– منذ بدأنا لم يكن هناك شيء واضح، كلمات مبتورة ولقاءات منتهكة، قبلات ضائعة في الأضواء المرتفعة للسيارات المعاكسة وأتربة الطرق المهجورة، دوامة مشاعر تبدأ دافئة وتنتهي بصقيع وشعور قاس بالوحدة، مئات الكيلو مترات قطعناها معا، عشرات المقاهي والمطاعم جربناها، عدد لا بأس به من باكتات السكر التي سرقتها من على الطاولات أخر كل لقاء، بالرغم من التفاصيل التي تبهج القلب والروح وتضع في فم الصباح الرتيب قطعة حلوى، يبقى الجسد جائع والعقل تائه يحيك كل مساء حكاية تنتهي بحلم التكور في حضنك منتشية..
– هل تعِديني أن تبقي هكذا دائما؟
-كيف..؟
-أنتي متقلبة ومزاجية، أخاف أن تملي
– المشاعر كموج البحر تمد وتجزر هذه طبيعتها، والقلب متقلب يقبل وينصرف هذا ما فطر عليه، لكن سنحاول معا أن نتصرف دائما بحب، نختلف و نتشاجر ونغضب لكن في النهاية سأضمك، أمنحك صدري لتغفو قدر ما تشاء، أمسك بكفك عندما تحتاج للحظة يقين بأنك لست وحدك، الحب الذي جعلني أندفع تجاهك كالمراهقات، سأمارسه كالعاهرات، أحميه كالزوجات وأفديه كالأمهات، ربما لا أستطيع أن أتحكم في جميع نوبات غضبي فأنا أسرع من يتخذ وضع الطيار الالي لحظة الغضب، لكن سأحاول جاهدة أن أروض تلك البرية المتوحشة داخلي، لن أهاجمك أو أنفصل عنك عند أول مشكلة، لن أنحبس داخل عقلي وأترك هواجسي توسع الهوة بيننا، لن أتجنب مواجهة المشكلات، لن أنسحب وأتجاهل رغبتي في أن أكون المرأة التي لا يمكن الاستغناء عنها، سأبذل جهدي ألا أكون قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، سأتعامل مع خلافاتنا معاملة الطقس، ألبس معطفا عندما يكون الجو عاصف، وأزهو في الأبيض الفضفاض عندما يكون الجو صيفا حار، أرقص حافية عندما تلمع في عينيك تلك النظرة الشهية…، هل يشعرك هذا ببعض الأمان؟….”