أتعرف يا صديقي؟!.
وكل طريق ظننته لن ينتهي..
سينتهي..
إلا دروب الحزن..
ستظل دائما..
أقوى من الخطوات..
أخذل من الوعود..
…وأطول من العمر..
……أصم من قلوبهم التي لم تسمعك..
وأقسى من كل الحجارة التي رجموك بها..
يليه..
إلى ذلك الذي يموت قلقا الآن..
ينتظر الخروج من متاهة الأسف..
بلا خسائر..
بلا وخز أو لوم..
اطمئن يا سيدي..
الموت هنا ليس بشعا إلى هذا الحد..
أستطيع أن أخبرك الآن عن أحدهم..
ذاق الموت مرات بلا عدد..
دون أن يصرخ..
دون أن يشكو..
ودون أن يطلب القصاص..
أتعرف؟!..
مازال يموت أيضا..
بنفس ذلك الصمت..
ببسالة الفرسان..
وضحكة تبكي..
حتى آااااخر نفس..
أستطيع أن أخبرك عن أحدهم..
يَلُمُّ الأيام ببؤسها بين ضلعين..
ويكدس الوجع..
وكل ما فيه ينفرط..
أظنه كان يخشى على الذكريات أن تضل..
وقد ضلت قلوب من حفروها..
ووعودهم..
لا تقلق يا سيدي..
فليس كل من يذهب يجر أشياءه معه..
فهنــا..
تنام مدينة من أسى..
شيدها بعضهم..
ومضى..
انتهى..