كتبت:سامية الفقى
هو الطريق الأمثل لشفاء الأطفال من سرطانات الدم.. وبعض الأورام الصلبة
تستغرق رحلة علاج السرطان أعوام، منها ما تنتهي بالشفاء، ومنها ما تكون كلمة النهاية مكتوبة أمام أعين الجميع، نتيجة صعوبة المرض ومرحلته العلاجية، ويكون زرع النخاع مكملا لتمام الشفاء في الحالات المستعصية من السرطانات، وخاصة عند الأطفال مرضى سرطانات الدم، وبعض أمراض الجهاز المناعي عند الأطفال، مثل اللوكيميا، والليمفوما، وفشل النخاع، كما أثبت هذا النوع من التدخلات الطبية نجاحه عمليا في علاج بعض الأورام الصلبة، مثل ورم سرطان العقد العصبية “أورام الغدد فوق الكلوية”، وأورام بعض سرطانات الشبكية في العيون، وبعض سرطانات المخ.
وتتم عملية زرع النخاع، بحقن المريض بخلايا جذعية تم جمعها من النخاع العظمي للمتبرعين أو من المريض نفسه “حسب الحالة الطبية”، ويستخدم ذلك لاستبدال النخاع المصاب للمريض.
ولإنقاذ حياة الأطفال المرضى، كان لابد لمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357 أن يقتحم تلك التقنية العالمية، وهو ما بدأه المستشفى فعليا منذ شهر فبراير من عام 2009 ، حيث دشن وحدة زرع النخاع، وكان يتم فيها الزرع الذاتي، حيث يحصل الأطباء على الخلايا الجذعية من جسم المريض نفسه، ثم تحفظ وتجمد، وذلك بعد أن يتلقى المريض علاجه الكيميائي أو الإشعاعي، ثم يُعاد زرع الخلايا الجذعية التى تم حفظها.
ولم يكن قرار إنشاء تلك الوحدة محل خيار، فهو أمر هام كان يجب توافره في أكبر مستشفى سرطان أطفال في العالم من حيث طاقته الاستيعابية، بل وتطوير العمل والآداء به يجب أن يكون دائما مواكبا للتطورات العالمية في هذا المجال، ولذلك أدخل المستشفى خدمة الزراعة من النوع الثاني من متبرع متطابق في 2012، ففي أحيان كثيرة يكون الأخ أو الأخت هم الأنسب أو الأكثر تطابقًا للمريض، كما يمكن زرع النخاع عموما من متبرع نصف متطابق حسب نوع المرض، والقرار الطبي للحالة.
وتتعلق أغلب توصيات الأطباء في زرع النخاع بسرطانات الدم المرتدة أو عالية الخطورة، كما أن لكل نوع من أنواع الزرع حالات يجب توافر شروط طبية بها.. ومع ازدياد أعداد الحالات المصابة، والتي تحتاج لزرع النخاع، يعمل المستشفى على تطوير الوحدة وتوسيعها برفع طاقتها الاستيعابية إلى 3 أضعاف، من 9 إلى 27 غرفة عزل لزراعة النخاع، الأمر الذي يعمل على رفع نسب الشفاء فوق ال 80% وهي النسبة العالمية، وحاليا تصل نسبة الشفاء في زراعة النخاع بالمستشفى إلى 71.2% في الزرع الذاتي، و 70.5% في الزرع من متبرع، حيث من المتوقع الزيادة بعد تلك التوسعات إلى إجراء 300 عملية زرع نخاع كل عام، وبالتالي إنقاذ حيوات الأطفال الخاضعين لها من الموت.
وتضم وحدة زرع النخاع، أسرة عزل فردية، وجميع غرفها مجهزة تجهيزا عاليا، يتوافق مع المعايير العالمية، ويتم متابعتها بشكل متواصل من خلال فريق مكافحة العدوى، بهدف تحقيق أعلى درجات أمان وسلامة المرضى.
وقال الدكتور محمود حماد، استشاري الأورام وزراعة النخاع العظمي بمستشفى 57357، أن النخاع العظمى ھو عبارة عن أنسجة إسفنجية داخل العظام، تحتوي على خلايا جذعية هي المكونة للخلايا الدموية المختلفة في جسم الإنسان، يتم تجميعها لاستخدامها في زراعة النخاع، لتحل محل النخاع العظمى المصاب بالسرطان، بعد أن تتطور وتتحول لخلايا دم جديدة، حيث تتشكل إلى الخلايا الدموية المختلفة، ومنها خلایا الدم الحمراء، والبیضاء، والصفائح الدمویة.
وتجري بالمستشفى حوالي 100 عملية زرع نخاع في العام، يزيد عن نصفهم زراعة من متبرع، وبنسب نجاح عالمية، وبعد إجراء التوسعات المنشودة يمكن استيعاب حالات أكثر في زراعة النخاع، والقضاء على قوائم الانتظار، وإتاحة أمل الشفاء لدى مزيد من المرضى وأسرهم.