وقال..
واعتدتُ يا صديقي..
على كل شيء كان يخشاه الجميع..
الليل والوحدة..
والأمطار والرعود..
ارتعاش الضوء وضيق الأزقة..
الخذلان القاتل والخسارات الكبيرة..
تلون الوجوه وتغير القلوب وضياع القبلة..
الضحكات الكاذبة والوعود الغارقة في الإفك..
لا عليك يا صديقي..
وهل في الأمر أسوأ من أن تمضي إلى الجحيم بقدمين داميتين وذاكرة مرهقة؟!..
وأنت توقن تماما أنك مجبر جدا على العودة..
فلم يحن موعد الرحيل الأخير بعد..
وهل أسوأ من أن ترى الكذب بقلبك ثم تحاول أن تصدق وأنت توقن من داخلك أنهم يكذبون؟!..
أنت لم تكن سفيها حينها..
ولكنك كنت تقتنص عذرا أخيرا..
حتى إذا ما قررت الرحيل..
لا تنتظر أن تعرفك المحطات..
ولا تأسف على قطارات العمر التي مرت..
وأنت تبكي الأرصفة، وتلعن الغياب..
فتمضي حينها..
بلا رفقة..
بلا حقائب..
إلا حقيبة الأمس، في صدرك..
وذلك الزاد من وجع..
تترك الأحزان خلفك..
لتستقبل حزنا جديدا..
اسمه..
(وجع الذكريات)..
انتهى..
خارج عباءة النص..
بقلمي العابث..