لقد دخلت إسرائيل حروبا ساخنة وهى تحمل بيدها ( التوراة ) ، وطبيعة اليهود لم ولن تتغير فى الاعتداء على المقدسات ، والسيطرة على مقدرات المسلمين إلا إذا انكسرت قوى إسرائيل العسكرية انكساراً تاماً ، أو إذا تعرضت لضغط شديد ، تشعر معه بأن وجودها فى خطر .. هنا يتغير أهل الصلف والكبرياء فى إسرائيل إلى أهل تذلل ؛ وهنا تتلاشى نزعة الكبرياء ، وتحل محلها المحافظة على النفس ، وهى قوية جداً عند اليهود … ويذكر التاريخ أكثر من مرة أن اليهودى فى معركة القتال الحقيقية يفر بجلده تاركاً ما جمع من مال كثير ، وهو لا يأسف على هذا المال ؛ لأن جلده عنده أعز من كل شىء . إن إسرائيل تريد السيادة على العالم من خلال السيطرة والسيادة على العرب ، وهذا حلم تحلم به ، ولن تتنازل عنه بعد أن اصبح فى متناول اليد ، وكل ما تقرؤه من تنازلات – إن كان هناك تنازلات – عن أحلامهم إنما هو خداع نفسى يخدرون به العرب والمسلمين ، فإسرائيل زرعت لتكون شوكة فى ظهر الأمة العربية والإسلامية من بعدها ، كما أنها أداة من أدوات الاستعمار الحديث الذى يريد أن يمتص الدماء ، ويستولى على مقدرات الأمم والشعوب . إن إسرائيل لها دور خطير فى المنطقة العربية وغيرها .. إنها تريد أن تنتقم من العرب أولاً ، ومن الدنيا كلها آخراً ، وإن بلادنا لها مركز مناسب لتقفز منه إلى سيادة الدنيا .. وهذا الحديث النبوى يدل على أن اليهود سوف تكون لهم قوة وشوكة .. ففى رواية أخرى للحديث عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تقاتلكم يهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا يهودى ورائى فاقتله ) . والحديث يفيد معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهى إخباره بأن اليهود سيبدءون المعارك ضد المسلمين ، وصدق نبى الله صلى الله عليه وسلم ، فاليهود أول من كون العصابات المسلحة ضد المسلمين حتى قويت شوكتهم ، وفرضوا سطوتهم . واليهود جبناء ضعفاء يحتاجون إلى حماية أكبر وقوة أعظم يتسللون إليها بأموالهم ونسائهم حتى يسيطروا على جميع مراكز القرار ومواقع السلطة . ولا يستطيع اليهود أن يصلوا إلى أهدافهم إذا تمسكنا بوحدتنا وإخواتنا وتعاوننا وتكافلنا وتخلينا عن إثارة كل النعرات (القبلية) .. أو العرقية أو القومية أو الحدودية . ومن الحقائق المتعلقه باليهود أنهم يلجأون – لضعفهم وجبنهم – للاحتماء بقوة أكبر يتسللون إليها بأموالهم حتى يسيطروا على مراكز القرار فيها فتدافع عنهم وتحميهم وتربط مصيرهم . ومن الحقائق القرآنية أن اليهود متعصبون لجنسهم فلا رباً بين يهوديين .. ولكن لا مانع من الربا مع غير اليهود .. بل ولا مانع من استغلالهم وأكل أموالهم بالباطل .. بل ولا مانع – إذا استدعى الأمر – أن يغتالوهم فكل ما عدا اليهود من الأميين خدم لشعب الله المختار ، قال تعالى : ( .. ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) . واليهود .. ليسوا شعب الله المختار ، إن هذا الهراء وهذا السخف ينم عن طبيعة الشخصية اليهودية الحقيرة التى تشعر فى ذاتها بالنقص المركب والعنصرية البغيضة والخلو من كل القيم الإنسانية . ولو تمكن الكفرة من أسباب القوة فلن يتورعوا عن هدم المساجد وسفك الدماء ، وهتك الأعراض ، وسب الأنبياء كما حدث فى العصر الحديث .. وكم نبه القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة منذ نزوله : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ) . ومن هنا جاء الحث على امتلاك وسائل القوة الرادعة التى ترهب أعداء الله .. هكذا أفصحت الآيات عن حقد الكفر بجميع أنواعه على أهل الإيمان ، وهذا الحقد يدعوه إلى ارتكاب أفظع الأساليب لإيذاء المؤمنين كما عبر القرآن الكريم فى موضع آخر : ( لا يرقبون فى مؤمن إلاً ولا زمة .. ) . ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوها فإنها منتنة ) إنها العنصرية .. والقومية .. والحمية الجاهلية .. وادعاء السامية الكاذبة . وإن الصراع قائم ولن ينتهى حتى تقوم الساعة .. وعلى هذا فإن اليهود لم يقدموا إلى فلسطين ليعملوا بأيديهم ، إنهم يريدون أن يكونوا سادة على أن يكون أهل المنطقة عبيداً لهم .. إنهم لم يأتوا طلباً للأمن والأمان والعيش الحلال .. إنهم يريدون أن يفسدوا فى الأرض ، وهذا شأنهــم .