تحتاج مراحل دخول المعلومات للمخ وبقائها فيه لمدى الحياة فترات زمنية طويلة جدًا، ما يستلزم قدرًا كافيًا من التدريب وبذل المجهود، هذا ما أشارت إليه دراسات علم النفس المعرفي، والتي توصلت إلى مرور هذه العملية المعقدة بعدة مراحل؛ تتمثل في البداية أو الذاكرة، وهي عملية عقلية يتم من خلالها كسب المعلومات التي نحتاجها في المستقبل؛ ذلك لسببين هما: الانتباه والإدراك.
لكن ما هو الإدراك، إنه قدرة الإنسان على تفسير المعلومات والمثيرات التي يستقبلها؛ معتمدًا في ذلك على خبرته السابقة، درايته بالمعلومات الداخلة إلي عقله ، أما الانتباه؛ فيعبر عن كم المعلومات المهمة وغير المهمة التي يتلقاها الفرد، حيث يتسم بالانتقائية التي تجعله قادرًا علي فرز المعلومات وتصنيفها وفقا لأهميتها
وللذاكرة أنواع مُتعددة وكل نوع له وظيفة؛ يُبنى عليها النوع التالي، بداية من الذاكرة الحسية، وهي المستقبل الأول للمعلومات من العالم الخارجي، وهي معلومات غزيرة ومتعددة المصادر، وتسمى المستقبلات الحسية المختلفة،كالسمعية، والبصرية، واللمسية، والشمية، والتذوقية.
وتقوم الذاكرة الحسية بنقل العالم الخارجي؛ دون تشويه أو تغيير، وعلى الرغم من قدرتها الهائلة على استيعاب معلومات كثيرة ؛ لكن سرعان ما تتلاشى بسرعة؛ نظرًا لأن مساحة الذاكرة محدودة للغاية، ومن ثم تصبح عاجزة عن الانتباه لهذا الكم الهائل من المعلومات، والسبب الأهم أنها أساسًا محطة مؤقتة للاحتفاظ بالمعلومات.
وتحدث عملية النسيان؛ بسبب التداخل والاضمحلال، أي الحاجة إلى مسح معلومات قديمة لوضع أخرى حديثة بدلًا منها، ببساطة عندما تدخل المعلومات إلى الذاكرة الحسية؛ فإن كانت مهمة يتم الانتباه لها وتظل موجودة للانتقال للمرحلة الثانية؛ كي يتم الاحتفاظ بها مدى الحياة.