كتب – عادل ابراهيم
“التعلم في الصغر كالنقش في الحجر” هل هذا العبارة صحيحة حقاً و ما هو الوقت المناسب للبدء في تعلم اللغة الانجليزية مع طفلي ؟ قد يتساءل بعض الآباء حول هذا الأمر أثناء اتخاذ قرار بشأن اختيار نشاط آخر خارج المنهاج الدراسي مثل دراسة اللغة الإنجليزية. في حين أنه تم مناقشة فوائد تعليم لغة ثانية للأطفال بشكل متكرر، لكن تبدأ المخاوف في الظهور عندما نبدأ في التساؤل عن الوقت المناسب للبدء.
هناك آراء مختلفة حول هذا الموضوع، إذ يعتقد البعض إلى أن الطفل يجب أن تكون طفولته لنفسه. حيث يرون أنه ربما يكون من الأفضل الانتظار حتى يتمكنوا من اتخاذ خياراتهم الواعية أو تشكيل عقلهم بالكامل. لكن، كما هو الحال مع جميع القضايا الأخرى في علم نفس الأطفال وأساليب التعليم، فإن هذه الشكوك دائماً موجودة.
ومع ذلك، نعتقد في نوفاكيد -المدرسة رقم 1 في أوروبا لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال- أن البدء في تعلم اللغة الإنجليزية منذ الصغر أمر ضروري لتنمية ثقة الطفل بشكل عام، ونستعرض في هذا المحتوى الأسباب والعوامل التي جعلتنا نعتقد ذلك.
أثر تعليم الإنجليزية على قوة الشخصية لدى الطفل
يعد تعلم الطفل لغة مختلفة عن لغته الأصلية خلال السنوات الأولى أمرًا بالغ الأهمية لأن احتمالات تحقيق الكفاءة في اللغة كبيرة، بمجرد أن يبدأ الأطفال في التفاعل باللغة الإنجليزية في سن مبكرة، فمن المرجح أن يطوروا قدرات التحدث المتميزة ويصبحون أكثر كفاءة مع نموهم. ما سيجعل الأطفال واثقين من أنفسهم وسيمكنهم من التعامل مع أي موقف.
من المهم تعزيز دروس اللغة الإنجليزية بشكل مستمر بخبراء التحدث وورش العمل المكثفة، والتي تهدف إلى المساهمة في توسيع المدارك الاجتماعية للأطفال من خلال التواصل الفعال والتعاون والإبداع، إذ أن مفتاح التطور اللغوي للأطفال هو التعليم الجذاب من خلال تقديم تجربة تعليمية تتضمن العديد من الأساليب لتحسين لغة الجسد والكلام والعواطف وتأليف الكلام وكذلك تعزيز قوة الشخصية لدى الطفل.
دروس وأساليب المحادثة للأطفال على وجه الخصوص، لها فائدة عظيمة على طفلك ليصبح متحدثًا واثقًا من نفسه، إذ تساهم في التغلب على الخوف من التحدث أمام الجميع، حيث أظهرت دراسات متعددة أن القلق والمخاوف من ارتكاب الأخطاء هي أحد العوامل الرئيسية لإنشاء حاجز لغوي واجتماعي لدى الطفل. ومع ذلك، يسهل التغلب على هذه العقبات في سن مبكرة لأن طريقة التدريس نفسها تختلف، يجب اختيار مناهج تعليمية تساعد على التغلب على هذه المخاوف من خلال منح الطفل فرص التحدث أمام الآخرين واكتساب الثقة التي يحتاج إليها ليصبح متصلاً فعالاً داخل الفصل وخارجه. وكذلك يساعد جانب الكتابة الإبداعية على تعزيز وتنمية ثقة الطفل وإمكانياته الإبداعية.
“باستخدام النهج الصحيح، تصبح دراسة لغة أجنبية مجرد طريقة ووسيلة أخرى لاكتشاف الواقع: إذ يضحك الأطفال ويلعبون ويمارسون تمارين تفاعلية، اليوم، لم يعد التعليم بالمعنى التقليدي هو الذي يمنعهم من الانفتاح والانطلاق، فمن خلال المشاركة النشطة في المهام الشبيهة بالألعاب، يتمتع الطفل بفرص أكثر لممارسة اللغة في بيئة خالية من الإجهاد، وكذلك يحظى بالأسس المطلوبة للدراسات المستقبلية ” – أدريين لاندري، مديرة المحتوى التعليمي في نوفاكيد.
أهم الأساليب التي يجب أن تتضمنها دروس تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال
أساليب العرض الفعال:
حيث تغطي الدروس التدريبية مجموعة واسعة من فرص المحادثة وأنواعها، و تتضمن المناهج التصميم المناسب لتعريف الطلاب بالتواصل الرسمي والتواصل غير الرسمي، مثل العروض التقديمية للدروس والمناظرات والنقاشات، و التركيز بشكل كامل على تنمية شخصية الأطفال، مما يساعدهم على التحدث بثقة ويمكنهم من الارتجال وإلقاء الخطابات بشكل فعال.
