أعطيتُ
حتى لم يعُدْ لي
ما أُقدِّمُ
فابتكرتُ طرائقاً أخرى
لكي لا ينتهي
هذا السرابُ الكاذبُ!
أطفاتُ أسئلتي التي كانت
تضيء مجاهلي
عمداً لننجوَ
وابتدعتُ مهارباً
تُفضي لهنَّ مهاربُ!
وظللتُ مؤمنةً
بحبٍّ ناقصٍ
وأنا التي
أنفقتُ عمراً
للكمالِ أُحاربُ!
ماذا فعلتَ لأجلِنا
لتقولَ لي نتحاسبُ؟
هيا بنا نتحاسب!
فضَّلتُ هذا الصمتَ
والأعماقُ كونٌ صاخبُ
وعرفتُ
لكنْ لم أَقُلْ
حتى لنفسي
وارتضيتُ بشحِّ غيمِكَ
قلتُ يا بنتُ اصبري
ستزورُ من بعد المصيفِ
سحائبُ
وسكتُّ
لم أُخبرْ عصافيرَ الحديقةِ
وهي تسألُ كلما غنَّت
متى
سيعودُ من منفى
الظلالِ الغائبُ!
حرّمتُ من لغتي الذي
سيشي
وقدَّمتُ الذي (يتناسبُ)!
أخفيتُ عنكَ مواجعي
وسترتُ عنكَ هواجسي
وخدعتُني لكَ
ثم تملكُ جرأةً
لتقولَ لي نتحاسبُ؟
هيا إذن نتحاسبُ!!