كتبت: سامية الفقى
نظم مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، يوما علميا لعرض أحدث ما توصل إليه العلم، والتكنولوجيا العالمية في علاج السرطان، عبر الإشعاع الجراحي الموجه، بواسطة جهاز “السايبر نايف” أحدث جهاز عالمي متخصص في هذا المجال، والذي استقدمه المستشفى من خارج مصر، ليكون الأول والأوحد في المنطقة، وذلك لخدمة مرضى السرطان، وكذلك الأطفال مرضى السرطان والذين يتلقون فيه الجلسات مجانا، ويساهم في رفع نسب الشفاء، وكذلك التخفيف من حدة وفترة الآلام التي يواجهها المريض بسبب هذا المرض الخطير.
وترأس اليوم العلمي، الدكتور شريف أبوالنجا، الرئيس التنفيذى لمجموعة 57357، مدير عام المستشفى، وذلك تحت عنوان “أفق جديدة للعلاج بالـ SBRT”، وانعقد في قاعة مؤتمرات مستشفى 57357، بحضور العديد من المهتمين بالعلاج الإشعاعى للأورام السرطانية.
وعرض اليوم العلمي، محاضرات تعريفية من خبراء مجال العلاج الإشعاعى، على رأسهم د. هالة كالجر، رئيس قسم العلاج الإشعاعى بمركز الأنادول، ود. محمد سعد زغلول، رئيس قسم العلاج الإشعاعى بمستشفى 57357، ود. عزة نصر، استشارى العلاج الإشعاعى بالمستشفى، ود. هانى عمار، رئيس قسم الفيزياء الطبية بالمستشفى.
وكان السايبر نايف هو محور تلك المحاضرات، حيث عرضت فائدة الإشعاع الجراحى الموجه، واستخداماته فى علاج العديد من السرطانات الدقيقة والصعبة، ومنها تلك التي تصيب البروستاتا، والرئة، والمخ، والكبد، والبنكرياس، والعمود الفقري، وغيرها، وكذلك محاضرات للفيزياء الطبية، بالإضافة إلى عرض خبرات 57357، والنتائج الخاصة بالعلاج باستخدام السايبر نايف، وقام الحضور بجولة لزيارة مبنى وجهاز السايبر نايف.
ومن أهم مميزات السايبر نايف التي تناولها اليوم العلمي، هي الحماية الأكثر للأنسجة المحيطة بالأورام، سواء كانت سرطانية أو حميدة، وجرعات عالية من الإشعاع بدقة بالغة، وبدون ألم، ويصلح للمرضى الذين يعانون من أورام لا يمكن إزالتها بالجراحة أو معقدة جراحيا.
وأطلق المستشفى بدء العلاج بالسايبر نايف في أغسطس الماضي، كإجراء طبي لعلاج الأورام عن طريق إجراءات غير جراحية، ولكن بنفس دقة نتائج الجراحة، من خلال جلسات تتراوح بين 1 و جلسات 5 فقط، بدلا من جلسات العلاج الإشعاعي العادية والتي قد تصل إلى 42 جلسة في حالات معينة، فيعتبر هذا التدخل أمل جديد في العلاج يوفر الحياة الطبيعية بأقل آثار جانبية، وبدون ألم أو تثبيت مؤلم.
ويتم توجيه جرعات عالية من الإشعاع لمكان الورم وبدقة عالية، دون الإضرار بالأنسجة السليمة المحيطة بالورم، حيث تحدد كاميرات التوجيه بالجهاز موقع الورم بدقة عن طريق الأشعة كل 20 ثانية، ثم يتحرك الذراع الروبوتى حول المريض، ويسلط الحزم الإشعاعية شديدة التركيز لضرب الورم، ولذلك فهو فعال للغاية، ويتلافي الكثير من الآثار الجانبية للعلاجات الأخرى، وكذلك التخدير العام، ويخرج المريض بعد الجلسة دون الحاجة لفترة نقاهة طويلة بالمستشفى، كما هو الحال في العمليات الجراحية، وينتهي العلاج خلال أسبوعين من بدء الجلسات.
وصمم الجهاز ليتتبع حركة الورم عند تنفس المريض أو تحركه خلال الجلسة، ولذلك هو فعال في بعض أنواع سرطانات المخ الصغيرة، والموجودة في أماكن حساسة لا يمكن الوصول إليها جراحيا، حيث أن أنسجة المخ لها تكوين معقد للغاية، ويتطلب التدخل فيها لضرورة حماية القدرات المعرفية لدى المريض، ومنها الذاكرة والتركيز.
وكذلك في أورام الرئة بالإشعاع، التي يواجه المريض بها تحديا كبيرا، حيث يمكن أن تتحرك من مكانها 50 ملليمترا مع كل نفس، ويعتبر تتبعه أمرا صعبا بدون الإضرار بالأنسجة المحيطة به، ولكن السايبر نايف يوفر تلك الحماية، مرتكزا على الذكاء الاصطناعي، الذي يوفر نتائج إكلينيكية عالية، بتكلفة مالية أقل، وعلاجات موثوقة وقابلة للتطوير.
وعرض اليوم العلمي، أهمية العلاج الإشعاعي الموجه غير الجراحي، لسرطان الكبد، وأورام البروستاتا التي تمثل تحديا كبيرا، لقربها من أعضاء حساسة جدا بالجسم، مما يتطلب دقة بالغة، لتجنب تدمير الأعصاب والأنسجة السليمة للأعضاء المحيطة، حيث يعدل الجهاز وضعية الحزمة الإشعاعية بشكل مستمر لاستهداف البروستاتا، كما له أثر فعال في علاج سرطان البنكرياس غير القابل للجراحة عند 80% من المرضى به، وكذلك العمود الفقري، حيث يعطي الحبل الشوكي الرسائل من المخ إلى أجزاء مختلفة من الجسم، ولذلك الدقة هامة للغاية في علاج الأورام الموجودة في الأنسجة المعقدة والحساسة للعمود الفقري أو بالقرب منها، وهو ما يتيحه السايبر نايف.