مهارات الإبداع والقيادة:
يتعلم الطلاب مهارات الإبداع والقيادة إلى جانب تجربة المحادثة الواسعة. حيث يسعى المنهاج إلى تزويد الطلاب بالعديد من الفرص لممارسة التحدث بطلاقة في موضوعات يتم اختيارها بهدف المساعدة في تطوير مهارات القيادة وريادة الأعمال من خلال تمكينهم من التفكير والعصف الذهني والابتكار، وكذلك مهارات التقييم والنقد.
المشاركة والتعاون:
حيث يمكن للطلاب إعطاء وتلقي ردود الأفعال والتغذية الراجعة من وإلى نظرائهم وكذلك من وإلى المدرّس خلال الدروس عبر الإنترنت، حيث يتم تقديمها بطابع تعاوني يمكّن الطلاب من التفاعل مع المواد ومع أقرانهم مما يعزز لديهم مهارات تقديم الملاحظات البناءة وأسلوب استخدام النقد الفعّال لتحسين الأداء.
تأثير تعلم اللغة الثانية على تنمية قدرات الطفل
– يصبح الدماغ أكثر فعالية، حسبما أكدته دراسة أجريت عام 2014 بعنوان “تعلم اللغات يشكل بنية الدماغ”، أن سمك القشرة الدماغية – والتي ترتبط عمومًا بالذكاء العالي – يزداد لدى من يتعلمون لغة جديدة بشكل تدريجي مع الممارسة المكثفة والمستمرة، وأكدت الدراسة أنه كلما تمكن الطفل من إتقان لغة ثانية كلما أثر ذلك بالإيجاب على بنية الدماغ، فالمتحدثين بأكثر من لغة تكون لديهم المزيد من المواد الرمادية في منطقة الدماغ، وهي التي تكون مسؤولة عن الانتباه والتركيز، وعن تنشيط الذاكرة قصيرة الأجل.
– تطوير القدرات الرياضية، حيث يزيد تعلم اللغة الثانية من خفة الحركة العقلية.
– تعزيز الثقة بالنفس، وهذا من أهم و أبرز فوائد تعلم اللغة الثانية، وخاصةً في سن مبكرة، إذ يكون السعي لإجراء محادثة مع متحدث أصلي يجعل الأطفال أكثر شجاعةً وثقةً بأنفسهم، وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات المهمة في الحياة بشكل عام.
– اتخاذ القرارت بطريقة عقلانية، حيث تؤكد الدراسات على أن التفكير بلغة ثانية يقودنا إلى اتخاذ قرارت محايدة ومنطقية وواقعية، حيث أنها تسمح بوجود مسافة فاصلة بين الشقين العاطفي والادراكي في التفكير، ما يقودنا فيما بعد لاتخاذ قرارات أكثر ميولاً للصواب.
– القدرة على استيعاب تعدد المهام وترتيب الأولويات، حيث وجدت دراسة أجريت بجامعة ولاية بنسلفانيا أن المتحدثين بلغتين يمكنهم التفوق على ذوي اللغة الأحادية عند العمل في مشاريع متعددة في وقت واحد.
– الانفتاح والإقبال على ثقافات العالم، فيتمكن الطفل من فهم المجتمعات الأخرى وطريقة تفكيرهم والاطّلاع على ثقافاتهم واكتساب الكثير من المعرفة.
– جاذبية أكثر، حيث أننا ننظر الى الذين يتحدثون لغات متعددة على أنهم أكثر ذكاءً، وبالتالي يكونون أنجح على المستوى الاجتماعي والمهني أيضاً.
– القدرة على تجاهل المشتتات والتركيز الكامل، حيث أن الأطفال ثنائيي اللغة لديهم القدرة على إدارة المعلومات المتضاربة في عمر مبكر جداً، مما يزيد ذلك من مرونة دماغهم ويساعدهم على إدارة المواقف، وكذلك الحفاظ على انتباههم وتركيزهم.
هذه هي الأسباب في أن تعلم الأطفال للّغة الإنجليزية لا يتعلق أبدًا بدراسة هيكلها فحسب، بل إنها بالنسبة لهم أكثر من مجرد لغة تواصل جديدة، فعلى صعيد التنمية الشخصية للطفل، تكون بمثابة ثقافة واسعة، وأسلوب تطوير ذاتي للمهارات الشخصية، وكذلك
طريقة جديدة لرؤية الأشياء واستكشاف مفاهيم جديدة!
هل تتفقون مع ما جاء في محتوى المقال؟ هل لديكم تجارب مشابهة؟ شاركونا آرائكم في التعليقات وتجاربكم مع تعلم اللغة الإنجليزية للأطفال في سن مبكّرة.