ثم أي..
ونحن الذين أنضجتنا التجارب..
لتلك الدرجة التي نصمت فيها تماما، كلما احتاج الأمر للكلام..
نقول لأنفسنا..
يوما..
سيخبرُهم الزمن..
فلا داعي لاستنزافِ الجهد والروح..
فمن لا يفهمُ رسائلَ الصمتِ..
أبدا..
لن يفهمَ رسائلَ الصوتِ..
وإن تجاوزت النحيبَ بألفِ مرحلة..
يا عزيزي..
لا شيء أضحى يستحقُ..
فاتركْ للأيامِ مساحة..
لتصفعَ وجهَ الأسئلةِ..
-#يليه..
وأولئك الذين أمضوا وصايا الغياب..
بكل هذا الإتقان..
بكل هذا الإخلاص..
كانت كل قرابينهم كفر..
حين أخلصوا للمجهول..
وباعوا حواضر قلوبنا بتلك الفلوات..
ليبقى مستقرا في خلدنا..
أن هؤلاء، قاتلون مع سبق الإصرار والترصد..
كانوا يظنون أنهم سيعودون..
ليجدوا قلوبنا البائسة كما تركوها..
واحة الظل، وموطن الدفء..
كانوا يظنون أنهم سيعودون..
ليجدوا فردوسا ها هنا..
لافتاتها (إنكم بأعيننا)..
أيها السادة..
على رسلكم..
ففي أيسرنا الآن مقبرة جماعية..
مكتوب على بابها..
من أهانكم بالتخلي..
فأقبروه بالنسيان..
ولا تبتئسوا..
فما يستحقَ العيشَ بداخلكم..
من هدم أسوارَ وطنِه..
وسمح للحزن أن يتسلل، ثم يسكن..
ثم يحكم..
ثم ينفذ الأحكام قتلا..
أيها السادة..
رفع القلم..
نحن أيضا أمضينا وصايانا..
وما من شيء بعد الآن…….
يُتلى..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..