يا موطني
يا رائعَ القَسمَاتِ
يا سمحَ السماتِ
ويا ويا
أنا قد خلعتُ النعلَ إذ ما جئتُ واديكَ المُقدّسَ يا وطنْ
هوَّمتُ روحي عند عبقرَ
واستعرتُ قصائدي
من كلِّ مِصداقٍ فَطِنْ
لكنَّني
لمَّا هممتُ بأن أقول
خجلاً توارتْ من سناكَ قصائدي
فالقول عندكَ
يستحيلُ إلى اندهاشٍ يا وطن!!
ماذا أقولُ
أمامَ عملاقٍ تحدّى
أن يكونَ سيادةً
أو لا يكونْ؟
ماذا أقولُ أمام وجهٍ
جمَّعَ الألحانَ والكلماتِ والإبداعَ والحُسنَ
التألُّقَ والجمالَ
فكان (شيئاً)
فوقَ ما توفي الظنونْ!
وطنَ الوجوهِ النيّراتِ الباسماتِ
الساجداتِ الغاضباتِ الثائراتِ
إذا نشازٌ شذَّ من بين اللحونْ
وطن الألى
قد علموا الناسَ المكارمَ
والمحامدَ
علّموهم
كيف أنَّ العهدَ إن ما كانَ عهدُ اللهِ
أبداً لا يُخانُ ولا يخونْ!!
وطني وحقِّكَ أستميحُ العذرَ
إن ما قمتُ أُنشدكَ القصيدَ
فلم أجدْ!!
فأصيحُ يا وطن الجمالْ
وطن الذين يراقبون الدربَ
في شوقٍ إلى ضيفٍ
يقاسمُهم رغيفَ الخبزِ
والرزقَ الحلالْ
الناحرينَ حلوبةَ الأطفالِ إن عزَّ القِرى
الحامدينَ
الشاكرينَ بكلِّ حالْ
وأصيحُ يا وطنَ الجمالْ
كم قد سمقتَ على الجراحِ تبسُّماً
تُخفي به وجعاً عُضالْ
كم قد علوتَ على السهامِ
تقاذفتك من الشروقِ
من الغروبِ
من الجنوبِ
من الشمالْ
كم قد شمختَ
بوجهك العربيِّ والزنجيِّ مُبتسماً
وتحت ردائِكَ الدمورِ آلافُ النبالْ!
كم قد وقفتَ
بظهرِكَ المكشوفِ في شممٍ هنا
حتى
تكسَّرتِ النصالُ على النصالْ!!
حفظ الله السودان وأهله