما تجسد هوية المنظمة وتحدد مركزها التنافسي .
2. المرونة الاستراتيجية : هي القدرة على التأقلم مع تغيرات المحيط الداخلي أو الخارجي، من خلال استخدام مجموعة من المصادر والأدوات التي تمكنها من الحفاظ على وضعها التنافسي، فالمرونة هي وسيلة لمواجهة عدم التأكد البيئي؛ وترجمة لقدرة المؤسسة على الاستجابة.
3. الحساسية الاستراتيجية : تعني الانفتاح والاستبصار والاستشعار على قدر كبير من المعلومات, من خلال الحفاظ على العلاقات مع مجموعة متنوعة من الأفراد والمنظمات.
4. اتخاذ القرارات الاستراتيجية : هي تلك القرارات التي تؤثر بعمق في قدر ومستقبل المؤسسة من خلال التجاوب والتوافق بين هذه القرارات ومتطلبات البيئة إذن هي القرارات التي تصنع في الإدارة العليا وهي تغطي مدى زمني طويل ينعكس على المؤسسة ككل .
وأرى أننا في عصر نحتاج الى التعمق في مفهوم القيادة الاستراتيجية وتطبيقه في كل مؤسسات الدولة