الخطر الأكبر ..قادم .. في أوكرانيا ..!!
هل يصل التصعيد إلى حد إقامة منطقة لحظر الطيران..؟؟
وزير الدفاع الأمريكي وصل قاعدة رامشتاين بطائرة “يوم القيامة” ..!!
تدريبات واسعة للروس .. استعدادًا لتوجيه “الضربة القاضية”..!!
تقرير يكتبه
عبد المنعم السلموني
كان قرار تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية يمثل، من وجهة نظر البعض، أخطر تصعيد للحرب بين الناتو وروسيا حتى الآن، حيث ستقدم الولايات المتحدة 50 دبابة قتال رئيسية من طراز إم1 أبرامز M1 Abrams لأوكرانيا، كجزء من نشر دبابات الناتو التي يمكن أن يصل عددها إلى المئات، وفقًا لتقارير نشرتها صحيفتا نيويورك تايمز و وول ستريت جورنال. لكن التصعيد الأخطر يتمثل في الحديث عن تزويد كييف بطائرات مقاتلة وصواريخ طويلة المدى!!
توضح هذه الإجراءات أن الحرب ليست مجرد حرب بالوكالة، ولكنها صراع مفتوح بين الناتو وروسيا، مما يهدد بعواقب لا تحصى للبشرية.
قال مستشار لوزير الدفاع الأوكراني إن بلاده ستسعى الآن لشراء طائرات مقاتلة من الجيل الرابع مثل مقاتلة إف -16 الأمريكية بعد تأمين إمدادات من دبابات القتال الرئيسية.
ونقلت وكالة رويترز عن يوري ساك مستشار وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، أن “العقبة الكبيرة التالية ستكون الآن الطائرات المقاتلة.”
“إذا حصلنا عليها (طائرات مقاتلة غربية) فإن المزايا في ساحة المعركة ستكون هائلة … إنها ليست فقط طائرات F-16 (طائرات مقاتلة أمريكية متعددة المهام): بل طائرات الجيل الرابع، هذا ما نريده.” والمؤكد أننا سنحصل عليها.
أضاف: “لم يرغبوا في إعطائنا مدفعية ثقيلة، ثم فعلوا ذلك. لم يرغبوا في إعطائنا أنظمة هيمارس، ثم فعلوا. لم يرغبوا في إعطائنا دبابات، والآن يعطوننا الدبابات. بخلاف الاسلحة النووية، لم يبق شيء لن نحصل عليه “.
قال جاستن برونك، الباحث بمركز أبحاث RUSI في لندن، إن القوات الجوية الأوكرانية ستستفيد بشكل كبير من المقاتلات الغربية من حيث القوة المدمرة “جو جو” و”جو أرض”.
وصرح نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون فينر لشبكة MSNBC أن الولايات المتحدة ستبحث، بعناية شديدة، مع حلفائها فكرة تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة.
قال طيار أوكراني يحمل الاسم الرمزي جويس لرويترز الشهر الماضي إن العديد من زملائه في القوات الجوية تلقوا دروسًا في اللغة الإنجليزية خلال أوقات فراغهم استعدادًا لاستقبال كييف طائرات أجنبية مثل مقاتلة إف -16.
وكان إعلان الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة سترسل دبابة القتال الرئيسية أبرامز إلى أوكرانيا، قد قوبل بمطالب في وسائل الإعلام والمؤسسة السياسية بإرسال مقاتلات من طراز F-16 متعددة المهام أيضًا.
وتعد الطائرة F-16 مقاتلة أسرع من الصوت من الجيل الرابع. ويمكن للطائرة حمل قنبلة نووية 1.2 ميجا طن من طراز B83. إنها عنصر رئيسي في نظام “الشراكة النووية” لحلف الناتو، والخاصة بالأسلحة النووية التكتيكية المنتشرة في الخطوط الأمامية بأوروبا.
جاء تصريح فينر في نفس اليوم الذي قال فيه توماس جاسيلود، رئيس لجنة الدفاع الفرنسية، إن فرنسا “ستترك كل الأبواب مفتوحة” لإرسال طائرات مقاتلة غربية لأوكرانيا لدعمها في الحرب مع روسيا.
وسئل وزير الخارجية الهولنديWopke Hoekstra ، عما إذا كانت بلاده ستفكر في إرسال مقاتلين إلى أوكرانيا، فأجاب: “فيما يتعلق بما يمكن أن توفره هولندا، فلا توجد محظورات”.
يوم الأربعاء، ذكرت وكالة ArmyINFORM الإعلامية التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، أن الطيارين المقاتلين الأوكرانيين بدأوا بالفعل التدريب في الولايات المتحدة. وكتب الخبر، نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية: “ذهب طيارونا العسكريون إلى الولايات المتحدة، وتم تخصيص الأموال لتدريبهم”.
