و..
جئتك مدججا بالأحزان..
ممتلئا بالفقد والغياب..
عائدا من الهزيمة..
من الانكسار..
والبعثرة..
جئتك مكلوما على قلبي الذي انفطر..
ومشاعري التي سُحقت..
ثم بعثرت لهوا بلا ثمن..
جئتك بي..
بما بقى مني..
لتجبر كسري وتقيم انكفائي وتشد على يدي..
أنا هنا أنا هنا..
لكنك كسرتني لتجبر نفسك..
ودفعتني في فم الضياع لتحتمي..
وألقيتني إلى شراهة القاع فريسة لتصعد..
وأنا الأعزل من كل شيء..
حتى من الصراخ اليائس..
من التوسل..
لسان حزني أخرس..
وصوتي مقطوع من بقايا غصة..
تسكن حنجرة الشكوى..
فوزعت صوت لهاثي على حانات العدم..
ليتفرق دمي ويضيع القصاص..
ومن أخبرك أني قد أطالبك؟!..
أتيتك..
تائبا من ضلالات ظني..
من زلات قلبي..
من خيباتي المترامية..
نادما على عمري الذي أنفقته على أبواب هؤلاء..
هباء وسدى..
ظننتك تفرد ذراعي أنسك وتضمني..
فنفيتني بعيدا واستدرت..
جئتك بوجهي المغبر من تراب خساراتي..
وروحي التائهة من كثرة النوازل..
من كثرة الأسفار..
ومن الرحيل بلا وجهة..
جئتك أبحث عن عنوان لتعبي..
عن وطن لا يتغير..
عن مدن لا تزرع الحداد في حقول وجهي..
عن وطن لا يلبسني الحزن ثوبا كل مساء..
فصنعت لي من الموت الأسود رداءً يليق بقافلة أحزاني..
ونثرت في مدى لهفتي شوكا يُنزف قلبي لألف قهر قادم..
جمعت لي من الآلام تيها أنيقا أرتديه كلما هممت بالرحيل..
ومن الخذلان رحت تغزل عواصم لأمكث..
وكتبت على أبواب الوداع..
عليك الوجع..
ترى..
أين أردت أن أقيم..
أفي الغياب نفيتني؟!..
أم أردت أن يقيم الغياب فيَّ؟!..
انتهى..
ـــــــــ
بقلمي العابث..