كتبت – سامية الفقى
أحبت مريم ركوب الدراجات الهوائية منذ طفولتها، لكنها لم تكن تتوقع أن تصبح هوايتها مهنة لها يوما ما، فعلى دراجة هوائية تجوب الفتاة العشرينية عشرات الكيلومترات بشوارع القاهرة والجيزة لتوصيل طلبات مشغولات “الهاند ميد”، ساعية في تحقيق ذاتها وتوفير احتياجاتها الأساسية.
لم تعرف ابنة محافظة البحيرة صاحبة الـ24 عاما، منذ طفولتها سوى الكفاح والعمل، السعي دون يأس أو استسلام لتحقيق النجاح، فتحملت المسؤولية وتسلحت بالشجاعة والإرادة لتحقق أحلامها وآمالها التي لا تعرف حدودا أو قيود، رافضة أن تكون عبئا على أسرتها.
تقول مريم البنا: “لم تمنعن دراستي في كلية الحقوق جامعة طنطا من إثبات ذاتي والعمل في أكثر من مهنة ومجال لتوفير احتياجاتي الأساسية دون أن أرهق أسرتي بمصروفاتي واحتياجاتي، أتذكر أنني في السادسة من عمري قمت ببيع “أكياس الترمس” بخمسين قرشا، وخلال دراستي الجامعية عملت لفترة ليست بقليلة كمساعدة لمدرسة لغة إنجليزية، ولفترة أخرى كنت أعلم الأطفال فن الرسم والمشغولات اليدوية -موهبتي التي أعشقها وأتميز فيها-، وفي نفس الوقت كنت أحضر أنشطة وورش تدريبية في الفن التشكيلي، وعملت لفترة أخرى في إحدى شركات الاتصالات، ولعام مضى عملت كمساعدة في إحدى الصيدليات، وفي فترة أخرى عملت مراقبة على حمامات السباحة في أحد الأندية الرياضية”.
وأضافت في تصريحاتها، “في ظل انشغالي بدراستي وعملي، التحقت بدورات وورش تدريبية عديدة في فن الرسم واللغة، ولأحقق حلمي في الفن التشكيلي التحقت وأثناء دراستي للحقوق، بالدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة، كنت أبحث دوما عما سيطور من قدراتي وإمكاناتي ويجعلني أفضل، وكانت العلامة الفارقة في حياتي وبداية انطلاقتي الحقيقية عندما فقدت محفظتي في الحافلة التي كنت أستقلها أثناء عودتي من العمل، صدمت حينها وحزنت كثيرا، وجدت نفسي في مأزق، حيث كنت أدخر فيها كل ما أملك من نقود، لم يكن أمامي حل سوى البحث عن فرصة عمل جديدة، ففكرت في استغلال دراجتي والتي كنت استقلها للذهاب إلى العمل والتي كانت منحتني إياها وزارة الشباب والرياضة ضمن مبادرة “دراجتك دخلك”، في توصيل الطلبات وتحديدا مشغولات “الهاند ميد”.
وأشارت إلى أن مع مرور الوقت وبعد أن لاقت تشجيع ودعم كبير من أسرتها وأصدقائها، وشهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحولت فكرتها البسيطة لمهنة أساسية أصبحت تعطيها كل وقتها، مؤكدة على أن لا شيء صعب أو مستحيل فبالإرادة والعزيمة والأمل يمكننا تخطى كل الحواجز وتحقيق أهدافنا وأحلامنها والوصول للقمة، مشيرة إلى أنها ستسعى خلال الفترة القادمة لتطوير دراجتها الهوائية إلى “اسكوتر” حتى تتمكن من توصيل الطلبات إلى المناطق والأماكن البعيدة عنها، وتخصيص وقت من يومها في الاهتمام بموهبتها في صناعة المشغولات اليدوية.