وهذه الخطط جارية منذ شهور، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين أميركيين. في يوليو، قال الجنرال تشارلز ك. براون جونيور، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، لصحيفة واشنطن بوست أن “المناقشات جارية” بشأن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.
يوم الجمعة الماضي، دعا أعضاء بارزون من الديمقراطيين والجمهوريين بمجلس الشيوخ البيت الأبيض إلى إرسال طائرات مقاتلة من الجيل الرابع طراز إف -16 وذات قدرة نووية إلى أوكرانيا.
وأضاف أعضاء الشيوخ: “بينما تمثل الدبابات ترقية هائلة للجيش الأوكراني، فإننا نحث إدارة بايدن وحلفاءنا على إرسال المزيد من المدفعية بعيدة المدى، مثل نظام صواريخ أتاكمزATACMS والطائرات المقاتلة مثل F-16s.” وكل ما يحتاجه الأوكرانيون لتحقيق النصر”.
ونقل موقع wsws عن صحيفة فينانشيال تايمز أن شركة لوكهيد مارتن قامت بالفعل بزيادة إنتاج مقاتلات F-16 لتعويض الدول التي تخطط لنقلها إلى أوكرانيا. قال فرانك سانت جون، رئيس العمليات بالشركة، إنه سيتم “تكثيف الإنتاج من طائرات f-16.”
وقال يوري ساك مستشار وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لشبكة سي إن بي سي “سنحصل على طائرات إف -16”.
وبدرجة أكبر من دبابة القتال M1 Abrams ، فإن إرسال طائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى أوكرانيا سيتطلب نشر بنية تحتية لوجستية ضخمة وخطوط إمداد من دول الناتو، بما في ذلك نشر متعاقدين مدنيين أمريكيين للمساعدة في الحفاظ على هذه الأنظمة المتطورة.
في الإشارة الثانية إلى نشر “متعاقدين” أمريكيين في أوكرانيا، توقعت شبكة CNN أن تسليم طائرات F-16 لأوكرانيا يعني أنه “يمكن إرسال متعاقدين غربيين لأوكرانيا، مما يعرضهم لخطر هجوم روسي”.
ويقول الموقع إن نشر هذه الشبكات اللوجيستية الضخمة لأسلحة الناتو، التي يعمل بها “متعاقدون مدنيون” للحلف، من شأنه أن يكثف الضغط من أجل التصعيد العسكري، بما في ذلك الدعوات إلى إنشاء مناطق حظر طيران والنشر المباشر لقوات الناتو في منطقة الحرب.
بالإضافة لما سبق، نشرت صحيفة نيويورك تايمز خطط البنتاجون لزيادة إنتاج قذائف المدفعية بخمسة أضعاف. واستشهدت الصحيفة بوثائق من الجيش الأمريكي تدعو إلى “أكثر الجهود التحديث عدوانية منذ 40 عامًا”.
ويخطط الجيش الأمريكي لإنتاج 90ألف قذيفة مدفعية شهريًا، ارتفاعًا من 14ألفًا، عبر إنتاج مصانع جديدة ومراكز لوجستية في البلاد.
تأتي هذه التصريحات بعد إعلان وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي أن القوة الأوكرانية المدعومة من الناتو “ستشن هجومًا” في الفترة المقبلة.
حدد ميلي هدف الولايات المتحدة بأنه “تحرير أوكرانيا التي تحتلها روسيا” و”تحرير المناطق المحتلة”.
أفاد مراسل صحيفة واشنطن بوست، ماكس بوت، الذي رافق أوستن إلى قاعدة رامشتاين الجوية، أن “أوستن أخبرني بأن الهدف الواقعي للأوكرانيين هذا العام سيكون قطع الجسر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم، الذي احتلته قوات فلاديمير بوتين العام الماضي “.
وتقديم الدبابات والمركبات المدرعة، الذي تعهدت به قوى الناتو مؤخرًا، سيكون مجرد دفعة أولى على مستوى مشاركة الناتو المباشرة لتحقيق أهداف الحرب الشاملة للغرب.
ويقول موقع wsws: “مع ظهور التحديات التي تفرضها الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في الأشهر المقبلة، ومع ارتفاع عدد القتلى من القوات الأوكرانية، فإن الطلب سيكون حتمًا على النشر المباشر لقوات الناتو في الحرب، فهل سيطلق الجنود الأمريكيون والروس النار على بعضهم البعض في أول اشتباك عام بين الدول المسلحة نوويًا في التاريخ.”
وفي توقيت مناسب، قامت نشرة علماء الذرة بتحريك “ساعة يوم القيامة” إلى الأمام، معلنة أن “الساعة الآن تقف عند 90 ثانية حتى منتصف الليل (ساعة الصفر) وهذا التوقيت هو الأقرب من نوعه لوقوع كارثة عالمية”.
في شهادة على الخطر الهائل للوضع، كتب بوت في روايته عن رحلة أوستن إلى قاعدة رامشتاين الجوية: “غادر وزير الدفاع وموظفوه واشنطن على متن طائرة تابعة للقوات الجوية من طرازE-4B ، وتعرف أيضًا باسم” طائرة يوم القيامة، “البديل من طائرة بوينج 747 التي بنيت في عام 1973 ليتمكن الرئيس الأمريكي من إدارة الحكومة الأمريكية في حالة نشوب حرب نووية.”
على الجانب الأخر، أجرى الجيش الروسي تدريبات مكثفة، في الأشهر القليلة الماضية، لحوالي 300 ألف جندي تم حشدهم حديثًا، بالإضافة إلى استعدادات أخرى تمكنه من توجيه ضربة قاضية نهائية وإنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا.
وتزداد المخاطر الآن بشكل أكبر مع تولي الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، القيادة العامة للهجوم الروسي. تشير هذه الخطوة بوضوح إلى أن الجيش الروسي عازم على تحقيق تنسيق أكبر وأنه يركز الكثير من قدراته التقليدية على وضع المسمار الأخير في نعش ما يسمى بمشروع النازيين الجدد في أوكرانيا.
ويقول موقع جلوبال ريسيرش: “إن آلة الدعاية السائدة في الغرب تقدم هذا التغيير على أنه فشل مفترض للجنرال سيرجي سوروفيكين، أدى لاستبداله بسبب الانتكاسات في ساحة المعركة. ومع ذلك، فإنهم يحجبون حقيقة أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تتوسع الآن في نطاقها وحجمها، وبالتالي فمن المستحيل تقريبًا على سوروفيكين تنسيق الجهود كلها بنفسه. لهذا السبب، قررت موسكو توظيف أربعة من كبار قادتها ومنحهم قيادة قطاعات عملياتية مختلفة، على رأس هذه العملية الموسعة الجنرال جيراسيموف.”
وبصرف النظر عن رئيس الأركان العامة الروسي، يشارك ثلاثة ضباط عسكريين روس رفيعي المستوى بشكل مباشر في قيادة القوات الروسية في أوكرانيا، وهم الجنرال أوليج ساليوكوف والعقيد أليكسي كيم، بالإضافة إلى الجنرال سوروفيكين نفسه. يتولى هذه المناصب الآن نواب الجنرال جيراسيموف، حيث يضطلعون بمهام محددة ضمن النطاق الموسع للعملية العسكرية الخاصة. وفي وجود قوة تزيد على نصف مليون رجل، تدعمهم القوات الجوية والبحرية الروسية التي تطلق المئات من صواريخ كروز بعيدة المدى وأسراب الطائرات بدون طيار، يواجه نظام كييف هجومًا غير مسبوق منذ عقود.
وذكر تقرير آخر لـ”جلوبال ريسيرش”، إن سكوت ريتر، ضابط المخابرات السابق في مشاة البحرية الأمريكية، لم يحذر من أن روسيا تصعد عمليتها العسكرية الخاصة فحسب، بل يرى أن ذلك سيؤدي إلى “مذبحة” لأوكرانيا.
قال ريتر، ضابط المخابرات الذي خدم في الخليج العربي خلال عملية عاصفة الصحراء وفي العراق أشرف على نزع أسلحة الدمار الشامل: “روسيا تستعد لتغيير طبيعة الصراع”.
أضاف إن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية تستعد بشكل واضح لتوسيع العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلى عمل حربي كامل. من واقع خبرته، لم يكن هناك فشل روسي كبير كما تريد وسائل الإعلام الغربية أن تصوره، وبدلاً من ذلك، فإن وضع جيراسيموف في منصبه هو مؤشر على أن العملية العسكرية في أوكرانيا ستتوسع.
وقال: “عندما تنتهي روسيا من حملتها العسكرية، أعتقد أن الجيش الأوكراني سيتم تدميره تمامًا”. وهذا يعني بشكل مأسوي أن عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف من الجنود الأوكرانيين سيقتلون. ستكون هذه مذبحة، لكنهم اختاروا ذلك “.
في حالة استخدام بوتين لإمداد أوكرانيا بالدبابات والطائرات كذريعة لاستخدام الأسلحة النووية، كيف سيكون موقف الولايات المتحدة وهل ستستخدم قواتها التقليدية والنووية لهجوم مضاد؟؟ هذا هو الهاجس الأمني إذا لم يكن الأوروبيون وحدهم في تقديم النوع التالي من الأسلحة الأكثر قوة.